أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - بين اعترافات رايس ودبش الامريكي














المزيد.....

بين اعترافات رايس ودبش الامريكي


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 09:41
المحور: كتابات ساخرة
    


عودتنا الادارة الامريكية طيلة السنوات الخمس الماضية على الاعتراف بين آونة واخرى بأرتكابها( بعض ) الاخطاء . وآخر هذه الاعترافات , ما صرحت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس قبل يومين : من ان الامريكان ارتكبوا خطأ عندما لم يساعدوا في اعادة بناء الدولة العراقية . واضافت لتخفيف وقع تصريحها : وكان على الجهات المدنية ان تقوم بذلك . ولانعرف هل ان وزارة الخارجية الامريكية تعتبر وحدة عسكرية ايضاً ما دام عملها خارج حدود دولتها ؟! ام ارادت الوزيرة ان تحمل العراقيين من الفعاليات السياسية جريمة هذا الخطأ ايضاً؟! الذي يدفع العراقيون بسببه الحجم الاكبر من كارثتهم الدموية .

العراقيون يعرفون جيداً اية اخطاء ارتكبت بشكل مقصود , وايهما كانت اخطاء فعلاً . والاعتراف بالخطأ لايخفف من تراكمات تأثيره , ولا من الثمن الذي لايزال يدفعه العراقييون بدمائهم . وخطأ عدم اعادة تشكيل اجهزت الدولة لايختلف عن خطأ حل الجيش والقوات المسلحة , ولا يختلف ايضاً عن عدم تشكيل حكومة بعد اسقاط نظام صدام – تمهد لاجراءات معقولة في بناء العملية السياسية - وابقت القوى السياسية تلهث وراء سلطات الاحتلال حتى تم تشكيل مجلس الحكم , بصلاحيات مشوهة وناقصة , لاتتعدى صلاحيات مديرية عامة لتنظيم العلاقات بين احزابها , والتدريب لاقتناص فرص السلطة . وقفزت لاجراء انتخابات عامة , وكتابة دستور , وسط فوضى لامثيل لها . ليخرج هذا الوليد المشوه ( النظام العراقي الجديد ) الذي يحتاج الى عشرات العمليات الجراحية الناجحة ولن يكون شبيهاً بأي مولود طبيعي , هذا اذا لم يفقد الحياة في احدى هذه العمليات.

العراقيون يفرقون جيداً بين عمل يقصد منه تعميق الصراع الطائفي , وتأسيس نظام استمراره لعقود قادمة عن طريق بدعة المحاصصة التي اشبه بالسرطان , وبين اخطاء غير مقصودة , مثل عدم تقدير الامريكان لامكانيات النظام الايراني باختراق الوجود العراقي اكثر بكثير من امكانيات سلطات الاحتلال الامريكي . ويكاد الاختراق الايراني ان يهدد استمرارالوجود الامريكي في العراق , وهذا ما يراهن عليه الايرانيون , ويعتبرونه اهم من انتاج القنبلة النووية كما اشار بعض المراقبين .

ماذا جنى العراقيون من الاعتراف بالخطأ ؟! وهل تم التراجع عنها , ومعالجة الآثار المدمرة لهذه الاخطاء ؟!
والغريب ان الامريكان على الاقل يعترفون ببعض اخطائهم , الا ان الاحزاب العراقية التي استفحلت داخل هذه الاخطاء , وتحول بعضها الى مافيات وعصابات تدافع بأستقتال عن الحصص التي استحوذت عليها . وتنتقد جميعها اخطاء المحاصصة , وحل الجيش , وعدم اعادة بناء اجهزة الدولة بشكل صحيح , وتفشي الفساد الذي لم يبقي على شئ , وايقاف دورة العجلة الاقتصادية , وفقدان التوازن الوطني عند التصويت على القرارات في البرلمان , وتفضيل المصالح الشخصية والفئوية على المصلحة الوطنية , وعشرات المشاكل التي تستطيع واحدة منها ان تهدم دولة بأكملها مثل دولتنا الهزيلة .

ومثلما تم التعاون من خلال صراع المشروعين الامريكي والايراني على تمزيق وحدة القوى الوطنية العراقية , ووضع بعض هذه القوى في حالة استيهام لتقاسم العراق , فالخوف يزداد من تعاون صراع المشروعين ايضاً في تعميق الصراع بين العراقيين وتحويله الى مواجهات شوارع لايستطيع احد السيطرة عليها , ونحن نتوجه لبؤرة صراع دموي جديد , ضاهره انتخاب مجالس المحافظات , وحقيقته اقتسام النفوذ حتى على الشوارع والازقة والحارات .

واذ كان الامريكان يعترفون ببعض اخطائهم , ودبش الامريكي يعوض العراقيين عن خسائرهم . فأن النظام الايراني يعتقد انه وريث اهل البيت عليهم السلام , واقليم الوسط والجنوب الطائفي الذي يدعو اليه المجلس الاعلى , هو اقل ما يمكن ان يحصلوا عليه . والجماهير العراقية لاتزال تنتظر من يأخذ بيدها .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - بين اعترافات رايس ودبش الامريكي