أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي














المزيد.....

العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التوازن في طبيعة الحياة الحالية في العراق , لايسمح بأعلان الانحياز للعدالة والحق كموقف عملي , بقدر ما هو متروك لأفعال وردود افعال تقع تحت تأثير مجموعة الصراعات التي تلف المجتمع , والتي تختلف في شدتها من التباعد النفسي الى الصراع الدموي . وقد اوجد هذا الوضع حالة من العجز يصعب على القوى السياسية في تجمعاتها الحالية الخروج من مأزقها , ليس على مستوى تحالف القوائم فقط , بل على مستوى مكونات القوائم ذاتها . ولا يشذ عن هذا الا القائمة "الكردستانية" التي تتوحد تحت راية الحلم القومي , -وبغض النظر عن الأستعجال والرغبة في حرق المراحل التي تمارسها القيادة القومية الكردية – يبقى هذا التوحد "الظاهري" مهدد بعدم توحيد الأدارتين , وعدم التوجه الجدي لبناء تجربة ديمقراطية حقيقية تنهض بالأمكانيات الأنسانية للشعب الكردي , وتحارب الفساد الاداري , والعشوائية في التوجه الاقتصادي , والتسلط البوليسي والحزبي في كلا الادارتين السليمانية واربيل .

ان غياب المشروع الوطني الذي يوحد توجهات المكونات السياسية , ويحدد لها سلم الأولويات في بناء العملية السياسية , واعادة بناء اجهزت الدولة . تلازم مع التهالك في ركوب الموجة الطائفية والقومية العالية التي تفجرت على اثر انهيار النظام المقبور . والتي وضعت المكونات السياسية الشيعية بالذات – بما فيها العريقة منها – في لجة البحث عن اماكن لمد نفوذها وفرض سيطرتها في ارض لم تزرع بغير سطوة البعث ولمدة زادت على الثلاثين عاما . وسرعان ما ظهر التنافس , رغم التوحد "الظاهري" ايضاً تحت عباءة مرجعية السيد علي السيستاني , ومصلحة النفوذ الايراني على بعض التنظيمات في تشكيل قائمة "الائتلاف" . وكان اكبر نجاح لهذه القائمة مع "الكردستانية" هو الأستعجال في في لفلفة كتابة الدستور , وصياغته بحرفية طائفية وقومية جعلته الاساس في عدم التوافق الوطني .

ان المشاعر الوطنية التي تؤسس للمشروع السياسي الوطني لايمكن ان تنمو بقوة دون مطالبة الاجنبي -والعداء اذا اقتضت الضرورة - والنضال لتحقيق الاستقلال والأرادة الحرة . وهو ما افتقدت اليه القائمتان , وهذا لايمنع القائمة "الكردستانية" من الاعتراف بالدور الامريكي في حماية المنطقة الكردستانية منذ عام 1992 , وكذلك مساعدتهم في ازاحة النظام البعثي بعد ان تلاقت مصالحهم مع مصلحة العراقيين في فرصة نادرة من التاريخ . وهو لايمنع ايضاً قائمة "الائتلاف" من التفريق بين تداخل الشعبين العراقي والايراني المذهبي والاجتماعي , وحتى تطلعات الشعبين نحو الانعتاق والتحرر , وبين مصلحة النظام الطائفي الايراني الذي سيطر على الجنوب والوسط واشبه مايكون بالاستعمار الاستيطاني الفرنسي للجزائر , ان لم يكن اكثر .

