أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العراقي - لكي نعرف بما يدور














المزيد.....

لكي نعرف بما يدور


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 09:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ليس غريبا ان يقول المرشد الاعلى الايراني السيد على خامنئي للسيد نوري المالكي عند مقابلته له وبدون اي اعتبار لكونه رئيس وزراء العراق : بأن الاحتلال الامريكي سبب كل البلاء في العراق , والجمهورية الاسلامية في ايران تجد من واجبها الشرعي ان تساعد العراقيين لاخراج الاحتلال من بلدهم . لقد عبر بوضوح عن مصلحة احد طرفي الصراع فيما يجب ان يكون الوضع عليه في العراق . وفي الطرف الآخر يقول فريدمان , وهو احد المنظرين للسياسة الامريكية , في مقال تحت عنوان السؤال" من يمتلك العراق ؟ " المنشور في صحيفة " الشرق الاوسط " يوم 20080627 ما يلي " فالعراقيون لم يقاتلوا من اجل تملك مؤسساتهم , لقد تم تسليمها اليهم . وان الشعوب يجب ان تقاتل وتفوز بحريتها " فهل وجد كلاماً اكثر اذلالاً من هذا ؟ وهل هو لايعني غير ان حرية العراق مرتبطة بنا نحن الامريكان الذين حررناهم ونمنحها لهم بقدر ما نشاء؟

ولا اعرف هل هو " اراد ان يكحلها فعماها " , او اراد الاستخفاف اكثر , فيكمل بعد ان اعتبر طرد " القاعدة" من قبل " الصحوات " السنية , ومحاولة القضاء على المليشيات الشيعية الخارجة عن القانون من قبل الحكومة " الشيعية " حروب تحريرفيقول : " وانا نصحكم بقولي : ان حروب التحرير هذه ليست كافية لوحدة الامة العراقية . ان الحروب الاهلية قد تستمر في العراق . فالعراق ما زال بعيداً عن مفهوم الوحدة " . بهذا التحديد , والتهديد بتنشيط الحرب الاهلية يوضح الامريكان تصورهم للوضع الميداني ان لم تخضع الارادة العراقية لضرورات المصلحة الامريكية , وتتم الموافقة على بنود استلاب العراق في الاتفاقية المزمع عقدها بين الطرفين .

ومن المرجح ان الاستعجال الامريكي في عقد الاتفاقية يأتي ضمن تسارع سياقات الصراع مع النظام الايراني , وكلما اشتد الصراع الذي اصبح الاول على الشاشات الفضائيات بعد ان رفعت اهميته من قبل اميركا وحلفائها الغربيين , كلما ازدادت الحاجة لتصفية بؤر الصراع المرتبطة به , وتجريده من باقي ادواته في المنطقة وبالذات في العراق . ومثلما هو معروف فان حاجة الادارة الامريكية لعقد الاتفاقية مع العراق لتكون الستار القانوني لمجمل تحركاتها العسكرية والامنية في المرحلة الحاسمة من الصراع . النظام الايراني يدرك جيداً ان كل التطمينات التي سيمنحها الامريكان للعراقيين بعدم استخدام الاراضي العراقية للاعتداء على جيرانه لن تجدي نفعاً حتى لو ثبتت في الاتفاقية , و " عندما يقع الفأس في الرأس " فلن يجري الالتفات لعشرات النقاط التي هي اهم بكثير من موضوعة هذه التطمينات . وهل سينتظر الصاروخ لغاية حصول الموافقة من المالكي والطالباني او المشهداني حتى يكمل عبوره الاجواء العراقية للوصول الى هدفه في ايران ؟!

ليس غريباً ان يعبر الايرانيون والامريكان عن مصالحهم . ولكن من المؤلم ان يتم هذا التعبير بدون اي اعتبار للارادة العراقية , حتى ولو لضرورات دبلوماسية . والسبب غياب المشروع الوطني العراقي , وعدم وجود حتى وحدة موقف لاعضاء الحكومة العراقية , وهذا ما انعكس بشكل فاضح لتصريحي رئيس الوزراء الذي قال بالوصول الى " طريق مسدود " مع الامريكان حول بعض بنود الاتفاقية , وتصريح وزير الخارجية الذي نفى تصريح رئيس الوزراء .

من خلال هوية الاشخاص الذين اطلقوا التصريحات التي سربت بعض بنود الاتفاقية , يبدو ان الوفد العراقي يقتصر على اشراف الحزبين الشيعيين الدعوة والمجلس الاعلى والحزبين الرئيسيين الكرديين والحزب الاسلامي السني . اي مجموعة الاربعة زائد واحد كما جرت تسميتها عندما وقع الاتفاق طارق الهاشمي رئيس الحزب الاسلامي مع الحزبين الكرديين في دوكان , وصرح في وقتها بأن امور كبيرة ستترتب على هذا الاتفاق , وربما كان يقصد ان هذه الاتفاقية واحدة منها .

ان كشف بعض المواد التي تسلب العراقيين سيادتهم على بلدهم جاء نتيجة الصراع الحاصل بين اعضاء الوفد العراقي المفاوض , والذي هو انعكاس لصراع المشروعين الامريكي والايراني كما يقول البعض . وكشف هذه المواد جاء للاستعانة بالرأي العام نتيجة ضعف المفاوض , وليس لشفافية المشرفين على المفاوضات التي مر عليها اربعة اشهر ولم يذكروا شيئاً عنها , أو ايمانهم بضرورة اشراك الرأي العام وباقي التنظيمات السياسية كأساس حقيقي لانجاز الاتفاقية . ودليل هذا البعض على ذلك ان الاكراد مع الاتفاقية بالكامل , والشيعة ضدها , والحزب الاسلامي ليس لديه موقف واضح , وتحدده الاستفادة من تقوية مصادر قوته في السلطة .

ان الاتفاقية خلقت الارضية الصالحة لنهوض المشروع الوطني , وهي فرصة قد لاتعوض لتوحيد الارادات الوطنية الحقيقية بعيداً عن الرغبات التي تطمح ل( ائتمان ) الامريكان على المال والعرض , وبعيداً عن مزايدات الذيول الايرانية التي لاتبغي من المبالغة في ادعاء الوطنية الا صب الزيت على النار وخلق الكتلة الكبيرة في مواجهة الامريكان استجابة للرغبة الايرانية .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرق الوطنية السالكة
- السباق مع الزمن
- من الذي يحدد الضرورات الوطنية؟!
- التطلعات العراقية وزيارة المالكي لطهران
- الاتفاقية وبوصلة العمل الوطني
- مزاميرعزف الانتخابات القادمة
- من سيلقح الآخر: الضرورات الوطنية ام الرغبة الامريكية؟
- مايهمنا نحن العراقيين
- مضاربات بورصة العراق السياسية
- ضرورات لاتقبل التاجيل
- العراق والمشاريع المتوطنة
- ماذا سيبقى للعراقيين؟!
- الحافات الملغومة
- بين توجهات المالكي والاصرار على التعثر
- آمال لابد منها
- لكي لايتكرر التمويه
- غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع
- الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط
- الانتظار المر
- العراق لايبنى بالادعاءآت


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عزيز العراقي - لكي نعرف بما يدور