أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود















المزيد.....

الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 08:33
المحور: الادب والفن
    



عالجت السينما المصرية ظاهرة الإرهاب في أضيق الحدود الممكنة، حتي بعد أن استفحلت هذه الظاهرة وهددت في بعض الأوقات أركان المجتمع، وروعت الأمنين؛ ولحقت بالسياحة خسائر باهظة، ظل التناول السينمائي لها فقير لم يراع الآثار الخطيرة المترتبة عليها، متجنبين -صناع السينما- الدخول هذه المنطقة الملغومة، حتي أن القليل من تلك الأعمال لم يقدم حلولا شافية، وارتضي فقط برصد الظاهرة وأسبابها معتمدين علي النهايات الدراماتيكية، بينما كان الصحفيين والكتاب أكثر جرأة من السينمائيين في طرح أبعاد الظاهرة وكيفية الخروج منها. ولا يمكن أن ننسي في غمار ذلك بعض الأعمال الشحيحة التي تحمس لها قلة من السينمائيين تعد علي أصابع اليد الواحدة. يأتي في مقدمتها فيلم «الإرهابي» بطولة عادل إمام وشيرين ومديحة يسري وصلاح ذالفقار وإبراهيم يسري، وحنان شوقي، وأحمد راتب ومحمد الدفراوي وماجدة زكي ومصطفي متولي، موسيقي عمر خيرت، تصوير سمير فرج، سيناريو لينين الرملي وإخراج نادر جلال.
الإرهابي
يطارد رجال الشرطة الإرهابي (علي عبد الظاهر) - عادل إمام- بعد تنفيذه لأحد العمليات الإرهابية التي كلفه بها أمير جماعته (سيف) - أحمد راتب- يحاول «علي» التخلص من السيارة المسروقة التي نفذ بها العملية بعد أكتشافه انتشار الأمكنة البوليسية في كل الطرق مما يعوق حرية انتقاله، وقبل أن يترك السيارة يسرق حقيبة صاحبها (مصطفي) مدرس الفلسفة، وأثناء عبوره الشارع تصطدمه سيارة (سوسن) - شيرين- الفتاة الهادئة الرومانسية، يسقط «علي» مغشيا عليه، ويسرع «هاني» - مصطفي متولي- جار «سوسن» والذي شاهد واقعة الاصطدام من نافذته في حمل «علي» وإدخاله فيلا «سوسن»، وبعد عمل الإسعافات الأولية تضع قدمه في جبيرة ، وفي الفيلا نتعرف علي الأسرة التي حل علي ضيفا عليها، الأبن (محسن) - إبراهيم يسري يساري يعمل مهندسا للديكور، والأبنة (فاتن) - حنان شوقي- فتاة متحررة طالبة بالجامعة الأمريكية وتعمل بالإعلانات، والأم - مديحة يسري- والأب - صلاح ذوالفقار-.
يضطر «علي» للإقامة مع هذه الأسرة لعدم قدرته علي الحركة وللأختباء بعض الوقت عن عيون رجال الشرطة التي تلاحقه، تستدل العائلة علي شخصيته من خلال الحقيبة التي كانت معه، ويظنوا خطأ أن اسمه مصطفي ويعمل مدرس فلسفة، لم يتأقلم «علي» في العيش مع أصحاب المنزل، لأنهم من وجهة نظره كفره، يتصل بأمير جماعته ليخبره عما حدث له، ويطلب منه سرعة ترتيب خروجه من هذا البيت الذي يمارس فيه المجون والألحاد، بعد فترة من الوقت يتعرف «علي أو مصطفي» علي الأسرة ويبدأ في الانجداب إليهم بعد مناقشات ومواقف عديدة، وفي اللحظة التي يشعر فيها بعاطفة قوية تجاه هذه الأسرة وتجاه جارهم «هاني» القبطي، يطلب منه أمير الجماعة سرقة البيت وإستباحة أعراض نساءه، لكنه يرفض، ويصبح «علي» بين سندان الشرطة ومطرقة الجماعة في الوقت الذي تكتشف فيه الأبنة الصغري «فاتن» حقيقته، فلا تجد الرصاصات خير صدره لتسكن فيه، ولم يجد غير تلك الأسرة لكي يلجأ إليها لكن بعد فوات الأوان.
تنويعات بشرية
