أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو














المزيد.....

خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


رصدت العديد من الأفلام المصرية نكسة 1967 واختزلتها في مشهد واحد، وهو الخطاب الشهير الذي ألقاه جمال عبد الناصر في مساء 9 يونيو، والذي عرف باسم «خطاب التنحي» وأعلن فيه بشكل رسمي عن الهزيمة.
أما التظاهرات التي اعقبت هذا الخطاب في 9 و1. التي كانت تطالب الرئيس بالعدول عن قرار الاستقالة والتنحي، فإن السينما لم تكثف من رصدها علي الشاشة رغم أهميتها التاريخية والشعبية، فربما تكون أول مظاهرة شعبية تخرج فيها الجماهير دون ترتيب وبإحساس وطني جامح تولد في لحظة تاريخية لم يشهدها تاريخنا المعاصر.
يظل فيلم «العصفور»(1974) للمخرج يوسف شاهين (محسنة توفيق - علي الشريف- صلاح قابيل - محمود المليجي - سيف عبد الرحمن) هو العمل الوحيد الذي استطاع رصد هذه الانتفاضة بواقعية وبحس وطني وفني عاليين مجسداً العواطف الجياشة التي انتابت الجميع، فقد مزج «شاهين» في تنفيذه لهذا المشهد بين صورة حية من تلك التظاهرات - قام هو نفسه بتصويرها وقت حدوثها- وبين مشاهد درامية لشخوص الفيلم.. ممهدا بكادرات سريعة ومعبرة لشوارع خالية صامتة وكأن الأشباح تسكنها، وتغليفها بحالة من التوتر والترقب، وعند إعلان جمال عبد الناصر تنحيه عن الحكم ، نري «الشيخ أحمد» الذي لم يستوعب ما حدث يبكي بحرقة مرددا «يادي المصيبة السوده.. ده إحنا انهزمنا واحنا مش داريانيين»، بينما «بهية» تنتفض واقفة صارخة «لأ..لأ.. حنحارب.. حنحارب» ثم تندفع إلي الخارج ويلحق بها الناس من هنا ومن هناك مرددين «حنحارب .. حنحارب» وتتحول المدينة الصامتة إلي طوفان من البشر يجري في كل مكان مطالبين بالقتال والحرب وعدم الانكسار، ويدلل المشهد بصورة بديعة علي أن الإنسان المهزوم لا يموت إذا كان لديه الإصرار علي الكفاح والنضال.
أما في فيلم «ملف سامية شعراوي» اقتبس المخرج نادر جلال من فيلم «العصفور» مشهد التظاهرة ضمن أحداث فيلمه، عندما تصرخ البطلة «نادية الجندي» عند سماعها خطاب التنحي قائلة «لا..لا ياريس» ثم تنزل إلي الشارع لتنضم إلي المظاهرات، وقد قوبل هذا المشهد من قبل بعض النقاد باستهجان شديد، ليس لأنه تم اقتطاعه من عمل سابق، وإنما لتشويهه هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة، ويرجع ذلك لأن أحداث الفيلم انطوت علي فساد شاركت فيه الشخصية التي كانت تؤديها «نادية الجندي»، كما أن المشهد زقحم علي الأحداث دون مبرر.
أما فيلم «احنا بتوع الأتوبيس» للمخرج حسين كمال (عادل إمام - عبد المنعم مدبولي) يرصد وقع خطاب التنحي علي المعتقلين داخل أحد السجون، وانتفاضتهم علي الظلم الذي يمارس عليهم والتصدي لسطوة المأمور، وهو حدث يتوازي زمنيا مع ما يحدث من انتفاضة شعبية في الخارج، وإن اختلفت الطرق.
ويأتي فيلم «بحب السيما» لأسامة فوزي (ليلي علوي- محمود حميده) ليختم فيلمه بخطاب التنحي في ذروة الأزمة التي تعيشها الأسرة، ورحيل عائلها مع مشهد غروب الشمس التي تسقط في قاع البحر، ليفترش السواد علي المكان.
كثير من المواقف الشعبية سواء كانت واقعية أو سينمائية تم تلفيقها وتزويرها بغرض إيهام الجماهير بأشياء ليست حقيقية، ومن المؤسف أن هذا المشهد الذي خرجت فيه جموع غفيرة من الجماهير في حالة أقرب إلي الهذيان وبوجوه منكسرة وشاردة متوجهة إلي بيت الرئيس بمنشية البكري هاتفة «ناصر.. ناصر.. لا رئيس إلا ناصر» كان يفترض أن يولي اهتمام أكثر من ذلك.



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود
- في عام النكسة : السينما لم تدفن رأسها في الرمال
- سينما نجيب محفوظ : واقعية وجريئة
- المرأة والسينما والانتخابات
- سعاد حسني في ذكراها السابعة: حالة خاصة جداً
- فؤاد المهندس سفير الكوميديا
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب
- «الأم» في السينما المصرية.. نهر متدفق من العطاء
- فوضي حالات الاستثناء
- من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
- فلسطين 00 توابيت وأكفان
- وطن ينزف شعبا
- ضاقت مساحات الوطن
- يا جبل ما يهزك ريح
- شمعة حبلي بالنور
- إدوارد سعيد قلب المكان
- أمي الفلسطينية
- فرحة الدنيا
- العاشقة الصغيرة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو