أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - الاصرار على الخطأ














المزيد.....

الاصرار على الخطأ


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستكثر البعض على الامريكان بانهم يريدون عقد الاتفاقية مع الحكومة العراقية على اساس المنتصر والمهزوم . اليس هذا حقيقة الواقع ؟ العراقيون بعد خمسة سنوات من الاطاحة بالنظام الصدامي على يد الامريكان – وهو الانتصار الاول للامريكان – لم يتمكنوا من ان يلتفوا حول مصلحتهم الوطنية , بل ازداد بعضهم ممن يمتلكون السلطة في التعنت لتوجهاته الطائفية والقومية , وهو الانتصار الثاني والاهم بالنسبة للامريكان . فما الذي يدعوهم من ان يتعاملوا متكافئين لانجاز الاتفاقية مع العراقيين ؟

فالطائفية الشيعية لاتزال ومنذ استلام السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى رئاسة مجلس الحكم في دورته الشهرية , تدافع عن المصالح الايرانية . وكلنا يتذكر كيف كان بمثابة رئيس العراق وطلب تعويض ايران بمئة مليار دولار عن خسائر حربها مع النظام الصدامي . ونحمد الله ونشكره اذ كان الحساب بسعر النفط القديم , ولو كان الآن لطالب بالف مليار دولار , اي ان العراقيين يدفعون للنظام الايراني من اليوم الى يوم القيامة .

ورغم تفسخ قائمة " الائتلاف " الشيعية , وتبرء كل الاطراف التي خرجت منها من شبهة الطائفية . الا ان البعض من زعماء حزب الدعوة – الذي لايزال مع المجلس فقط في اطار "الائتلاف" – يستمرء الشراكة مع المجلس الاعلى لضرورات حزبية وشخصية , وهذا ما تجسد في اتفاقه الستراتيجي مع المجلس وتشكيل مجموعة الاربعة مع الحزبين الكرديين الرئيسيين . لقد كان من المؤمل ان يظهر حزب الدعوة بشكل اكثر جذرية بعد الخطوات الوطنية الجريئة التي اتخذها رئيسه السيد المالكي بصفته رئيس الوزراء العراقي , من استعادة الامن, وخطوات المصالحة الوطنية , وتفجر الدفق الوطني نتيجة الصراع حول البنود المجحفة للاتفاقية مع الامريكان . وكان من المؤمل وقبل غيره من الاحزاب الشيعية ان يمايز نفسه عن الاطار الطائفي الذي ضم قائمة " الائتلاف " , لما يمتلكه من موروث نضالي وطني منح الطائفة الشيعية قبل غيره وسام شرف المقاومة للنظام الصدامي , وقبل المجلس الاعلى الذي شكلته ايران لضرورات الحرب مع النظام الصدامي .

وكان المؤمل ايضاً من التهدئة والمرونة التي ابدتها القيادة القومية الكردية في الاشهر الاخيرة , ومحاولات التفاهم مع الحكومة المركزية في الوصول للحالة الافضل التي تجسد وحدة مصالح الوطن والجماهير , وتعطي الزخم المطلوب للمشروع الوطني العراقي . الا ان التوجهات السياسية ظلت تراهن على فاعلية التحالف مع الطائفية الشيعية , خاصة بعد ان تمكنت من ضم الحزب الاسلامي السني الى تجمع الاربعة , واعتبرته نجاحاً باستكمال مقومات ( المكونات ) العراقية . ومما لاشك فيه ان الاصرار على استمرار التوجه الطائفي القومي في السيطرة على توجيه العملية السياسية, سيسلب النجاحات التي انجزتها حكومة المالكي باتجاه تثبيت الامن وتطوير خطوات المصالحة الوطنية من جوهر توجهاتها الوطنية , وتبقي الحالة العراقية في الارض الرخوة القابلة لكل الانهيارات . وفي نفس الوقت ستكون النقطة الاضعف في صراع المفاوض العراقي مع الامريكان حول مسألة الاتفاقية , وهي التي يسعى الامريكان والايرانيين لادامتها وتعميقها عند العراقيين .

ومن الغريب ان تستمرالادارة الامريكية في تمسكها بهيكلية المشروع الطائفي والقومي بعد ان ادركت من خدمته الكاملة لتوسيع وترسيخ النفوذ الايراني . وكعادتهم في الاصرار على الخطأ , سيدرك الامريكان مهما طال الزمن ان لامجال لنجاحهم في العراق بدون الاتفاق مع المشروع الوطني , وعقد اتفاقية تنصف حقوق الطرفين , وهو البديل الوحيد لانقاذ السياسة الامريكية من فشل تخبطاتها في العراق .
[email protected]



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي نعرف بما يدور
- الطرق الوطنية السالكة
- السباق مع الزمن
- من الذي يحدد الضرورات الوطنية؟!
- التطلعات العراقية وزيارة المالكي لطهران
- الاتفاقية وبوصلة العمل الوطني
- مزاميرعزف الانتخابات القادمة
- من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟
- مايهمنا نحن العراقيين
- مضاربات بورصة العراق السياسية
- ضرورات لاتقبل التاجيل
- العراق والمشاريع المتوطنة
- ماذا سيبقى للعراقيين؟!
- الحافات الملغومة
- بين توجهات المالكي والاصرار على التعثر
- آمال لابد منها
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر


المزيد.....




- قمة السلام الخاصة بأوكرانيا تحمل روسيا مسؤولية المعاناة والد ...
- -شبيغل-: ألمانيا تدرس الترحيل إلى أفغانستان عبر أوزبكستان
- زيلينسكي في ختام قمة أوكرانيا: روسيا غير مستعدة -لسلام عادل- ...
- السديس يثير تفاعلا بما قاله عن الفلسطينيين في خطبة عيد الأضح ...
- مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين بإطلاق نار خلال احتفال -بيوم الحري ...
- 47 درجة مئوية في الظل.. الأرصاد السعودية تسجل أعلى درجة حرار ...
- ساركوزي يحذر من قرار مفاجىء لماكرون سيدفع فرنسا إلى الفوضى
- حريق كبير يلتهم 300 نخلة في محافظة الوادي الجديد المصرية
- المحكمة العليا الإسرائيلية تجمد التحقيق بشأن عمل الجيش الإسر ...
- مصدر مصري رفيع المستوى يعلن تكثيف القاهرة اتصالاتها لتطبيق ه ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - الاصرار على الخطأ