أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - البحث في تحديث الفشل














المزيد.....

البحث في تحديث الفشل


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



" العزة بالأثم " والخوف من الاعتراف بالفشل تنسحب على الاحزاب والمنظمات أكثر مما يتستر خلفها الافراد, وبالذات الاحزاب التي نشأت في ظل الظروف السرية , وفي مجتمعات لاتزال تحبوا في طريق التطور والتحضر مثل مجتمعنا , ان الوضعية البائسة التي وصلنا اليها ليس لها شبيه في ترديها على الارض قاطبة . ولا شك ان تظافر عدة عوامل متميزة في نوعيتها خلقت هذه الحالة الفريدة , مثل وجود النفط وما يحويه العراق من ثروات طبيعية وبشرية تثير شهية لصوص العالم قبل لصوص ابنائه , وتسلط النظام الصدامي الفريد في قسوته ودمويته لفترة طويلة , ثم تسلط قوات الاحتلال الامريكي بصورة لم تترك من كعكة السلطة الااقلها للعراقيين , والجرائم الدموية المرعبة في بشاعتها للعصابات البعثية والسنية والمليشيات الشيعية , والتدخل غير المسبوق في العالم لدول الجوار , وبعضها في صراع مصيري مع الامريكان ويجري تصفية حسابه على الارض العراقية . كل هذا مفهوم , ولكن غير المفهوم والأهم من كل ما سبق , انحطاط التفكير السياسي لأغلب الاحزاب العراقية التي طالما تشدقت بالوطنية وحب العراق .
وعودةالى "العزة بالاثم " يقول التصريح الصحفي لأجتماع حزب الدعوة الاسلامية في جميع المحافظات العراقية , وبرئاسة السيد نوري المالكي يوم 20070803 ان " تمتين التلاحم بين المواطنين والدولة بأتجاه تقديم مزيد من الخدمات ومحاربة الفساد وتوفير الرفاه الاقتصادي الى الطبقات المحرومة وعوائل الشهداء وضحايا التفجيرات الارهابية التي تطال الابرياء من ابناء شعبنا " .
والسؤال هو: ما حاجة حزب الدعوة العريق بتاريخه السياسي , وشهدائه الذين سقطوا تحت سياط التعذيب الفاشي , وشهد لهم العراقيون بحبهم لوطنهم , الى الدجل في هذا التصريح ؟! وفقط , لكونه يقود السلطة بشخص رئيسه رئيس الوزراء , والعراقيون يعرفون بكل طوائفهم , والعالم كله يعرف من اليابان الى كلفورنيا بالفشل الكبير لحكومة المحاصصة الطائفية التي يقودها السيد المالكي , وبدل البحث عن وسائل حقيقية تنقذ الوضع الحالي يتشدق التصريح ب" تمتين التلاحم بين المواطنين [ المنكوبين] والدولة [ المسؤولة عن نكبتهم] بأتجاه تقديم المزيد من خدمات [ الذبح والاختطاف والتفجيرات ] ومحاربة الفساد [ الذي وصل الى قيادات الصف الاول ] وتوفير الرفاه الاقتصادي [ للملاين المهجرة في الداخل والخارج وملايين الايتام والارامل ] من ابناء شعبنا " .
وفي الوقت الذي تشكلت فيه حكومة المالكي من اغلب المشاركين في العملية السياسية , وحصلت على تأييد الراعي الامريكي . لم تتمكن من تحقيق اي نجاح ينقذ العراق ويخفف من ثقل التخبط الدموي الذي ينوء تحته , وبالعكس ازدادت الحالة سوءاً , وبات الانحدار الى الهاوية هو الطريق الوحيد الواضح . وبدل البحث عن طريق ينقذ الوضع صرح وليد الحلي القيادي في حزب الدعوة لصحيفة " الشرق الاوسط" يوم 20070808 ان " رئيس الوزراء يسعى للأستمرار بحكومة الوحدة الوطنية , وفي حال تعذر ذلك فسيضطر الى تشكيل حكومة الاكثرية البرلمانية , فليس هناك بديل آخر والاكراد يدعمون هذا التوجه " .
وهذا يعني الاستمرار في قاعدة المحاصصة لمجمل العملية السياسية , وتشكيل الحكومة – وهو الجزء الاهم في العملية السياسية - ان لم يستمرالتوافق عليها , فسيستأثر بها المجال الأكثر ضيقاً من المحاصصة , وهو تحالف الحزبين الشيعيين المجلس والدعوة مع الحزبين الكرديين الرئيسيين . وماذا ستكون النتيجة ؟ هل بأمكان هذه الاحزاب الاربعة ان تنقذ العراق ؟ وهي الاساس في التحاصص المشكلة , والمتهمة بالذات في محاولاتها تفكيك العراق . وسؤال اقل من المحافظة على وحدة العراق : هل بأمكان هذه الاحزاب المحافظة على سلامة نفسها وجماهيرها في حالة انفرادها بالقرار ؟ أم سيكون جوابها مثل جواب السيد مسعود البرزاني رئيس الاقليم عندما هدد الاتراك بتحريك الاكراد داخل تركيا , وجاء الجواب التركي قاطعاً , فعاد السيد رئيس الاقليم ليقول اننا عراقيون .
ماذا سيفعل الاربعة في وسط داخلي متفكك , واقليمي ودولي يعاديها ؟ عدى ايران التي تبغي استمرار حالة عدم الاستقرار لمشاغلة اميركا في العراق , وليس حباً بالأكراد وفيدراليتهم التي تعتبرها ايران التشريع الأخطر على وحدة الاراضي الايرانية . ان السبب الاساس في حالة الانغلاق الحالي للعملية السياسية كما يؤكده بعض المراقبين , هو اعتقاد الشيعة والاكراد على ان تحقيق النصر لكل منهما اصبح في متناول اليد , وهذا ما يجعلهم غير راغبين في تقديم التنازلات التي تتطلبها التسويةالسياسية . ولو تيسر لهذه الاحزاب الاستمرار في تمشية توجهاتها , فالعراق قادم على مذبحة لايعرف نتائجها الا الله .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طواحين الفشل
- من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا
- المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية
- العراق ينحدرللمجهول :فمن هو ألأفهم في فهم الدستور
- البحث عن طرق توطين الوطنية
- العراق بين التهويمات الطائفية والقومية والصراع الدموي
- 14تموز الباب الحقيقية للعراق
- حكومة المالكي والأفق المجهول


المزيد.....




- فيديو: إصابة 11 شخصاً من بينهم طفل في قصف على مدينة يبلغورود ...
- إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق
- بالفيديو..-القسام- تستهدف جرافة عسكرية وتقصف قوات إسرائيلية ...
- لوكاشينكو يطلب من قوات الأمن البيلاروسية ضمان سلامة القاضي ا ...
- السعودية.. أستاذ ينقذ طالبا من الاختناق بـ-نباهة وفطنة- ويثي ...
- -السلحفاة-.. ابتكار روسي جديد لاختراق دفاعات العدو (فيديو)
- فيديو بكاء وصراخ من داخل سجن يثير جدلا على مواقع التواصل..هل ...
- انطلاق مسيرة النصر بالسيارات في بيروت
- ألمانيا تعلن عزمها على شراء منظومات -هيمارس- الصاروخية لتسلي ...
- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - البحث في تحديث الفشل