أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي البدري - مستقبل العراق بين العمامة الشيعية والسدارة السنية














المزيد.....

مستقبل العراق بين العمامة الشيعية والسدارة السنية


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1988 - 2007 / 7 / 26 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تطبيقا لنتائج مشروع الصحوة الاسلامية الذي قادته ومولته وكالة المخابرات المركزية الامريكية (cia ) ـ عقد منها 120 مؤتمرا ،وباعتراف الكاتب المصري ،فهمي هويدي ،فانه شارك في 15 مؤتمرا منها قبل ان يعرف انها تعقد بتدبير وتمويل تلك الوكالة ـ اختار آية الله الشيخ (جورج وولكر بوش ) ان يكون طاقم تنفيذ سياساته في العراق ، الذي احتله في نيسان 2003، من بين معممي العراق ومن يتزيون بازيائهم المقدسة! رهان سماحة السيد بوش على طاقم ساسة من المعممين جاء كثمرة لمجموعة الدراسات والتقييمات السسيوكولوجية التي اجرتها معاهد البحوث والدراسات التابعة لوكالة المخابرات المركزية على نتائج مؤتمرات الصحوة الاسلامية تلك ،والتي خلصت الى ان فرض طاقم حكومي من رجال الدين المسيسين هو افضل وسيلة لحكم العراقيين والسيطرة عليهم للاسباب التالية :
1 ـ ان رجل الدين العراقي (الشيعي على وجه الخصوص) يتمتع بسلطة روحية واحترام اعتباري بين اتباعه يرتقي الى مستوى التقديس .
2 ـ تتوفر جعبة رجل الدين على مجموعة من الروادع المقدسة التي لا يمكن مناقشتها او الوقوف بوجهها من الغالبية العظمى من طبقات المجتمع ،بما فيهم المثقفين منهم ،خشية تهمة التكفير او المروق على حرمة الدين ورجاله المعصومين من الخطأ ،بحجة انتسابهم الى آل البيت ،بالنسبة للشيعة ،والمغفورة لهم اخطائهم ،تحت شعار : اجتهد الرجل فان اصاب فله اجرها وان اخطأ فان الله غفور رحيم ،بالنسبة للسنة .
3 ـ يتميز الساسة المتدينون ـ الذين يتخذون من الدين قناعا ايديولوجيا وستارا تمويهيا ـ بالانتهازية وضيق افق الرؤية المصلحية واحتكار الحقيقة ،استنادا الى مبدأ ـ وهو نفس مبدأ الرؤية الامريكية ـ من ليس معنا فهو ضدنا و ضد الله ودينه . وبمعنى آخر ،ما دمنا معممون او ملتحون فاننا لا نخطئ والحق في صفنا على طول الخط وان من يخطئنا او يتهمنا فانما هو يتهم ويخطأ دين الله!
4 ـ تتميز احزاب الاسلام السياسي بمزية التصالح واتفاق المصالح مع الايديولوجية الليبرالية ،والشق الاقتصادي من رؤيتها على وجه الخصوص ،لانها تقوم على مبدأ اقرار الملكية الخاصة وحركة الاموال وحرية التجارة وعدم تدخل الدولة في توجيه العملية الاقتصادية ،الامر الذي يسمح لها ولعناصرها الثرية بتدوير اموالها ويهيئ لها فرص الاثراء السريع .
5 ـ الاحزاب الدينية المدعومة بمباركة المرجعيات الدينية قادرة على تمرير بنود مشروع الاحتلال ومراحله ،باعتبار ان قياداتها منزهة عن الخطأ وتسمو على كل الشبهات التي قد تحيق بالساسة غير المباركين ،والا لما باركتها المرجعيات التي لاتخطأ .
6 ـ الاحزاب الدينية تربة خصبة لانبات وانماء دعاوى الخلاف والاختلاف الايديولوجي (طائفي ،مذهبي) ،وبهذا فانها تكون من انسب واسهل سبل نشر الفرقة بين مكونات المجتمع وتعميقها وتحويلها الى اهداف بديلة لالهاء الشعب عن مقاومة المحتل .
