أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية














المزيد.....

نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2121 - 2007 / 12 / 6 - 07:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نغروبونتي يعد من صقور الأدارة الأمريكية , وعندما نقل من رئاسة ادارة تنسيق عمل المؤسسات الامنية والاستخبارية الأمريكية الى وكيل وزارة الخارجية هو لزيادة فاعلية هذه الوزارة , بأعتبارها ليست مسؤولة عن تنظيم العلاقات الخارجية الامريكية وعملها الدبلوماسي مع دول العالم فقط , بل مسؤولة عن ادارة الصراعات في اغلب مناطق العالم حسب الأجندة الأمريكية التي تبلورت بعد انفرادها بالقطب الأعظم , واعتبار هذه الصراعات احد مكونات الأمن القومي الأمريكي . وتصريحات نغروبونتي تحسب كتوجه امريكي اوضح من التعليقات الدبلوماسية , وفي مؤتمره الصحفي الأخير في بغداد والذي نشره موقع " صوت العراق " يوم 20071203 يقول نغروبونتي : " لقد حققت الخطة الأمنية نجاحات باهرة , وجاء الآن دور احراز تقدم على صعيد المصالحة السياسية , بما في ذلك اقرار التشريعات المهمة وتحسين الوضع الاقتصادي لدعم هذه الانجازات الامنية " . واضاف " اذ لم نشهد تحسناً على المستوى السياسي , فسنشهد خطر عودة مظاهر العنف بنفس مستوياتها في اوقات ماضية " .

بهذا الوضوح يهدد نغروبونتي العراقيين اذ لم تستجب القيادات السياسية والحكومية لتصفية خلافاتها في ظل نجاح الخطة الامنية ( الامريكية ) , وتنهض بواقع توجه العراق نحو افق اكثر استقراراً ويستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية , التي ربما تسبق حرب جديدة بين الامريكان والنظام الايراني . الا ان المشكلة في العراق لايوجد هيئة وطنية مسؤولة خارج صراعات المحاصصة تدرس نتائج الوقائع السياسية , وتحدد خطورة وتأثير التوجهات الامريكية في توجيه الاحداث , ولدى الامريكان الكثير من الاوراق التي يمكن ان تلعبها في العراق .

فالحكومة العراقية بكل فساد وزاراتها وشواغر اعضائها المنسحبين , استمرت ساحة للصراع الحزبي , ووسيلة لأفشال العملية السياسية , ولم يتمكن رئيس الوزراء السيد نوري المالكي من اعادة ترميم تآكلها نتيجة استحكام التحاصص في تشكيلها اولاً , وثانياً لأستمرار وقوفه بين الحزم في متطلبات العمل الوطني وبين الخوف من فقدان حماية التحاصص الطائفي الذي جاء به لهذا المنصب . ولم تتمكن من ان تكون وحدة فاعلة تدير عملية ادارة المجتمع مثل باقي حكومات العالم , فمن أين لها ان تنتبه لتحذيرات نغروبونتي ؟

ومجلس النواب تغلب بتشكيل عدد اللجان والهيئات على الكونكرس الامريكي ذاته , وكلها – الدائمية والوقتية – لم تخرج عن اطار المحاصصة , وبدل من ان تكون ساحة البرلمان الساحة الحقيقية للنهوض بواقع العراق,
تحولت الى ساحة هراش , ومزايدات , وسلوكيات مخزية , اكدت الوجه القبيح لترسبات الأخلاق الصدامية , ولعل المثال النموذجي رئيس المجلس الدكتور المشهداني ومحاولة استبداله نتيجة فشله وبؤس شخصيته من قبل قائمته " التوافق " , ولم توافق قائمة " الائتلاف " نكاية ب"التوافق " ليستمر احتساب فشله على قائمته . وعندما طرح تبديله من قبل " الائتلاف " لأعتدائه على احد اعضائها , لم تقبل قائمته " التوافق" نكاية ب"الائتلاف " . بهذه الضحالة السياسية يدار المجلس التشريعي للبلد , ويطلب السيد نيغروبونتي ان تنتبه هذه القيادات لتحذيراته .

ومجلس رئاسة الجمهورية الذي اريد له ان يكون الضمير العراقي الذي يراقب تطور العملية السياسية ويعالج الثغرات , اصبح هو مصدر الثغرات , فالسيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية تحول الى مدافع مستميت عن القتلة الصداميين , والذين ادينوا من قبل القضاء العراقي , وزاد من تعقيد عملية " المصالحة الوطنية " التي هي بالأساس معقدة , والقيادات السياسية للأحزاب المتنفذة تبدع بالخطط الجديدة , فيوم ( 3+1) ويوم آخر ( 6-1) ولم تبقى الا خطة ( 4-2-4 ) في لعبة كرة القدم ويطلبون تبديل المدرب الأمريكي لأنه " سبب" الخسارة .
لانعرف من الذي يقود السفينة العراقية , ومن الذي يمكن ان يضع الحواجز ويمنع التدهور الذي حذر منه نغروبونتي . ومن المؤلم ان نرى كلما تطور نجاح العملية الأمنية ازداد تعثر العملية السياسية , ليس بسبب رفض الضغوط الأمريكية والدفاع عن مصالح العراق في صياغة قوانين النفط والغاز , وتوزيع الثروة وفق متطلبات الوحدة الوطنية , بل بسبب الصراع الفئوي والشخصي , وتحول المحاصصة الى مهنة تعتاش عليها اغلب الطبقة السياسية العراقية .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمريكان وإعادة تدجين الخراف المتوحشة
- لاتوجد دواعي للقلق
- لا توجد دواعي للقلق
- كركوك والتحالفات المظللة
- التوجهات المبدئية للأمريكان وبعض الأحزاب العراقية
- مجرد سؤال ؟
- مؤتمر أسطنبول والتوافق الهش
- لكي لايكون الخطأ جريمة ومع سبق الأصرار
- لا أحد يسلم بغير النهوض بالمشروع الوطني
- بين ضياع المرجعية الوطنية والتوجهات الأمريكية
- التبادل المر
- ما لم يكن في الحسبان
- تداعيات القيود الطائفية للقائمة الموحدة
- البحث عن الحلول في زيادة المأزق العراقي
- الشربة حمودي
- الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها
- ألتداعيات المميتة للطائفية ومحاصصاتها
- ألمشروع الأمريكي وضرورة الأستفادة من زخم رفضه
- العراقيون وليس الامريكان مسؤولون عن وحدة بلدهم
- الزعامات السياسيةالعراقية والمستقبل المجهول


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - نغروبونتي وغياب المرجعية العراقية