أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ثقافة التسامح على الطريقة العربية














المزيد.....

ثقافة التسامح على الطريقة العربية


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العرف الجديد الذي ابتدعه الحكام العرب لثقافة التسامح واحترام الاخر ولحرية التعبير عن الرأي ، هو غض الطرف عن جرائم اسرائيل وتجاوز جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ، وأخذ رموز اجرامها بالاحضان .. وقد كان الرئيس الذي فرضه الاحتلال الامريكي على العراق ، جلال طالباني ، آخر حلقات هذه السلسلة الصدئة .
معروف ان قيادتي الحزبين القوميين الكرديين اللذين يتزعمهما جلال طالباني ومسعود برزاني ، تربطهما علاقات متينة مع اسرائيل ، يعود تاريخها الى مطلع سبعينيات القرن الماضي ؛ وهذا ما يتجاوز حدود التكذيب الصحفي ، لانه حقيقة مؤكدة .. الا ان جلال طالباني بوضعه الجديد ، كرئيس للعراق ، لم يعد يمثل نفسه او الحزب الذي يقوده ، ولذا فان مصافحته للمجرم ايهود باراك في مؤتمر ما يسمى بالاشتراكية الدولية ، جاء مقصودا ومخططا له بعناية ، كتمهيد لساعة اعلان افتتاح السفارة الاسرائيلية ( سواء تحت مسمى شعبة رعاية المصالح الاسرائيلية او المركز التجاري اوغيره ) في بغداد ، وهو التقليد الذي درج عليه الحكام العرب في اعلان علاقاتهم مع اسرائيل . المؤلم في الامر هو ان تأتي مصافحة هذا الاقطاعي للمجرم باراك برعاية ما يسمى برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، كما ادعى بيان مكتب حزب جلال طالباني و الذي اضاف تبريرا اكثر قبحا من فعلة جلال بالادعاء : ان مصافحة جلال لباراك لم تكن بصفته رئيسا لجمهورية العراق وانما بصفته نائبا لاميت عام ما يسمى الاشتراكية الدولية .
السؤال الذي يدحض هذا الادعاء ويكشف زيفه هو : ان عضوية جلال وباراك في هذه المنظمة البائسة تعود لسنين طويلة سبقت تنصيب جلال رئيسا للعراق ، فلماذا تأجلت مصافحتهما امام عدسات المصورين الى ما بعد تولي جلال لارفع منصب في الدولة العراقية ؟
اذن هذا هو ثمن تنصيب جلال طالباني رئيسا للعراق ،الذي لم يشك عراقيا واحدا بان تنصيبه انما جاء بتدبير امريكي – صهيوني ، لانه من القومية الكردية والعراق دولة عربية ، كما روجت ماكنة جلال الاعلامية حينها ،وانما لتاريخه المكشوف بعمالته للكيان الصهيوني اولا ، وثانيا لكونه يمثل – وفق نظرية المحاصصة التي اقيم على اساسها نظام العراق المحتل – أقل المكونات الثلاث عددا – التي تشكل نسيج المجتمع العراقي .من جهة اخرى ، فان هذه المصافحة جاءت كبالون اختبار لقياس درجة رد فعل الشارع العراقي على الخطوة الثانية – وهي الاهم – التي مهدت لها هذه المصافحة هو الاعلان الرسمي لافتتاح السفارة الاسرائيلية في بغداد
( مكتب رعاية المصالح الاسرائيلية او مكتب رعاية مصالح اليهود العراقيين او المكتب التجاري اواي تسمية اخرى ) .. وعليه فان الواجب يحتم على جميع الاحزاب والقوى الوطنية واليسارية العراقية التصدي وبحزم لهذه الخطوة والاعلان الصريح الرفض لاي شكل من اشكال التواجد الصهيوني في العراق ومطالبة مايسمى بمجلس النواب العراقي باصدار بيان استنكار وشجب لخطوة جلال هذه واستداعئه للمثول امام نوابه لمساءلته عن حقيقة واهداف عمله هذا وفي جلسة علنية يطلع الشعب العراقي على ادق تفاصيلها . واخيرا نتساءل : اذا بات مفروضا علينا كعرب ان لا يحكمنا الا من يستطيع اجتياز البوابة الخلفية لوزارة الخارجية الامريكية ، فهل بات مفروضا علينا فهم ان ثقافة التسامح واحترتم الاخر لا تأتي الا عبر السكوت وتقبيل يد من يذبحنا ويعيث فسادا بامننا ويدمر اقتصادنا ؟




#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استيلاد المستحيل من غدق النار : انهمار( قراءة في قصيدة -موجة ...
- تفاصيل زحام
- شاهد اثبات على جريمة قيد النظر
- المعاهدة الامريكية – المالكية( قراءة في الوجه الظاهر)
- لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافترا ...
- تسابيح مثول لحضرة ملكة الوصية الاولى في معبد النار
- شغب احلام
- اذ تؤجلين احتراقك ...
- تفريس المنطقة لمصلحة من ؟
- الركض خلف هوة السؤال( قراءة في قصة -هل قلت انه يساعد ؟- للقا ...
- ليلى بنت الطباخ
- جرح يتوضأ بزمزم الطفولة : التياع( قراءة في قصيدة -الى امرأة ...
- انقلاب ائتلافي موحد
- عدنان / الصوة ..
- ارصفة البطالة تحتفل بانجازات العمائم
- نطف مهملة البصمات
- الانفلات في بنية اللون( قراءة في قصة -فتاة البسكويت- للقاصة ...
- سياسة تصفية الارقام المناوئة
- جبهة التوافق ولعبة المكاسب
- طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء ل ...


المزيد.....




- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...
- جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ما الذي حرك الغضب بقلاع المعرفة الأ ...
- الذكاء الاصطناعي يكشف مكان قبر أفلاطون
- رويترز: اجتماع عربي دولي بشأن غزة في الرياض هذا الأسبوع


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ثقافة التسامح على الطريقة العربية