وعليه فان احزاب الاسلام السياسي كانت العجلة الاسرع للمشروع الامريكي في العراق ،والطريق الاسهل له في السيطرة عليه ،بعد ان شرذمته الى طوائف واقطاعيات جغرافية وسياسية متصارعة ومتحاربة تحت دعاوى المعاداة العرقية والدينية والطائفية والمذهبية بين مكوناته الاجتماعية . وقد اثبتت تجربة حكم الاسلام السياسي في العراق صواب هذه الاستراتيجية ونجاعتها لتعتيمها على اداء الاحزاب الوطنية ومن ثم التشكيك في اجنداتها وحقيقة نواياها وتهميش دورها ،باعتبار ان اغلبها علمانية غير مؤمنة ـ بحسب فهم وتسويق احزاب الاسلام السياسي ـ وان ليس من المعقول ان يكون العلمانيون اكثر اخلاصا وصدقا وحرصا على مصلحة البلاد والشعب من ممثلي الاسلام المدعومين بمباركة المرجعيات الدينية والمؤيدين بنصر الله وعنايته الخاصة !الا ان تلاحق صفعات مشروع الاحتلال الموجه ،في حقيقته ،ضد مصالح وتطلعات الشعب العراقي ،والتي لم يكن هدفها سوى اغراقه في بحر من الازمات المتوالية والمزمنة ،وانهار من الدم واعمال القتل والترويع والتجويع والحرمان ،وضعت الشعب العراقي امام حقائق الامور التي لا لبس فيها وهي ان هذه القوى والشخصيات التي تتخذ من الاسلام ستارا وبرقعا ليست سوى ادوات تنفذ اجندة المحتل وعلى حساب الشعب وحقوقه . وهذا ما اثبتته مجموعة الاجراءات والقوانين التي حرصت هذه الاحزاب على اقرارها ،رغم انها تأتي على حساب الشعب ومستقبل مصيره ووحدته الوطنية ،كعملية اقرار الدستور المشوه وتمرير صفقة الانتخابات المزيفة واقرار قانون الاقاليم ،والتي ربما لن يكون آخرها قانون النفط والغاز الذي يمهد له الان بتجاذبات وممانعات محسوبة الادوار والاوقات بين العمامة الشيعية والسدارة السنية تمهيدا لاقراره ،رغم اعتراض غالبية الشعب العراقي وقواه عليه وكشفها لحجم المخاطر التي سيلحقها بالاقتصاد العراقي ومستقبل اجيالنا القادمة . ان رهن العملية السياسية بلون واحد من القوى في ظرف مثل ظرف الاحتلال ، ليس له سوى تفسير واحد هو ان هذه القوى تتوفر على استعداد لتنفيذ اجندة قوة الاحتلال وتحقيق مصالحه دون قيد او شرط ،والا بماذا تفسر لنا احزاب الاسلام السياسي احتضان ادارة الاحتلال لها وتهميشها لدور ما عداها من قوى واحزاب ؟ ولماذا تصر ادارة الاحتلال على التمسك بهذه الاحزاب رغم فشلها الذريع في ادارة العملية السياسية وعجزها عن تحقيق ابسط الخدمات للمواطن ،ان لم يكن ذلك الفشل وهذا العجز جزءا من الدور المنوط بها اداءه وتحقيقه : تخريب البلد واجبار اهله على تركه والهجرة منه ؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جائزة محمود المشهداني للعجائب والغرئب الدولية
- صفحة جديدة من سجل ايران التوسعي
- بعد لبنان وجنوبه ،(تقوىومقاومة) نصر الله تعبث بامن العراق
- الاحزاب ومهمة الانماء السياسي في العراق
- لماذا يقاتل الفلسطينيون انفسهم نيابة عن اسرائيل ؟
- بيضة العقر
- جمهورية الفوضى المنظمة
- هل يهدد العرب فعلا مصير حكومة المالكي ؟
- حرية المرأة العراقية .. آفاق ومعوقات ..دور المرأة في تدجين ن ...
- هل حانت نهاية لعبة الاخطاء الامريكية؟
- حرية المرأة العراقية .. آفاق ومعوقات
- ماذا اقتسم الضدان على مائدة العراق ؟
- العراق بين فكي رحى 28آيار
- ماذا يريد العراقيون من العرب ؟
- خذوا الحكمة من افواه المتصوفة
- الشعر ومهمة البحث عن السؤال
- جبهة التوافق وعصا الطاعة الامريكية
- نقابات العمال والعمل السياسي
- ماذا لو انسحبت امريكا من العراق ... ؟
- الذئب الزجاجي


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي البدري - مستقبل العراق بين العمامة الشيعية والسدارة السنية