أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العراقي - السباق مع الزمن














المزيد.....

السباق مع الزمن


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 09:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


رغم كل الانتقاصات التي اطلقها البعض على رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , سواء شخصية مثل نزع الرباط عند مقابلته للمرشد الاعلى السيد علي خامنئي , او مثلما يدعي احد ( العارفين ) بالتقاليد الشيعية والايرانية من ان المالكي قبل يد خامنئي , ودليله ان بداية الاستقبال تم حجبها عن التلفزيون وليس مثلما تم تصوير الاستقبال بين المالكي ورئيس الجمهورية نجاد او مع وزير الخارجية متكي او رئيس البرلمان لاريجاني . والجانب الآخر في هذا الانتقاص هو فشل رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له في عدم امكانية تسويق الاتفاقية المزمع عقدها بين العراق واميركا للقيادة الايرانية . ونسى هؤلاء ان هذا " الفشل " دليل الاصرار والوضوح على تمييز المصلحة العراقية وضرورة احترامها من قبل الطرف الايراني .

لقد كانت النية المعلنة للوفد العراقي ان يقدم ادلة حول التدخل الايراني في الشأن العراقي , ومساعدته لبعض المليشيات والخارجين على القانون . وتحول الاهتمام الاعلامي وسبب الزيارة الى التأكيد على ان ايران لن ترضى بعقد الاتفاقية ما لم تضمن لها دور اقليمي رئيسي في ترتيب اوضاع المنطقة , والنقطة الاخرى المهمةهو ان الوفد العراقي اكد على ان العراق دولة ديمقراطية ولايمكن ان يكون دولة طائفية مثل النظام الايراني . ويبدو ان سرعة تطور الاحداث , والكشف عن رفض العراقيين للبنود المجحفة مع الامريكان فرض توجهات جديدة للزيارة , ودفع ذلك النظام الايراني لفرض جلسة امنية لم تكن ضمن البرنامج كما سربت الاخبار . ويبدو ان السيد رئيس الوزراء كان واضحاً في الدفاع عن المساحة العراقية مما استدعى دعوة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس " المجلس الاعلى " الى طهران بحجة اكمال العلاج , وهو الاكثر ثقة لدائرة صنع القرار الايراني من اية شخصية شيعية اخرى .

المفاوضات لم تكن بالسهولة التي جرت مع الوفود السابقة , وبالذات الموقف من وفد " الائتلاف " الاخير الخاص بانهاء الصراع مع التيار الصدري , حيث رفض الالتقاء به من قبل اغلب المسؤولين الايرانيين . وحسم الموقف الايراني المرشد الاعلى بعد ان تم التركيز من قبل وسائل الاعلام بفشل الزيارة ان لم يلتقي المالكي مع المرشد الاعلى , والنظام الايراني حريص كل الحرص على ان يظهر تماسك وحدة الموقف الشيعي, والذي بدونه تكشف حقيقة نواياه القومية , وكان المرشد الاعلى واضحاً كل الوضوح حينما اكد : ان وجود الامريكان سبب كل مشاكل العراق , ومن الواجب الشرعي مساعدة العراقيين في افشال الاتفاقية وطرد الامريكان .

المالكي ذهب الى ايران وفي جعبته موقف يكاد ان يكون اجماع لكل الاطراف العراقية على رفض البنود المجحفة في مسودة الاتفاقية مع الامريكان , واكد المالكي للايرانيين بان العراق لابد له من ان يعقد الاتفاقية مع الامريكان لحاجته اليها اولاً , وثانياً لضرورات ترتيب العلاقة مع الدولة المحتلة . ولكن بالشروط العراقية, وما يهم الايرانيين منها ان لايكون العراق جسراً للاعتداء على دول الجوار . ومما لاشك فيه ان التطور الامني وخطوات المصالحة الوطنية رغم تعثرها وضعت الارضية لظهور هذا الموقف العراقي المتميز , والبعيد عن الطائفية ومحاصصاتها القاتلة . والذي يكاد ان يكون الاوضح في عراقيته منذ سقوط النظام ولحد الآن , رغم التعتيم الاعلامي عليه ومحاولة تصويره بالفشل الحكومي من قبل حثالات الفكر القومي والطائفي في قنواتهم الفضائية ووسائلهم الاعلامية الاخرى .

ان نهوض التوجهات العراقية بحاجة الى دعم واسناد كل الاطراف الوطنية لكي تكون خطواتها اكثر ثباتاً , ولا تتعرض الى انتكاسات وهزات لاتزيد الا في امد المعاناة لهذا الشعب المنكوب . واشتداد الصراع بين المشروعين الامريكي والايراني يوضح مدى تبني الطرفين لاعتبار العراق هو الطريق المفضي لتثبيت نفوذ اي الطرفين على المنطقة بأسرها . الامريكان لن يفرطوا بالعراق بأي حال من الاحوال , ويستعدون لمواجهة عسكرية تنهي طموحات ومنافسة النظام الايراني . والنظام الايراني بعد ان فشل في استدراج المواجهة المبكرة مع الامريكان عن طريق انقلاب حزب الله في لبنان , وما كان يمكن ان يتركه من اولويات جديدة , يجد نفسه امام تفريط بمنجزاته التي حققها في العراق وعن طريق من كان يعتبرهم ادواته من الاحزاب الشيعية العراقية . وسوف لن يترك اية وسيلة للحفاظ على هذه المنجزات بما فيها ذيوله الذين اخذوا يزاودون على العراقيين في وطنيتهم . وليس امام العراقيين الا مشروعهم الوطني فقط , الذي ينقذهم من شر الطرفين ومن اتباعهم في العراق والمنطقة .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يحدد الضرورات الوطنية؟!
- التطلعات العراقية وزيارة المالكي لطهران
- الاتفاقية وبوصلة العمل الوطني
- مزاميرعزف الانتخابات القادمة
- من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟
- مايهمنا نحن العراقيين
- مضاربات بورصة العراق السياسية
- ضرورات لاتقبل التاجيل
- العراق والمشاريع المتوطنة
- ماذا سيبقى للعراقيين؟!
- الحافات الملغومة
- بين توجهات المالكي والاصرار على التعثر
- آمال لابد منها
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر
- العراق لايبنى بالادعاءآت
- الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية قبل المصالحة الوطنية
- بين اعترافات رايس ودبش الامريكي


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العراقي - السباق مع الزمن