أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟














المزيد.....

من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحرص الحكومة الامريكية على اخفاء ما يدور من مباحثات حول الاتفاقية التي تنظم العلاقة بين العراق واميركا , وهذا الحرص ناتج عن الخوف من التشويش والرفض قبل اكمال كتابة بنودها والتوقيع عليها . وفي كل الاحوال سوف لن يوقع عليها مالم تعرض على مجلس النواب لاقرارها , ولاتحتمل آلية الاقرار اخفاء بعض البنود , او التلاعب في تفسيرها عن طريق توزيع عدة طبعات بمواد مختلفة , كما حدث في مسودة قانون النفط والغاز الذي لم يقر لحد الآن . والسبب كما هو معروف , محاولة تمرير بعض المواد المجحفة , والتي لايمكن ان تحقق العدد المطلوب من اعضاء البرلمان لتمريرها . رغم تسرب الاخبار عن ارشاء بعض اعضاء البرلمان المؤثرين من قبل الشركات النفطية الكبيرة , واستلام البعض الآخر رواتب اضافية من الحكومة الامريكية .

يقول البعض ان الولايات المتحدة الامريكية اعتقدت انها تستطيع وبسهولة من ان تمرر قانون النفط والغاز الذي صيغ في الاساس من قبل شركات النفط الامريكية , واتفاقية تنظيم العلاقة التي وضعت خطوطها العريضة في واشنطن . وقد توضح خطأ هذا التقدير , رغم الصراع الدموي بين الاطراف السياسية العراقية , والتشرذم الذي لم تسلم منه اية قائمة سياسية . وفي محاولتها ( اميركا ) لتخفيض درجات العنف ووضعه تحت السيطرة, لكي تستطيع تمرير القانون والاتفاقية , والنجاح الذي تحقق بجهودها العسكرية والسياسية في تهدئة وضبط الساحة الغربية ( السنية ) , والنجاح في محاربة المليشيات والخارجين على القانون في الساحة الشيعية . ورغم ذلك وجدت نفسها امام زخم شعبي ورسمي واكب هذه النجاحات وصب في صالح المالكي وحكومته بالكامل , ويمكن لهذا الزخم ان يطيح بكل من يقف بالضد من المشروع الوطني اذ تيسر له الاستمرار في النهوض .

الادارة الامريكية وجدت نفسها امام مفصل شائك . العراقيون يطلبون منها الاستمرار في اكمال دورها , ولا مانع عندهم من عقد الاتفاقية , بل هم الآن اكثر حماسة لتكون اميركا كفيلهم مع المجتمع الدولي . الا ان الامريكان يتخوفون - وهم على حق - بانها لن تمرر ان لم تكن تخدم المصلحة الوطنية العراقية , ويرتهن انهاءها او تبديل بعض بنودها بارادة العراقيين وليس بارادتهم . وهذا هو الذي يمكن ان يكون المستنقع العراقي الحقيقي للامريكان , لاكما يتبجح بهذ التوصيف عبد الباري عطوان وفرسان القومية العربية الآخرين, او عصابات " القاعدة" والبعثيين , او متحذلقي السياسة من ذيول النظام الطائفي الايراني , عندما اعتبروا ( المستنقع ) نتيجة الخسائر العسكرية الامريكية البسيطة , وعقدوا المقارنات الهزيلة بين انتصارها السهل وتنفيذ اجندتها في العراق , وخسارتها المدمرة في فيتنام .

الشواهد على مايخطط له الامريكان في العراق كثيرة , ومجرد القاء نظرة على تشييد بناية سفارتهم المحاذية للنهر في المنطقة الخضراء – وهي اكبر سفارة في العالم – يكشف تصميمهم بالاستمرار على ادارة العراق , وباحسن الاحوال ادارة موازية للحكومة العراقية . والامريكان لن يبقوا مكتوفي الايدي امام الاستعصاء الحالي, ولن يفسحوا المجال للعراقيين في الدخول من الباب القانوني وهم يتحكمون فيه , وذلك بعدم اقرار المطلب العراقي في اخراج العراق من البند السابع ورفع وصاية مجلس الامن عنه , وهذا سبب ( تغليسهم ) عن هذه المسألة , ولم يأتوا على ذكرها طيلة الفترة الماضية . اضافة لامتلاكهم الكثير من اوراق اللعب , بما فيها اعادة التخويف بالحرب الاهلية , لانهم يمتلكون السلطة الحقيقية في البلد . وتبقى التقديرات الامريكية رهينة لعدة عوامل , وابرزها كيفية ادارة الصراع في ملف النظام الايراني وانهاء طموحاته الاقليمية .

العراقيون امامهم فرصة تاريخية لاستثمار واقع الظروف الحالية , واهمها طبيعة الصراع بين المشروعين الامريكي والايراني , وليجعلوا من الصراع على توقيع الاتفاقية مع الامريكان معركة حقيقية تولد الدفع الكفيل لاستكمال بناء المشروع الوطني , وهذا لايعني ممالئة طرف على طرف آخر , بقدر ما هو استفادة من تناقض المشروعين لتقوية المشروع الوطني الضعيف , وتثبيت حقوق العراقيين . وهذا يستوجب المشاركة الفعالة لمختلف الطيف السياسي العراقي في المباحثات الجارية الآن . وبعكس التكتم الحالي الذي يريده الامريكان , يتم الكشف عما توصل اليه , وتتم مناقشته شعبياً ليكون مختبراً حقيقياً لتطوير الانتماء الوطني الذي عانى ولايزال يعاني من الركود .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايهمنا نحن العراقيين
- مضاربات بورصة العراق السياسية
- ضرورات لاتقبل التاجيل
- العراق والمشاريع المتوطنة
- ماذا سيبقى للعراقيين؟!
- الحافات الملغومة
- بين توجهات المالكي والاصرار على التعثر
- آمال لابد منها
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر
- العراق لايبنى بالادعاءآت
- الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية قبل المصالحة الوطنية
- بين اعترافات رايس ودبش الامريكي
- بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود


المزيد.....




- استجاب لنداء بالقرب من مكان تواجده.. شاهد كيف أنقذ ضابط شخصً ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: المعركة الخفية.. ملء فراغ السلطة في ...
- زاخاروفا تنشر رسائل روزفلت عن النصر في الحرب العالمية الثاني ...
- إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية -غير القانونية- وتشكك ...
- تعرض سفينة تحمل ناشطين ومساعدات إلى غزة لهجوم قبالة مالطا
- ما رسائل حكومة لبنان لحزب الله وحماس؟
- أمين عام -الناتو- يقترح على الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي لض ...
- السفارة الروسية لدى إيران تفتتح حديقة تذكارية تكريما لضحايا ...
- مصر.. القبض على -رورو البلد- بتهمة نشر الفسق والفجور
- الجيش الروسي يدمر معقلا للقوات الأوكرانية في مقاطعة سومي (في ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