أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - ماذا سيبقى للعراقيين؟!














المزيد.....

ماذا سيبقى للعراقيين؟!


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان من المؤمل ان يكون هذا العام عام الاعمار والاستثمار, وعودة عمل العجلة الاقتصادية كما بشرنا بها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي . وقد مضى مايقارب نصف هذا العام ولم تظهر اية اشارة لهذه العودة , واستمرت حياة العراقيين الاقتصادية على نفس المنوال ان لم تكن اسوء نتيجة موجة الغلاء العالمية . ومثلما هو معروف فأن اعادة الاعمار تحتاج الى تحقيق الامن قبل كل شئ , ومفتاح تحقيق الامن ليس بيد العراقيين , فقد بقي الامن مرهون لارادة سلطات الاحتلال الامريكي بالدرجة الاساس , وارادة النظام الايراني من بعده . ومتطلبات عمل المشروعين تقتضي المحافظة على استمرار افراغ الوضع الامني من الادارة الوطنية الفاعلة , لكي يتسنى لكلا المشروعين من تقوية ركائزهما عبر المرور من هذه البوابة الرئيسية .

ومما لاشك فيه ان حل الجيش لم يكن خطأ امريكي كما حاول الامريكان تصويره , بقدر ما هو قرار مدروس لحرمان العراقيين من مؤسسة يمكن ان تكون مرجعية وطنية يجري الالتفاف حولها لاعادة ترميم وضعهم . وطيلة السنوات التي اعقبت اسقاط النظام السابق , تمكن الامريكان من ان يكونوا السلطة الوحيدة التي حافظت على وحدة العراق , بعد ان نفخت في مواقد الطائفية والقومية واججت نيرانها التي انضجت طبخة استمرار حاجة العراقيين للوجود الامريكي . فقدان الامن , والابقاء على العراقيين كلاجئين في داخل وطنهم , وتجري اعالتهم من واردات النفط بدون اعادة تأهيل للدورة الاقتصادية , هو مفتاح استمرار الوجود الامريكي ووسيلة فرض ارادته . الامريكان لاتعنيهم الكرامة الوطنية للشعوب , المسألة بالنسبة لهم العراق مشروع استثماري , والقيادات الطائفية والقومية التي دعموها بالوصول لمراكز القرار ليس اكثر من وكلاء او مقاولين ثانويين يأخذون حصة صغيرة من الارباح , ويقبلون بشروط المقاول الامريكي .

الامريكان يدركون جيداً ان المشروع العراقي هو الاهم في المنطقة , والمنافس الايراني رغم اهميته وخطورته , فأن له حساب آخر , ويجري العمل لاسقاطه مع الشركاء الآخرين . وقد سربت معلومات صحفية حول ثلاثة مطالب امريكية ( فقط ) لتثبيتها في الاتفاقية المزمع عقدها مع الحكومة العراقية , والمنشورة في " صوت العراق " يوم 20080503 وهي ( الاحتفاظ بحق احتجاز المواطنين العراقيين مدة غير محدودة . أعطاء حصانة قضائية للمتعاقدين مع القوات الامريكية . حق هذه القوات في شن هجمات من دون التنسيق مع الجانب العراقي ) .

والسؤال , هو : ماذا سيبقى للعراقيين ؟! وكيف سيبنون مؤسساتهم القضائية والقانونية وهم لايمتلكون شبراً واحداً من الارادة امام كل المساحة التي تمنح للامريكان ان اقرت هذه النقاط ؟! كيف سيتواصلون مع باقي التشريعات التي اقروها في دستورهم المعوق , وهم لايمتلكون الصوت حتى داخل بيوتهم ان دخلها الجندي الامريكي ؟ وكيف سيحمون اعراضهم من هجمات المرتزقة الامريكان ؟ التي ستكون اكثر قساوة من هجمات المقبور عدي . الامريكان مطمئنون , فالعراقيون كانوا يذهبون الى النجف لحل مشاكلهم , واليوم الى قم . وما دامت بغداد تبحث عن حل مشاكلها في النجف وقم فلا خوف عليها من ان تفلت .

يراهن الامريكان في تمرير هذه الاتفاقية على نقطتين , الاولى : زيادة مناسيب العنف , وجعل العراقيين لايفكرون الابالامن . والثانية: اعتقادهم من استمرار صلاحية استعمال القيادات الطائفية والقومية الحالية , واستعداد هذه القيادات لتمرير الاتفاقية قبل انتهاء الدورة الانتخابية الحالية . وفي حالة الفشل , فلا سبيل عندهم الا استمرار حالة التمزق وزيادة عنفها .

لااحد يعرف ماذا تم الاتفاق عليه قبل الوصول الى هذا القاع المشين من الطلبات , ويخطئ الامريكان اذا اعتقدوا ان البعض ( التلفية ) من اعضاء البرلمان ستتمكن من تمرير هكذا بنود . قانون النفط والغاز الذي رغبت في اقراره اميركا , جرجر لسنتين , ورغم التعديلات التي اجريت عليه , لايوجد في الافق لحد الآن ما يوحي بامكانية تمريره . فكيف الحال مع مثل هكذا اتفاقية ؟! فهل من المعقول ان تمر رغم تحديد نهاية تموز لتوقيعها لغرض لفلفتها , وهل بامكان المشرفين عليها من العراقيين ان يخفوا اشد بنودها وطئة ؟!



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحافات الملغومة
- بين توجهات المالكي والاصرار على التعثر
- آمال لابد منها
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر
- العراق لايبنى بالادعاءآت
- الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية قبل المصالحة الوطنية
- بين اعترافات رايس ودبش الامريكي
- بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز العراقي - ماذا سيبقى للعراقيين؟!