أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول














المزيد.....

الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الفراغ الذي حل في الساحة السياسية العراقية في الايام الأخيرة , ليس نتيجة انهيار الهياكل السياسية الرسمية للحكومة , او نتيجة الأنسحابات لبعض الأحزاب من القوائم السياسية , بقدر ما هو انهيار الأرادة والفاعلية لأغلب الكتل السياسية التي كانت تتمتع بها سابقاً , وعلى ضوئها أستأثرت بمساحات التحاصص الطائفي والقومي .
ولعل الكتلة البعثية المتحالفة مع "القاعدة" بأسم السنة العرب هي الأوضح في تمزق مكوناتها , والتي كانت ترفع شعار "المقاومة" الذي منحها الصوت المسموع لدى بعض الانظمة العربية الرسمية , والجماهير العربية المسلوبة الارادة والناقمة على كل ماهوامريكي . الا ان هذه الصورة الهشة لهذه "المقاومة" سرعان ما تمزقت وظهر زيف وطنيتها , بعد ان لوح الامريكان لبعض اطرافها بأمكانية التعامل معهم ومنحهم بعض الامتيازات التي يسعون اليها في السلطة . فجندوهم ضد حلفاء الامس "القاعدة" , وأخذوا بمطاردتها من محافظة لأخرى . وانعكس ذلك واضحاً على تمزق وحدة المطلب الذي رفعته هذه الفصائل , والداعي الى خروج "المحتل" , ليتحول الى المطالبة ببقاء " قوات التحالف" التي تحافظ على سلامة العراق ووحدة اراضيه .
وفي الجانب الآخر" الشيعي" جاء فقدان توحد الأرادة لقائمة "الائتلاف" نتيجة تراكمات مبكرة . ومن المؤكد ان قيادتها للسلطة بدون خبرة , واستئثار زعاماتها بالجاه والنفوذ , وما تبع ذلك من تمايز في الامتيازات بين فصائلها المتناحرة اصلاً , وبالذات مكونيها الرئيسيين [ المجلس الاعلى والتيار الصدري ] التابعين للبيتين المتنفذين المتنافسين [ الحكيم والصدر] . وكان لتوسع النفوذ " الاقطاعي" لهذه المجاميع التأثير الحاسم لضياع وحدة توجه القائمة , رغم الرعاية والدعم الكبير للمرجعية الدينية في النجف الاشرف , والمساعدات غير المحدودة للنظام الايراني . وجاء انسحاب "التيار الصدري" من القائمة ليس لتقويض وحدة توجه القائمة فقط , بل ضربة موجعة لجهود التنسيق الايراني الذي اشرف على تشكيل بعض اطراف القائمة قبل ولادتها بعقدين . وفي هذا الظرف الحرج الذي تتصاعد فيه درجات الصراع بين الامريكان والنظام الايراني الذي تحداهم بالمنازلة على الارض العراقية .
هذا الانهيار الذي رافق الطرفان السني والشيعي لايعني فقدان البوصلة بالكامل للطرفين , فهنالك احزاب ومنظمات داخل هذين الاطارين لاتزال تتمتع بوحدة تنظيم يصعب اختراقها مثل قائمة "الحوار" التي تعبر عن وحدة المصير للبعثيين المعرضين للمحاسبة اذا استقرت الظروف , وفي الجانب الآخر "قوات بدر" التي تضاهي في بنائها اقوى القطعات العسكرية العراقية .
ولايسلم المكون الكردي من هذا الافلاس , فالقائمة "الكردستانية" لاتزال لم توحد الادارة الكاملة بين الطرفين
"الاتحاد الوطني" في مقاطعة السليمانية , و"الديمقراطي" في مقاطعة اربيل ودهوك , ولم تتمكن حكومة الاقليم من وضع الاسس الحقيقية لبناء ديمقراطي حقيقي يضمن الثقة الشعبية بالمؤسسات الدستورية , ويعيد تشغيل دورة الحياة الاقتصادية , وعدم الاكتفاء ببناء العقارات فقط , والذي يقول عنه البعض : انه تبييض للأموال المسروقة. ومن المؤلم ان تسير في اسواق اربيل والسليمانية ولاتجد بضاعة معروضة غيرالمنتجات الزراعية التركية والايرانية . طبعاً ليس اقليم كردستان فقط , بل العراق بأجمعه تحول الى شعب لاجئ في ارضه , ويتم الصرف عليه واعالته من واردات النفط ومصروفات المشروع الامريكي وما تجود به باقي الحكومات والمنظمات من تبرعات ومساعدات انسانية .
ان غياب المشروع الوطني العراقي , والركض وراء المصالح الشخصية والفئوية كشف الافلاس المخزي للزعامات العراقية في عدم معرفتها لأي توقع ينتظر العراقيين , ووضع هذه القيادات امام مستقبل سياسي مجهول . ومما زاد في الطين بلة , ان لااحد يعرف ماذا يريده الامريكان ؟! ففي المؤتمر الصحفي الاخير للرئيس الامريكي جورج بوش , والمنشور في صحيفة "الحياة" يوم20070921 فقد حدد بوش مقياس النجاح في العراق ب " خفض نسبة العنف الى مستوى مقبول " ليس انهاء العنف واعادة الامن , بل تقليل النسبة فقط وجعلها مقبولة وتحت السيطرة , و" حكومة قادرة على الاستمرار " اي حكومة تستطيع ان توفر احتياجات اللصوص من كل القوائم [ المنتخبة ] , و "جيش عراقي يحفظ الاستقرار الداخلي وامن الحدود " لفسح المجال لأنسحاب اغلب القطعات الامريكية بدون قلق على مستقبل العراق , و "ديمقراطية تتماشى مع الاسلوب العراقي " والتماشي يعني استمرار المحاصصة الطائفية والقومية , و " حليفة للولايات المتحدة ضد التطرف " اي كلب حراسة امين . هذه الرؤيا الامريكية المعلن عنها على لسان الرئيس الامريكي , وكان الله في عون العراقيين .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوائم السياسية العراقية ومفترق الطرق
- البركات المغدورة في صراع الفصائل الشيعية
- البحث في تحديث الفشل
- طواحين الفشل
- من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا
- المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية
- العراق ينحدرللمجهول :فمن هو ألأفهم في فهم الدستور
- البحث عن طرق توطين الوطنية
- العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي
- 14تموز الباب الحقيقية للعراق
- حكومة المالكي والأفق المجهول


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول