أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - الانتظار المر














المزيد.....

الانتظار المر


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 04:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك ان الاسباب التي بينّها التيار الصدري لارتفاع حدة الصراع ( السياسي ) وتحوله الى معارك ضارية راح ضحيتها الكثير من الابرياء لها وجاهتها عندما قال : ان الانتخبات القادمة للمحافظات هي السبب في الهجوم على التيار , وكما اشار الكثير من المراقبين انها جاءت على اثر اقرار قانون المحافظات . والكل يعلم ان اساس الصراع الشيعي الشيعي هو للاستحواذ على النفوذ والسلطة والمال بين التيار الصدري المتمثل بالسيد مقتدى الصدر , والمجلس الاعلى التابع لبيت الحكيم والمتمثل بالسيد عبد العزيز الحكيم ونجله عمار . وقد تمحور اشتداد الصراع الاخير حول رغبة المجلس الاعلى في تشكيل اقليم الوسط والجنوب وهويمتلك ستة محافظين من مجموع المحافظات التسع , ورغبة التيار الصدري التي تقف بالضد من هذا المشروع الذي تعتبره طائفياً ومعها رغبة كل اطراف الائتلاف الاخرى واغلب القوى السياسية العراقية . الا ان تمزق التيار الصدري الى عدة مجاميع , بعضها موغل في الجريمة وامتداد للمنظمات الدموية البعثية التي استغلت سهولة الانظمام للتيار , وابدلت لافتتها فقط , لتصبح بعد فترة قصيرة اليد الشيعية للارهاب في العراق , بعد اليد السنية المتمثلة ب" القاعدة" وعصابات البعث , مما افقد التيار مصداقيته ووحدة عمله وتمثله لآراء قيادته .

الاخلال بالامن , وفرض سلطة بديلة عن سلطة الحكومة في اغلب مناطق الوسط والجنوب التي يسيطر عليها افراد التيار الصدري , ومصادرة الحريات الشخصية بصورة اكثر قساوة حتى من العراب الشيعي النظام الطائفي في ايران , حيث ادرك الكثيرون ان المجاميع المنشقة - او التي تعمل لحسابها – في التيار , اصبحت تشكل عائقاً جدياً ليس لقيادة التيار فقط , بل ولكل العملية السياسية . ومن هذه الوضعية تعاطفت الكثير من الجماهير والمنظمات السياسية العراقية بالحملة الحكومية على منتسبي التيار الصدري , الا ان الخطورة هي في الاندفاعة غير المبرمجة بخطة لاستهداف المجرمين والقتلة في الدائرة الواسعة من التيار الصدري , والتي اخذت تلف الشرفاء والطيبين والمؤمنين بالعملية السياسية من ابناء التيار , في محاولة لتصفية الحسابات مع هؤلاء اولاً , وثانياً لتهيئة انتخابات المحافظات بدون منافس قوي مثل التيار الصدري . ومن الخطأ الاعتقاد ان تغييب التيار الصدري سيخدم الطرف الآخر دون ان يرفع هذا الطرف مصلحة الجماهير العراقية قبل كل شئ .

يتهم البعض النظام الايراني وراء المذبحة الحالية , لانها جاءت بعد زيارة احمدي نجاد مباشرة , وايران نفضت يديها من التيار , ووجدت مصلحتها في استقرار الحكومة الحالية , ولها سلطة التحكم بفاعليتها عن طريق المجلس الاعلى وآخرين في الائتلاف . التيار الصدري ليس منظمة منسجمة ينفض او لاينفض النظام الايراني يده منها بالكامل , النظام الايراني له سيطرة على بعض اطراف التيار , والموقف الوطني الرافض لاقليم الوسط والجنوب الذي يتبناه التيار هو بالضد من الرغبة الايرانية بالاساس . وتفسر على ان ايران تلعب مع كل الاطراف المتناقضة في الساحة العراقية لادامة الفوضى التي تنهك الامريكان , وتحت شعار الصراع مع الامريكان لغاية آخر عراقي قبل الدخول معهم في مواجهة عسكرية . ومثلما يمتلك النظام الايراني امكانية اللعب مع كل الاطراف بهذا الشكل , فأن باقي الدول الاقليمية وبالذات الخليجية منها ترتعب من قيام عراق ديمقراطي فيدرالي موحد , وبامكانيات بشرية ضخمة يمكن ان تكتسح الاهتمام العالمي بامارات الخليج لو تيسر له الاستقرار لفترة قصيرة . والاسلحة المتوسطة والمدفعية التي تمتلكها بعض القيادات الصدرية لايمكن ارجاع مصدرها فقط الى ايران , بل ولهذه الدول ايضاً . ومثلما تساعد ايران الشيعية " القاعدة " السنية , تساعد هذه الدول السنية فصائل " شيعية " لنفس الهدف , وهو تدمير العراق ومنع اعادة الحياة لشعبه مرة اخرى , مضافا اليها ايقاف تقدم المشروع الامريكي بالنسبة للنظام الايراني .

ان الوساطات العراقية لانهاء الازمة بين الحكومة والتيار الصدري عليها ان تضع نصب عينيها هذه المخاطر التي يدركها كل الحريصين على مستقبل وحدة العراق وشعبه , لاان تستغل كمناسبة لاستعراض ( فروسية ) يجري توضيفها لغايات الاستمرار في الكسب الشخصي والانتخابي . ولعل وجود اشخاص فيها مثل الدكتور ابراهيم الجعفري يفقدها صدقيتها ويضعها في صف الغايات الاخرى , ذلك ان الدكتور الجعفري انشق ولو بشكل غير رسمي عن حزب الدعوة ويسعى لتشكيل تياره الخاص الذي يعتمد في الاساس على استغلال التناقضات بين اطراف الائتلاف قبل غيرها , والاهم ان شقة الخلاف بين التيار الصدري والمجلس الاعلى توسعت في ظل رئاسته لمجلس الوزراء , وفسح المجال واسعاً مع وزير داخليته من المجلس الاعلى السيد بيان جبر لاختراق كبير من قبل المجلس لقيادات ومراتب الشرطة العراقية .

العراق اليوم ليس بحاجة الى تبويس لحى لغرض استمرار حالة التمزق التي يستفاد منها بعض السياسيين للوصول الى غاياتهم , ولايهمهم كم سيدفع العراقيين من دمائهم . العراق بحاجة الى مبادرة وطنية حقيقية تحقن الدماء , وتضع نصب عينيها كل اسباب التمزق الوطني , ومخاطر الدول الخارجية ورغبتها في تمزيق العراق , والا سوف لن نسلم على أي شئ .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق لايبنى بالادعاءآت
- الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية قبل المصالحة الوطنية
- بين اعترافات رايس ودبش الامريكي
- بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية


المزيد.....




- بعد ثلاثين عامًا في السجون الفرنسية: مصير بوعلام بن سعيد معل ...
- -يأكل مما نأكل-.. القسام تنشر مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي في ...
- من رام الله - وزير خارجية ألمانيا يحذر إسرائيل من ضم الضفة ا ...
- طهران تطالب واشنطن بالتعويض والضمانات قبل المفاوضات
- التاكسي الطائر في دبي.. 10 دقائق من المطار إلى نخلة جميرا
- بعد تصريحات روسية -استفزازية-.. ترامب يُعلن نشر غواصتين نووي ...
- إسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع ا ...
- ترامب: خطة أمريكية قيد الإعداد بهدف تأمين الغذاء لسكان غزة ...
- كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس الشيوخ المصري
- محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - الانتظار المر