أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية














المزيد.....

8شباط وعودة الذئاب الديقراطية


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 10:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يؤكد الكثيرون ان قرار بريمر في حل الجيش كان يقصد منه الاستحواذ على ادارة العراق , وجعل حبل القيادة بيد القوات الامريكية فقط . وما من شك ان هذا القرار ساهم بشكل جدي في خلق ارضية للمقاومة ( الشريفة ),
وسهلت التوافق ليس بين عصابات البعثيين ومجرمي " القاعدة " فقط , بل وسحبت اليها بعض المتضررين من هذه القرارات , والذين ليس لديهم يد في جرائم النظام الصدامي . والذي لاشك فيه ايضاً , ان حالة التردي والتمزق الدموي التي وصل اليها العراقيون , ليس بسبب قرارات سلطات الاحتلال فقط , بل والاهم هو الفشل السياسي الذي رافق القيادات السياسية العراقية منذ سقوط النظام ولحد الآن .

كان ابرز تجليات هذا الفشل هو فقدان المشروع الوطني العراقي , وتحول العراق ومقدراته الى ساحة الصراع الرئيسية للمشروعين , القومي الايراني وطموحه في السيطرة على مقدرات دول الاقليم النفطي , والدخول كلاعب اساس في رسم السياسات الدولية . وبين المشروع الامريكي المتفرد في زعامة العالم , والذي لايسمح حتى لحلفائه الغربيين بموازاته في قيادة العولمة .

ان مشروع اقتسام العراق الذي طرحه النظام الايراني عن طريق ممثليه في البرلمان , باقامة اقليم الوسط والجنوب الشيعي الغني بالنفط , وما رافق ذلك من تقوية المليشيات الشيعية , واختراق الاجهزة الامنية والشرطة – الحديثة التكوين – من قبل هذه المليشيات , وتعميم الجريمة , وبالذات جرائم التهجير الطائفي , واشاعة ثقافة ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) على ايدي حثالات هذه المليشيات , وامعانها في قتل النساء , وارهاب باقي الطوائف , ومحاربة كل مضاهر الحياة المدنية . وفي نفس الوقت يجري دعم عصابات " القاعدة " السنية لخلق حالة عدم الاستقرار القصوى . ليس لاشغال الامريكان فقط , وابعادهم عن التعرض للنظام الايراني – ثالث انظمة محور الشر – كما حددتها الادارة الامريكية . بل ولخلق الاسس الضرورية لمشروع اقتسام العراق عن طريق اقليم الوسط والجنوب الطائفي . ولابد من الانتباه ايضاً لاستثمار مئات الملايين من الدولارات على مئات المشاريع الثقافية ( التبليغية ) , والشركات الاقتصادية ومؤسسات تملك وادارة الفنادق , والسيطرة على السياحة الدينية ومراقد الائمة الاطهار , واستغلال المناسبات الشيعية لتشجيع مضاهر التخلف والبدائية , مثل اشاعة ضرب الزنجيل والقامات الممنوعة في ايران , لشحن عواطف الانتماء الطائفي , وربط ( الاقليم ) بشكل عضوي بالنظام الايراني .

وامام هذا الخطر الحقيقي جدد الامريكان حساباتهم , واعادوا تأهيل الحليف القديم , ومستودعهم عند الحاجة
( البعث ) . لغرض ايجاد الموازنة مع ارضية النفوذ الايراني من الاحزاب الشيعية . واتخذ التأهيل اشكال عدة, من بينها علاقات مباشرة مع بقايا فصائل البعث , وايجاد تسمية اكثر تميز من مفهوم السنة باسم " صحوة العشائر " . والضغط باتجاه المصالحة الوطنية , واقرار قانون المساءلة والعدالة بدل قانون اجتثاث البعث . وتجدر الاشارة الى ان المعارضة الحادة التي ابداها المجلس الاعلى تجاه اقرار هذا القانون , ليس بسبب الرغبة في اجتثاث افكار وجرائم البعث , وتخليص العراق من ترسبات هذه السفالات , بقدر ماهو منع تقارب البعث مع الامريكان . والكل يعرف ان جرائم المليشيات الشيعية لاتقل بشاعة عن جرائم البعث .

الكثير من المؤشرات تدلل على ان القوى العراقية الحقيقية ان لم تتمكن من النهوض بالمشروع الوطني , واخذ زمام المبادرة لتفعيل العملية السياسية باتجاه الافق المفتوح لخير كل العراقيين , فأن البعثيين مثلما نجحوا بالادعاء بانهم وحدهم المدافعين عن وحدة العراق , وضد المشروع التقسيمي الطائفي الايراني , وتمكنوا من اقناع الامريكان والانظمة العربية بذلك . سينجحون هذه المرّة ايضاً , بكونهم القادرين على اعادة بناء الدولة ( المفككة ) التي فشلت في تشكيلها الكيانات الطائفية الشيعية والقومية الكردية . واصبحت مستنقعاً لكل انواع الفساد والرذيلة , والسبب الرئيسي في صراع اللصوص من كبار القيادات السياسية . ولامجال لنهوض العراق الا بعودتهم ( الميمونة ) . وعندها سيعاد النظر بكل ما افرزته المرحلة الحالية .

بغض النظر عن التصريحات الدبلوماسية الامريكية ( التخديرية ) بدعم حكومة المالكي , وبقدر ما تآكلت وحدة قائمة " الائتلاف " , وتمزق الثقة الكردية الشيعية , تتطور العلاقة ( الحميمة ) بين الامريكان والبعثيين . ويبقى وضع العراق معلقاً بتطور الصراع بين الامريكان والايرانيين , ولا حل بدون انتصار احدها على الآخر .




#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب
- العنوان الأوضح للمرحلة الحالية
- العنوان الاوضح للمرحلة الحالية
- لكي لا تختلط الاوراق
- دوائر الوهم
- ورطة المشروع الوطني في متاهة القيادات العراقية
- البناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- التوالي المر للضياع
- ألاندفاع في مشاريع الفشل
- ماذا ستكون النتيجة ؟


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية