أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز العراقي - ضرورات لاتقبل التاجيل














المزيد.....

ضرورات لاتقبل التاجيل


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لااحد يشك بالنية الطيبة للمرجعية الشيعية في النجف الاشرف وعلى رأسها آية الله العظمى السيد علي السيستاني في معالجة المشكلة العراقية , والنهوض بالعراق الآمن المستقر . وكان لتوجيهات المرجعية في الفترة السابقة , وبالذات فترة الانتخابات , الاثر الحاسم في توجيه دفة المعادلة السياسية ولم الاطراف الشيعية المختلفة تحت خيمة " الائتلاف " , التي لم تلتزم بنيات المرجعية الكريمة , وغلبت مصالحها الشخصية والحزبية على مصالح الطائفة والوطن . واستمرت في استغلال اسم المرجعية عند كل منعطف , او حالة صراع تمر بها . وساعدها في ذلك احتجاب المرجعية عن الظهورها بشكل مباشر , وعدم وجود مكتب اعلامي خاص بها يوضح وجهة نظرها , والاكتفاء بتوضيحات وكلائها في المحافظات , وهم عرضة لابتزاز الاطراف المتنازعة ورغبات قياداتها .

وفي هذا السياق نشر " صوت العراق " يوم 20080515 تصريح للناطق بأسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي يقول فيه " ان جميع المراجع الدينية لاتوافق على حل " جيش المهدي " وحتى السيد السيستاني لايوافق " . وحاشى للسيد السيستاني ان يتورط بالدفاع عن واحد بالمليون من جرائم "جيش المهدي "الوجه الآخر لعصابات " القاعدة " كما حددها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي , وليس عدم الموافقة على حله .
واضاف - على طريقة ( المسكين ) عدي عندما نشر اعلان في الصحف يدعي فيه انه اضاع بطاقته التموينية , ويرجو اعادتها اليه لانه سيجوع بدونها – " ان قرارات ( المسكين ) السيد مقتدى الصدر لاتصدر الا بعد مراجعة المراجع واخذ رأيهم " . وتابع " وجود مليشيات لاطراف اخرى تحمل السلاح على مسمع ومرأى الدولة , مثل " الصحوة " و" الاسايش " وجهات اخرى , فلماذا التركيز على جيش المهدي " . ومن الغريب ان ناطق ( رسمي ) لاكبر تيار شيعي يسعى للانفراد بادارة العراق لايفرق بين جهاز حكومي الاسايش ( جهاز امن حكومة اقليم كردستان ) وبين مليشيا خارجة عن القانون . وبين الحليف الاول للقوات الامريكية في محاربة " القاعدة " في هذه المرحلة ( الصحوات ) , وبين الحليف الاول لطهران ( جيش المهدي) في هذه المرحلة ايضاً . ولكي لايفسر الكلام بشكل آخر فان الامريكان لايزال لهم القول الفصل في امور العراق , وسيستخدمون ( الصحوات ) في محاربة الذيول الايرانية في العراق ان استمرت المعادلة على وضعها الحالي , وحانت ساعة المواجهة مع ايران . واضاف ان السيد السيستاني قال شخصياً لنوري المالكي " ان جيش المهدي ورقتكم الرابحة سياسياً , فلا تخسروا هذه الورقة " .

السيد السيستاني ومن شعوره بالمسؤولية عن جماهير الشيعة التي خذلت كما خذل هو من الاحزاب السياسية الشيعية , سوف لن يتورط مرة اخرى ويعرض مصداقيته للاهتزاز مع هذه الاحزاب التي جمعها في خيمة " الائتلاف " وباركها في الانتخابات الاولى . واصبح صراعها الدموي الحالي مشكلة العراق الاولى التي تهدد وحدته وامنه , وتصريحات السيد صلاح العبيدي , وباقي الناطقين للاحزاب الشيعية لن يكون لها ذات التأثير الذي امتلكته في الانتخابات الاولى , والجماهير الشيعية ادركت حقيقة الامر .

والذي زاد الطين بلة , حاجة النظام الايراني لزيادة حدة المواجهة مع الامريكان للتخلص من الاستحقاقات الداخلية , والتي كان ابرزها ارتفاع الاسعار الجنوني للمواد الغذائية , وعدم تمكن النظام الايراني من تحقيق أي وعد من الوعود التي قطعها احمدي نجاد للناخب الايراني . مما دفع النظام لارتكاب عدة حماقات , من بينها عدم احترام المسافات التي تفصل بين مصلحته ومصلحة المرتبطين به من الاحزاب الشيعية العراقية , واخذ السفير الايراني يتدخل بشكل سافر في الامور العراقية , ولعل التوبيخ الذي حصل عليه وفد " الائتلاف " من قائد فيلق القدس الايراني في الزيارة الاخيرة لطهران , والمنشور في موقع " الاخبار " يوم 20080515على لسان احد اعضاء الوفد الذي خاف ان يكشف اسمه , يوضح حجم الاستهانة المذلة التي يتعامل بها النظام الايراني مع القيادات الشيعيةالسياسية العراقية .

الاحزاب الشيعية العراقية لاتزال مشغولة بصراعاتها , ولم تدرك لحد الآن انها مطالبة بالتهدئة الطائفية في المنطقة عن طريق فصل المشروع العراقي المرتبطة به عن ارتباطها بالاندفاعة المجنونة للنظام الايراني وتسخير الطائفية لمشروعه القومي . مما يعرض الطائفة الشيعية اليوم لاكبر حملة تحامل طائفي سني توظف لمصلحة التواجد المستمر للوجود الامريكي , وقد تؤدي لصراعات دموية تأتي على الاخضر واليابس, والخاسر الاكبرهو شعوب المنطقة . ان العودة للمشروع الوطني العراقي وتغليبه على المشروع الطائفي سيكون حجر الزاوية لانقاذ العراق وشيعته من جحيم الصدام الذي لابد منه بين المشروعين الايراني والامريكي . المرجعية في النجف تدرك حجم التورط لاحزاب " الائتلاف " الشيعي مع النظام الايراني , ولايزال لديها الامكانات الكبيرة في توجيه الدفة والمحافظة على مكتسبات الشيعة والعراقيين عموماً , والكل ينتظر الظهور الواضح للمرجعية , وان لاتترك المجال لدعايات العصابات الصدامية : من ان الكل يعمل لصالح ايران .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والمشاريع المتوطنة
- ماذا سيبقى للعراقيين؟!
- الحافات الملغومة
- بين توجهات المالكي والاصرار على التعثر
- آمال لابد منها
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر
- العراق لايبنى بالادعاءآت
- الحاجة الى مؤتمر يصحح التوجهات العراقية قبل المصالحة الوطنية
- بين اعترافات رايس ودبش الامريكي
- بين الفيدرالية الطائفية وفيدراليات الشركات الامريكية
- ما يوحد المشروعين الامريكي والايراني في العراق
- التداخل المهلك في عرقلة تمرير القوانين
- ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم


المزيد.....




- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...
- بعد -تحريض الإخوان-.. كيف شددت مصر تأمين سفاراتها بالخارج؟
- مهمة نتنياهو الروحية تثير غضبا ومغردون يحذرون من مغبة السكوت ...
- من يقف وراء حظر الاحتفالات الإسلامية في خوميا الإسبانية؟
- منظمة: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر
- الطلاق المدني في السويد قد لا يكفي – نساء يُجبرن على الذهاب ...
- الاحتلال يصادق على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في سلفيت
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سل ...
- لبنان: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز العراقي - ضرورات لاتقبل التاجيل