أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التفاؤل المنكوب














المزيد.....

التفاؤل المنكوب


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 07:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحراك السياسي بين فصائل العملية السياسية الذي جرى في الفترة الاخيرة , وحاول الكثير من رواده وزعمائه تصويره بالطريق الذي سيفضي الى افق عراقي مفتوح . لن يتمكن مهما كانت الدوافع نبيلة لبعض هذه الاطراف من تحقيق خطوات عملية تفضي لعد تنازلي ينهي الازمة الحالية , ما دام هذا الحراك يجري في اطار عملية التحاصص الطائفي . ولعل تصريح نائب رئيس الوزراء السيد برهم صالح لصحيفة " الشرق الاوسط " في دافوس قبل ثلاثة ايام , من " ان الوضع العراقي اقرب لحالة وقف اطلاق النار من حالة انتهاء الحرب " . هو الاوضح في وصف هدوء الحالة الامنية , والتراقب المتوتر بين اطراف العملية السياسية , سواء بين المكونات الشيعية السنية الكردية , او بين الاحزاب الشيعية الشيعية , والسنية السنية .

هذه التهادنات او " وقف اطلاق النار " , لاتفضي بالضرورة الى نهايات يعوّل عليها في انهاء الازمة , خاصة اذا وضعنا نصب اعيننا ان الرغبة الامريكية التي لها اليد الطولى في الاحداث , قد اكدت على لسان الرئيس الامريكي بوش في بداية الحملة الامنية الحالية : بأن معدلات العنف يجب ان تكون مقبولة . اي يمكن السيطرة عليها - وليس انهاءها - , وتوجيهها بما يخدم المصلحة الامريكية . وفي الضفة العراقية نشط هذا الحراك توجهات قومية , ومناورات مصلحية , كان من بين نتائجها ازدياد عمق عدم الثقة بين المكونات المتحالفة ( الائتلاف والكردستانية ) , التي كان يعوّل على تطويرها رغم هشاشة الدوافع الطائفية والقومية التي اوجدت هذا التحالف , ولكونه لم يكن في الواقع غيره . و " عدم الثقة " هذا , سيكون اكثر خطورة من حالة الصراع الدموي الذي سبق حالة " وقف اطلاق النار " الحالي , ما لم يجري التوقف الجدي لنزع الالغام الطائفية والقومية التي زرعت على حساب المصلحة الوطنية من قبل الطرفين , ولايوجد في الافق ما يوحي بذلك .

ولو قيض للتكتلات الجديدة ان تتشكل , ستكون اكثر وضوح في التعبير عن التوجهات القومية والدينية , وتندفع في التعنت وتعقيد المسائل مثار الخلاف اكثر من السابق , مثل ايقاف تنفيذ المادة 140 الدستورية , وابطال عقود النفط التي عقدتها حكومة الاقليم بدون موافقة الحكومة المركزية , وحتى مسألة " الفيدرالية " اثير الحديث حول امكانية التراجع عنها . ويبدو ان هذه النقاط ستوحد القوميين العرب من احزاب الاسلام السياسي بطرفيه السني والشيعي , ومعهم بعض العلمانيين وادعياء الديمقراطية , وتعجل بخطوات ( المصالحة الوطنية ) على حساب التراجع عن بعض المواد الدستورية , ليس ما يهم الاكراد فقط , بل وما يهم التطور الديمقراطي بشكل عام . والصراع الحالي بين الكتل والاحزاب السياسية , او ما يسمى ( الحراك من اجل الخروج من الازمة ) هو لاستنفاذ كل امكانيات المساومة , للحصول على مايمكن الحصول عليه لهذه الاطراف , بعيدا عن الهم الوطني والتطور الديمقراطي للبلد .

ومما لاشك فيه ستكون الاولوية لاحتماء الاطراف العراقية المتصارعة ليس بالمشروع الوطني العراقي , بل بالمشروعين الامريكي والايراني , والتركي بالنسبة للتركمان , وما يتبع هذا الاحتماء من تنفيذ اجندة هذه الاطراف في مستقبل العراق . ومن المؤلم ان الكثير من قيادات الاحزاب الوطنية , - واللوم اكثر - على القيادات الكردية التي تمتلك الثقل النوعي في المعادلة السياسية ويهمها اكثر البناء الديمقراطي للعراق , تعتقد ان القطار فات محطة المشروع الوطني , والصحيح هو اننا لم نصل لهذه المحطة الضامنة لحد الآن , وان استمرار البحث عن محطة قومية ( تقرب الاستقلال ) هو الاجدى للتجربة الكردستانية , رغم الاحباط الذي منيت به نتيجة الارتكاز على وحدانية التحالف مع الاحزاب الطائفية . وما لم يعاد النظر في اسس العملية السياسية , والتوجه الجدي للابتعاد عن المحاصصة , وخلق هيكلية جديدة تعطي الاولوية للمشروع الوطني , فستبقى كل الاطراف تلعب الدور الثانوي , بل و (الكومبارس ) , مع اللاعبين الاجانب , وتحت ظل المخرج الامريكي المتسلط .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب
- العنوان الأوضح للمرحلة الحالية
- العنوان الاوضح للمرحلة الحالية
- لكي لا تختلط الاوراق
- دوائر الوهم
- ورطة المشروع الوطني في متاهة القيادات العراقية
- البناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- ألبناء التحتي للسنة الأمريكية الجديدة في العراق
- التوالي المر للضياع
- ألاندفاع في مشاريع الفشل
- ماذا ستكون النتيجة ؟
- نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية
- الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - التفاؤل المنكوب