هذه الفجوة الكبيرة في المشاعر الوطنية التي احدثتها عدم سلامة توجه الطرفين . استغلتها عصابات البعث , واوغلت في جرائمها , وخلطت بين الانتقام من الشعب العراقي الذي لم يدافع عن نظامهم المقبور , وبين مقاتلة الاحتلال بأسم تحرير العراق , وحققوا ما عجزت عنه باقي الاطراف , واولها اعادة الثقة وعلاقات التعاون بينهم وبين الامريكان من جهة , وادعائهم الكاذب بمقاتلة الاحتلال حاليا من جهة اخرى .
في الوقت الذي سارت فيه عربة التعاون البعثي الامريكي , تتعثر عربة العملية السياسية العراقية بسبب الصراعات المستفحلة بين اطرافها , وبالذات بين مكونات قائمة "الائتلاف" والصراع الدموي بين "التيار الصدري" و"المجلس الاعلى" الذي تمكن من السيطرة على اغلب وحدات الشرطة عن طريق القيادي في المجلس السيد بيان جبر , عندما تولى وزارة الداخلية وبالأتفاق مع رئيس الوزراء السيد ابراهيم الجعفري ,
والتي ادخل في وحداتها الشرطة العاديين وبعض ضباط الصف من التيار الصدري لغرض اسكاتهم , وانفرد المجلس برتب الضباط والادارات العامة للشرطة . وكشف في وقتها عن بعض القوائم التي منحت فيها رتب عليا لأفراد المجلس وبعضهم لايحمل حتى الشهادة المتوسطة .

ان تهويمة "الانتصار الساحق" التي لاكتها قيادات المجلس الاعلى كثيراً بعد الانتخابات , تجسدت في مد النفوذ والسلطة , والاستحواذ على العقارات والاراضي , وخلق طبقة من رجال الدين اشبه ب"الآخوندية" الايرانية تتولى السيطرة وادارة المؤسسات الحكومية , دون ادنى بحث عن وسائل ناجعة للنهوض بالعراق , وانقاذه من مأزق الدماء اليومي . ومن المؤسف ان يمرض ويبتعد السيد عبد العزيز الحكيم في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق , والمجلس الاعلى بأعتباره اكبر الاحزاب الشيعية لايتوحد تحت زعامة غيره , مهما كثر الحديث عن الحرص في استمرار وحدة المجلس , وانعكس التعثر في ادائه بعد توزع المسؤوليات . ويعتقد الكثيرون ان المجلس سيطوى تحت سيطرة فيلق بدر , كونه تنظيم عسكري يخضع في تنفيذ القرارات الى مراتبية دقيقة , والسيد عبد العزيز الحكيم اطال الله عمره واعاده الينا بالصحة الجيدة , يكاد ان يكون الوحيد الذي يستطيع ان يوازن بين ضرورات العمل الوطني وتداعيات الاختراق الايراني , وينقذ المجلس من التمزق الذي يهدده .
ان قائمة "الائتلاف" التي تقود السلطة بما تمثله من صراعات مختلفة بين اطرافها , اصبحت المعرقل الرئيسي لسير العملية السياسية . والتصريحات الأخيرة للسيد نوري المالكي رئيس الوزراء ورئيس حزب الدعوة ثالث مقومات "الائتلاف" , والتي هاجم فيها مكونات التيار الصدري تؤكد هذه الحقيقة . وقد انتبه حزب "الفضيلة" بشكل مبكر لهذا الواقع المؤلم , وسحب نفسه من "الائتلاف" لتبرئة ذمته من الانحدار الدموي الذي وصل اليه العراق . ولايوجد غير البرنامج الوطني لأنقاذ العراق , وانقاذ "الائتلاف" وباقي المكونات السياسية العراقية الاخرى



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14تموز الباب الحقيقية للعراق
- حكومة المالكي والأفق المجهول


المزيد.....




- شيرين تختتم مهرجان -موازين- بعد غياب طويل والمايسترو يشارك ص ...
- أول صحفي غربي يدخل إيران منذ بدء الصراع مع إسرائيل.. إليك مش ...
- -قد يتسبب بكارثة مشابهة لتشيرنوبل-.. تحذيرات روسية من استهدا ...
- كاميرا CNN ترصد حجم الدمار داخل مقر التلفزيون الإيراني بعد غ ...
- تهديد إسرائيلي مباشر.. هل حسمت تل أبيب أمرها باغتيال خامنئي؟ ...
- مجلس أوروبا ينتقد ألمانيا بشأن -قمع التظاهرات المؤيدة لغزة- ...
- استهلاك كبير للطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي.. هل نواجه أزمة بي ...
- قاعدة 50+1 -درع- الأندية الألمانية ضد سيطرة المستثمرين!
- إسرائيل: دمرنا ثلثي منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية
- عواقب صحية خطيرة لإدمان المواد الإباحية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي