أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة














المزيد.....

الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل شئ يمكن ان يكون وحشي الا الخراف , فالثيران والكلاب والخيول والحمير والماعز وكل الحيوانات الأليفة يمكن ان تتوحش , الا الخراف لم يسمع احد بتوحشها , وفي العراق فقط توحشت هذه الخراف السياسية , ونسيت الخوف من سكين جزارها صدام في فترة قياسية , وأخذت تتغذى على لحوم بعضها البعض , والأمريكان وجدوا في العراق ليس مختبراً لأسلحتهم وخططهم العسكرية فحسب, بل مختبراً لتطويع الأرادات البشرية .

والفكرة الأمريكية لأتفاقية ستراتيجية مع العراق طرحت لأول مرّة عن طريق اتفاق مجلس التعاون الخليجي , وعلى لسان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي قبل شهرين , وفلسفتها تقول : لكي تكون الأنظمة العربية على ثقة بتوجهات الحكومة العراقية , ومطمئنة على ان لاتنزلق هذه الحكومة – التي ستستمر بأغلبية شيعية – بأتجاه النظام الايراني وطموحاته الأقليمية , او ان تكون آلة بيده , عليها ان تقيم مثل هذه الأتفاقية مع الحكومة الامريكية لتتمكن دول الجوار والأقليم المتخوف من الطموحات الايرانية من مد يد العون للحكومة العراقية طالما يكون الكفيل الحكومة الامريكية , ومحتواها : ان يتولى الامريكان مسألة حماية العراق , وتأمين استمراريته التوافقية مع توجهات دول المنطقة نحو آفاق العولمة وروابطها الأقتصادية .

ان الأتفاقية التي وقعت بين الرئيس الامريكي بوش ورئيس الوزراء العراقي السيد المالكي عبر دائرة الفيديو , تمنح الامريكان – وهو سبب اجتياحهم للعراق – امكانية توجيه دفة العراق من الناحية السياسية والامنية والاقتصادية , واعادة تأهيل العراق وفق الأجندة الامريكية . ومهما قيل ويقال كونها اتفاق اولي , اعلان مبادئ, او وسيلة لأخراج العراق من تحت وصاية مجلس الأمن والبند السابع كما يصرح بألحاح الناطق الرسمي للحكومة الدكتور علي الدباغ ( وما علاقة هكذا اتفاقية بأخراج العراق من وصاية مجلس الامن والبند السابع ؟ ) , تبقى كلها اقاويل لتمهيد اقرارها . ولعل في خطوة الحكومة بعدم عرضها على مجلس النواب هو الخوف من عدم التصويت لصالحها , وبحجة انها ليست اتفاقية , والمسخرة هو ان تعقد جلسة للبرلمان للتصويت على قرار بايدن عضو مجلس الشيوخ الامريكي حول تقسيم العراق وهو ( غير ملزم ايضاً ) , ولا تعقد جلسة على وثيقة اتفاقية يوقع عليها الرئيس الامريكي ورئيس وزراء العراق !!!

لقد ذكر احد الكتاب قبل ثلاث سنوات : ان العراق لايخرج من دوامته الدموية ما لم ينزلق لحضن احد الطرفين المتصارعين النظام الايراني او الامريكان . وفي وقتها اعتبر هذا الكلام انتقاص من الأرادة " الوطنية " للأحزاب العراقية المتنفذة , سواء الطائفية الشيعية التي تنسق مع ايران , او القومية الكردية وبعض الاحزاب العراقية التي تطارح الامريكان الغرام في وسط الشوارع والساحات , او العصابات البعثية التي ادعت مقارعتها ( للمحتل ) الامريكي , وبعد ان قذف لها ببعض العظام تحولوا الى مطالبين بضرورة استمرار وجود ( قوات التحالف ) .
ان سلسلة الترويض التي مر بها العراقيون لأستكمال تمزقهم بعد انهيار النظام الصدامي عبر استفحال عصابات الجريمة , والصراعات الطائفية , وفقدان ابسط متطلبات العيش البشري , ثم تحول الصراع الى شيعي شيعي وسني سني للقضاء على آخر اشكال التحالفات التي يمكن ان تشكل معارضة – ولو بائسة – لما سيفرض من مشاريع , وتحولت أغلب ( الطلائع ) السياسية لهذا الشعب المنكوب الى رغبات لايمنعها اي شئ
للأستحواذ على المال والجاه والنفوذ . وهذا ما وفرته لهم السلطات الامريكية , وستستمر في توفيره سواء بأتفاقات خارج اطار السلطة مثلما يجري مع شيوخ العشائر والصحوات , او بتطمين القوى السياسية التي تقود السلطة , فالسلطة شئ والسيطرة على توجهات البلاد شئ آخر .

لقد نجح الامريكان في تشتيت الموقف العراقي , والكل يجري وراءهم , ولايزال في جعبتهم الكثير الذي يمكن استخدامه لو تجرء العراقيون على الرفض . والخطورة هو في استغلال ضرورة عدم توحيد الخطى بالكامل مع الامريكان , ليس بدوافع المصلحة الوطنية بقدر ما هو شعور بالغبن والاستبعاد لبعض هذه الاطراف في الفترة الاخيرة , او يكون الرفض لدواعي التنسيق مع ايران لأطراف اخرى , وهذا ما دفع الامريكان لدعوة السيد عبد العزيز الحكيم بهذه العجالة . وما دام المشروع الوطني لاوجود له بالتوافق على صيغ الاتفاقية فسيكون الرفض او الموافقة لهذه الاطراف وسيلة أخرى تجرجر الى اوحال جديدة , والخوف ان يجري التوقيع عليها على طريقة توقيع اتفاقية قاعدة " كَوانتنامو" في كوبا , حيث لايجري فسخها الا بموافقة الطرفين . وكل ما يأمله العراقيون هو ان تتمكن العناصر الوطنية الحقيقية من المحافظة على مقدرات البلد وضمان العيش الكريم لابنائه .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتوجد دواعي للقلق
- لا توجد دواعي للقلق
- كركوك والتحالفات المظللة
- التوجهات المبدئية للأمريكان وبعض الأحزاب العراقية
- مجرد سؤال ؟
- مؤتمر أسطنبول والتوافق الهش
- لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار
- لا أحد يسلم بغير النهوض بالمشروع الوطني
- بين ضياع المرجعية الوطنية والتوجهات الأمريكية
- التبادل المر
- ما لم يكن في الحسبان
- تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها
- ألمشروع الأمريكي وضرورة الأستفادة من زخم رفضه
- العراقيون وليس الامريكان مسؤولون عن وحدة بلدهم
- الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول
- القوائم السياسية العراقية ومفترق الطرق


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة