أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار














المزيد.....

لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 13:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التهديدات التركية بأجتياح أقليم كردستان العراق بحجة أجتثاث مقاتلي حزب العمال الكردستاني أثارت الكثير من الأسئلة حول أمكانية مقومات الأقليم بالثبات امام هكذا اجتياح لو حصل , وليس المقصود الأمكانيات العسكرية فقط , بل البناء المؤسساتي , واستقرار هياكل أدارة الأقليم , والأهم التشبع الكافي بوجود الأقليم كواقع لدى الجماهير الكردستانية والعراقية والدول المحيطة بالعراق . حيث لايكفي اقرار وجود الأقليم في الدستور والقوانين فقط , ما لم يختمر هذا الوجود في الوعي الجمعي لهذه الجماهير والنظم , وهذا يحتاج الى فترة ليست بالقصيرة , ومرونة سياسية عالية تستطيع تمريره , وبعدها , أستقراره كحقيقة تطالب بشروط وجودها , وليس بالأحماء غير الطبيعي للمشاعر القومية , واعتبارها البديل عن الأسس الحقيقية للبناء .

لقد اكد الكثير من الاحزاب والقادة السياسيين والكتاب على ان التصعيد التركي الاخير ليس بسبب الاعمال الدموية لحزب العمال الكردي , بل اتخذت كذريعة لأهداف أكبر , وهي الأجهاز على تجربة الأقليم الوليدة , بالتنسيق مع النظامين الايراني والسوري الخائفيين من تهيج المشاعر القومية في بلديهما ايضاً , اضافة لترحيب الانظمة العربية الرسمية غير المعلن , والمنظمات والأحزاب القومية العربية وحتى بعض الاحزاب اليسارية . ولا شك ان عدم المرونة السياسية للقيادة القومية الكردية في معالجتها لتثبيت واقع الأقليم , واستعجالها غير المدروس والمبالغ فيه بأشهار السيادة القومية – وهي التي لم توحد الأدارتين لحد الآن - , او القيام بأعمال مرتجلة مثل منح الامتيازات وعقد الأتفاقات النفطية من قبل حكومة الأقليم مع الشركات الأجنبية , وهي من اختصاص الحكومة الأتحادية . هذا وغيره ولد الكثير من القلق لدى هذه الأنظمة والمنظمات .
ان احد اشكاليات القيادة القومية الكردية اعتقادها بأمكانية التعامل وفرض الأرادة مع دول الجوار الأقليمي بنفس السهولة التي تستطيع بها فرض هذه الأرادة على باقي المكونات العراقية الممزقة من "الشيعة والسنة " , وفاتها ان المشكلة الكردية هي مشكلة رئيسية لثلاثة نظم قومية بوليسية أخرى . والنجاح في تثبيت الفيدرالية الكردية داخل الحدود الوطنية العراقية هو الأهم في الوضع الحالي , وشعاع النجاح هو الذي سيعطي الدفق الحقيقي للشعب الكردي في الدول الأخرى الثلاث , واستبدال شروط النجاح بحماوة المشاعر القومية لن تصب في مصلحة الشعب الكردي .

ان احد استعجالات القيادة القومية الكردية التي أضرت بسلامة قيام تجربة الأقليم , واعتقدت انها تحقق النجاح بأسرع الطرق , هو اقرارها العشوائي بالفيدرالية , وتجريدها من كرديتها المعترف بها من قبل الأطياف العراقية الأخرى والأقليمية . ويعتقد الكثيرون ان ادراك النظام الايراني لعدم تمكنه من منع قيام الفيدرالية الكردية التي اصبحت كأمر واقع , هو الذي فرض مساومة قائمة " الائتلاف" الشيعية برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم لجعل الفيدرالية ليست مختصة بكردستان فقط , او عدم تأييدها , واستجابت بسرعةالقيادة القوميةالكردية, وتم الأتفاق على امكانية تأسيس الفيدراليات الطائفية , لتكون مصدر قلق على سلامة وحدة العراق , وفي نفس الوقت لتسخيف فكرة الفيدرالية ذاتها , لترفض من قبل المكونات العراقية الأخرى والأقليمية مثلما يطرحها الآن "المجلس الاعلى" برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم . ولو تيسر اقرار كردية الفيدرالية فقط , وجرت رعايتها بشكل طبيعي , لما تجاسر القوميون العرب والأتراك والايرانيون بالهجوم على وضوح استحقاقها .

ان المخاطر الجدية التي اثارها التحشد التركي على عموم التجربة العراقية , والكردستانية بالذات , تستدعي التوقف والنظر بجدية لتفحص مجمل الأتفاقات والمواقف التي انعكست عن هذه الاتفاقات , وأهمها تفكيك التوافق الشكلي المنافق المبني على اسس المحاصصةالطائفية والقومية الذي اوصلنا لهذا الدرك , ولاعيب في التراجع عن اطر سياسية , وقرارات واتفاقات اثبتت فشلها , بما فيها بعض المواد الدستورية . والعيب كل العيب الأستمرار في تعميق هذا الفشل , ولكي لايكون جريمة مع سبق الاصرار يرى الحريصون على العراق وكردستان ان يعاد النظر بواقع تحالفات الاحزاب الكردية , وتستبدل تحالفاتها مع القوى الطائفية بتحالفات مع القوى الديمقراطية والعلمانية واليسارية رغم ضعفها الحالي , لأنها الكفيل الوحيد لضمان العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد , الذي بدونه ستتمزق كل المكونات ولن يسلم احد .
واذا كان صدام ابن شارع , فأن الأمريكان ابناء الف شارع , ولا يقيمون لغير مصلحتهم اي اعتبار . ومثلما فعلها صدام ووضع برنامج تخفيض وزن لوزرائه وحاشيته لأذلالهم واشعارهم بحجمهم الحقيقي , فالأمريكان لايتورعون من فعل الأسوء لأشعار القيادات العراقية بحجمها الحقيقي , وأولها ثلاثي مكتب رئاسة الجمهورية, رمز السيادة , والفشل , والممثلين الحقيقيين للتحاصص الطائفي والقومي الذي عجزليس عن النهوض بالمشروع الوطني فقط , بل وحتى في التوافق فيما بينهم .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحد يسلم بغير النهوض بالمشروع الوطني
- بين ضياع المرجعية الوطنية والتوجهات الأمريكية
- التبادل المر
- ما لم يكن في الحسبان
- تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها
- ألمشروع الأمريكي وضرورة الأستفادة من زخم رفضه
- العراقيون وليس الامريكان مسؤولون عن وحدة بلدهم
- الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول
- القوائم السياسية العراقية ومفترق الطرق
- البركات المغدورة في صراع الفصائل الشيعية
- البحث في تحديث الفشل
- طواحين الفشل
- من مضاعفات الفرح في فوز فريقنا
- المشكلة في تعديل توجهات الكتل السياسية
- العراق ينحدرللمجهول :فمن هو ألأفهم في فهم الدستور
- البحث عن طرق توطين الوطنية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار