سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 1980 - 2007 / 7 / 18 - 10:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شاه ايران السابق ،محمد رضا بهلوي ،الذي بلغ طغيانه وشذوذه حد اثارة غضب ملالي قم و الثورة عليه وازاحته عن عرش ابيه وجده ،ظهر مؤخرا انه ليس سيئا تماما ،وانه كانت له حسنة حان وقت حسابها له !حسنة الشاه بهلوي هي استيلاءه على الجزر الاماراتية الثلاث : (طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى) عام 1971 وضمها الى املاك دولة فارس الى الابد .وان تطالب دولة الامارات العربية المتحدة بجزرها هذه مباشرة او عن طريق مجلس التعاون الخليجي (التكتل الاقليمي الذي تنتمي اليه) ،فهذه جريمة تستحق جميع دول الخليج العربي العقوبة عليها ،وليس دولة الامارات لوحدها !وهذا ما فعلته ايران ،خلال الاسبوع الماضي ،عن طريق ما كتبه شريعة مداري ،مستشار خامنئي الخاص ورئيس تحرير جريدة (كيهان) التي تعكس وجهة نظر المؤسسة الدينية الحاكمة في ايران . العقوبة التي تمثلت بتهديد الاستيلاء على جزيرة عربية رابعة (مملكة البحرين ) ،لم يكن سوى الجزء الظاهر من جبل الاطماع الفارسية في دول حوض الخليج العربي ،اما الجزء المغمور تحت غطاء (عمامة التقوى والاخوة الاسلامية ) ،وهو الجزء الاخطر والاكثر افصاحا عن حقيقة النوايا ،فانه ،في تقديري ،يتمثل في اطلاق اشارة البدء لبعض قوى الجالية الايرانية التي تتخذ من الاراضي البحرينية قاعدة لتنفيذ المشروع الفارسي في المنطقة ـ تحرك سياسي وربما عسكري ـ والذي يجيئ كرد فعل ايراني عما اشاعته تلك القوى ،قبل اشهر قليلة ،عن سعي القيادة البحرينية لتجنيس (مسلمين سنة ) في محاولة منها لتغيير التركيبة الديمغرافية للمجتمع البحريني ،الذي يشكل الشيعة (اغلبهم من اصول ايرانية) غالبيته العددية . ومعروف ان مملكة البحرين ،اصغر دول الخليج العربي مساحة ،هي موضع اطماع ايران منذ وقت طويل ،وذلك لصغر مساحتها الجغرافية وقلة عدد سكانها . ولذا نرى ايران ،ومنذ مطلع القرن العشرين ،دأبت على تشجيع هجرة منظمة للعنصر الفارسي الى هذه الجزيرة حتى باتوا يشكلون غالبية عددية فيها ،قياسا الى العنصر العربي من سكان الجزيرة الاصليين .. والهدف هو فرض واقع ديمغرافي مغاير ،تمهيدا او دعما لمشروع تطلعاتها التوسعية في دول حوض الخليج ككل ،وليس في البحرين فقط . المطالبة بضم دولة البحرين الى الاراضي الايرانية ،باعتبارها جزءا منها جرى ( سلخه بموجب تسوية امريكية ـ بريطانية خاصة مع شاه ايران السابق) لم تكن هفوة عابرة او زلة لسان لصحفي صغير ،وانما هي كانت اعلانا صريحا ومقصودا عما يدور داخل المؤسسة السيادينية الايرانية ودوائر تخطيطها الاستراتيجية ،وقبلها ما يدور في عقول ونفوس رجال تلك المؤسسة من نوازع واطماع توسعية في اراضي الدول الخليجية كاملة ،وليس في البحرين فقط .. واعتقد ان التغلغل المدروس في العراق المحتل خير شاهد على ما اقول .
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