أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - التبادل المر














المزيد.....

التبادل المر


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    


في خضم تداعيات تهديدات النظام التركي الذي لم يتمكن من حل مشاكله الداخلية المستعصية , واراد ترحيل هذه الأستعصائات الى العراق , بحجة مكافحة الأعمال الدمويةغير المسؤولة لحزب العمال الكردي , والتي لم تراعي خصوصية وضع الأقليم التي لاتزال هشة . وما تبعها من مواقف متشمتة وحاقدة على التجربة الكردستانية , وكان اغربها موقف بشار الاسد رئيس نظام " قلب العروبة النابض" سوريا , والهادف الى فك عزلته بهذا الأستجداء المذل في تأييد اجتياح " البوابة الشرقية للأمة العربية " . وليس غريباً هذا الموقف , فقد مثل البعث خلال النصف قرن الماضي اسوء صفحة في تاريخ الفاشيات الأسود . وفي تداعيات الأنشغال بهذه المشكلة , تجري مياه الحياة السياسية العراقية وقد اختلطت علينا فيها مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي , وباتت العفونة هي التي تغلف كل الوضع .

فالقيادات السياسية العراقية لم تكتف بالمهازل الطائفية والقومية , وفشل البرلمان والحكومة وباقي مؤسسات الدولة , وجعلت من العراقيين الشعب الذي يضرب في بؤسه المثل . كل هذا لم يكفهم , فأضطروا للأستعانة بصراع الديكة وهراشها لأثبات ايهما الأقوى في نهش لحم الآخر . وفي جولة نهش جديدة اعلن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي : "أننا لانسمح بزيارة اي مسؤول في الدولة للمعتقلات بدوافع سياسية " . فأجابه السيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي , وهو المعني بالتصريح : " أن مايقوله المالكي يطبقه على أعضاء حكومته , وليس على مجلس الرئاسة الذي يشرف على تطبيق مواد الدستور " . ويكمل المالكي تصريحه من : " انه سيكلف السيد وزير التربية القيام بزيارة السجناء والمعتقلين لمتابعة الذين يتطلعون الى مواصلة تعليمهم وخصوصاً الأحداث لما في ذلك من اهمية كبيرة لخدمة مستقبلهم " .

السيد الهاشمي هو الرأس الرسمي الأكبر في هذا الجانب الذي بتنا لانعرف ماذا نسميه , فهو ليس بالسني الخالص – ونحن نعرف ان البعثيين صادروا اسم السنة - ولا هو بالبعثي الخالص , ولا هو بالتكفيري الخالص, وهذه الخلطة هي التي منعت هذا الجانب من ان يكون ذات وضوح في طرح اولوياته السياسية , وباتت طلبات السيد الهاشمي بالذات متغيرة , وكل يوم بطلب جديد , فلا احد يعرف من هم السجناء الذين يطالب بأطلاق سراحهم فوراً . هل هم الأبرياء ولألتباسات خاطئة , اونتيجة تقديرات مبالغ في سوئها تم زجهم في السجن , أم القتلة والمجرمين من البعثيين وانصار " القاعدة " وعصابات الجريمة الأخرى . وهذا هو السبب الذي دعا السيد المالكي لعدم تسيس قضية السجناء , ولعل الأصرار على اعفاء سلطان هاشم وزير دفاع صدام من عقوبة الأعدام , توضح اصرارهم على ان يشمل العفو حتى القتلة من البعثيين .

ويمثل السيد المالكي ايضاً الرأس الرسمي الأكبر في الجانب الشيعي , ولا نعرف التسمية المحددة لهذا الجانب ايضاً , الشيعة العراقيون , ام جماعة ايران , ام رجل هنا ورجل هناك , ام عصابات الجريمة والمليشيات الخارجة على كل الأعراف . والسؤال للسيد المالكي : هل انتهت مشاكل العراق , او مشاكلكم مع الطرف الآخر, ولم تبقى الا زيارة السجون ؟! وهل الجانب الآخر بهذه الروح الديمقراطية والأدراك السياسي حتى يتقبلها او " يعّبرها" ؟! ولا يكون هراش ديكة امام الأعلام والجماهير , وانك تعرفه جيداً بأنه لايقل عنك تبجحاً بمنصبه , وهو الذي جاء ايضاً عن طريق الأنتخابات التي خدعتم بها العراقيين .

يقول السيد رئيس الوزراء بأنه كلف السيد وزير التربية لزيارة السجناء والمعتقلين . ورغم احترامنا للأمكانيات " الأكاديمية" للسيد وزير التربية , الا انه احد الأشخاص المتهمين بالطائفية , وقوائم اعادة المفصولين من التربية في زمن صدام تشهد بأن الذي لم يأتي بتزكية من حزب شيعي لايعاد بسهولة , واذا اعيد ألف من الأحزاب الشيعية , فلا يعاد اكثر من مائة من الآخرين لذر الرماد في الأعين . وكان الأجدى بالمالكي ان يعين شيعي مثل الدكتور احمد الجلبي يكون مقبول من الأطراف الأخرى للقيام بمثل هكذا مهمة . وهذا يذكرنا بالمقبور صدام عندما يعين أزلامه لأمور هي بعكس صفاتهم الأنسانية , والقصد منها احتقار المهمة , وتصغير شأن المشكلة , واستفزاز الآخرين . مثل تعيين المقبور برزان ممثل للعراق في حقوق الانسان , وعلى كيمياوي وزيرا للدفاع , وحسين كامل وزيرا للتصنيع العسكري , والشيخلي وزير للتعليم العالي ...الخ .
ويضيف سيادته : لمتابعة الذين يتطلعون الى مواصلة تعليمهم وخصوصاً الاحداث لما في ذلك من اهمية كبيرة لخدمة مستقبلهم . الحمد لله الذي الهم المالكي كل هذا الذكاء لحل المشكلة عن طريق وزير تربيته ما دامت لاتتعدى غير صعوبة مواصلة التعليم . هل يعقل ان تتحول مشكلة السجناء والتي اصبحت المشكلة رقم واحد في طريق المصالحة الوطنية لهذا الاستخفاف ؟! الذي لايقل عن استخفاف صدام بأعقد مشاكل العراق . هذا التبادل المر في الادوار بين النظام المقبور والنظام "الديمقراطي" الحالي كان احد الأسباب الرئيسية بايصال العراق الى هذا الدرك الدموي , وأحد الأسباب التي كفّرت الشعب المنكوب بهذه الرؤوس التي تورط في انتخابها .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يكن في الحسبان
- تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها
- ألمشروع الأمريكي وضرورة الأستفادة من زخم رفضه
- العراقيون وليس الامريكان مسؤولون عن وحدة بلدهم
- الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول
- القوائم السياسية العراقية ومفترق الطرق
- البركات المغدورة في صراع الفصائل الشيعية
- البحث في تحديث الفشل
- طواحين الفشل
- من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا
- المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية
- العراق ينحدرللمجهول :فمن هو ألأفهم في فهم الدستور
- البحث عن طرق توطين الوطنية
- العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي
- 14تموز الباب الحقيقية للعراق
- حكومة المالكي والأفق المجهول


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزيز العراقي - التبادل المر