حرص المؤلف علي أن تكون العائلة ذات ميول فكرية مختلفة، وجاء هذا التنوع ليثري العمل ويظهر من خلال المناقشات التي دارت علي ألسنة الشخصيات داخل العمل في مواجهة مع الضيف الذي حل عليهم صاحب الفكر المتطرف والذي يكفر كل شيئ ليس عن اقتناع، وكأنه ترس في آلة شرسة تحاول حصد كل الرءوس بغرض تطهير المجتمع، ثم أمير الجماعة الذي يحلل لنفسه قتل الأبرياء وإراقة الدماء لتحقيق مكاسب شخصية لنفسه فقط، وهناك الفتاة الحالمة الرقيقة التي تتأثر بأبيات من الشعر، وشقيقتها المتحررة، وقد قوبلت هذه الشخصية بهجوم كبير حيث رأي البعض أنها فجة وتثير التحفظ ولم يوفق المؤلف في اختيارها، بينما ذهب البعض أن تصرفاتها وإن كانت غير مقبولة، فلا لا تعني أنها شخصية هلامية ليست موجودة بالمجتمع، وعلي النقيض نري الأخ اليساري والمثقف والذي يراقب ما يدور حوله ويكون في النهاية رأي يتفق مع ما يؤمن به، أما شخصية الأب والأم بحنانهما وعقلانيتهما فهما يمثلان قطاع كبير من الناس، هناك أيضا شخصية الكاتب التي ترمز للراحل فرج فودة، والذي يؤمن بالدفاع عن وطنه حتي ولو كلفه ذلك حياته، وجاء الشخصيات القبطية لتكمل هذا النسيج، وقد روعي اختلاف الشخصيات أيضا، فنري الزوج الهادئ المسالم، بينما زوجتها متزمتة ومتعصبة.
جاء مشهد مشاهدة المباراة في منزل العائلة.. من أعلي مشاهد الفيلم.. حرص فيه المخرج نادر جلال علي تصوير انفعالات الشخصيات أثناء سير المباراة، ومراقبة (علي) لهذه الانفعالت واندهاشه في بادئ الأمر، ثم تأثره بها وانجذابه وتعلقه بالزحداث الجارية حوله دون مبالغة أو قفز علي المعقول، وساعد عل ينجاج ذلك المشهد البراعة الفائقة في تقطيعه مصاحبا لتعليقاتهم، وإظهار ردود زفعالهم، ثم تأتي اللحظة الحاسمة والفاصلة الذي يعانق فيها «علي» الجار القبطي «هاني» بعد إحراز الهدف، ليذيب هذا الجليد المصطنع من الأفكار المغلوطة والواهية التي ترسبت ذهنه، ولتكشف في الوقت ذاته عن هشاشتها وضعف حجتها.
لاشك أن هناك صدمة قد حدثت للمتفرج عند ذهابه لمشاهدة الفيلم، فقد كان مترسخا في أذهان المشاهدين أنهم بصدد عملا كوميديا أو علي الأقل لن يخلو من الكوميديا، ساعد ذلك الشعور أن بطله هو عادل إمام الذي يحمل علي عاتقه هم إضحاك الناس، وربما فطن صناع الفيلم مبكرا لذلك، فعمدوا إلي تكثيف المشاهد العنيفة والوحشية في أول الفيلم تمهيدا لتخفيف وطأة الصدمة علي المشاهد، ولكسر حاجز التعاطف مع النجم المحبوب، وإلا سيفقد الفيلم رسالته، كما أنها إعلان عن بدء التعامل مع شخصية شديدة الدموية، وقد برع عادل إمام في تجسيدها إلي صورة مذهلة، استطاع أن يمسك بتفاصيل الشخصية بكافة أبعادها، وظهر ذلك واضحا من خلال التعبيرات الحادة الخالية من أي عاطفة، والملامح الجادة المليئة بالقسوة والعنف والتحدي.
لماذا الأرهابي
يعتبر فيلم «الإرهابي» من طليعة الأعمال التي ناقشت ظاهرة الإرهاب بجرأة وشجاعة، وجاءت المعالجة قوية ومقتحمة كشف كثيرا عما كان مستور، وردت الظاهرة لكثير من المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا من فقر وجهل؛ وما يمهدانه من أرض خصبة لاستشراء ظاهرة الإرهاب نتيجة لحاجة قطاع كبير من الشباب للعمل، وإن وقوفهم في طوابير البطالة سوف يفرز كثيرا من المشاكل، بينما خلق فرص العمل الكريمة واندماجهم داخل مجتمعاتهم سوف يكون له المردود الايجابي في نهضة المجتمع.
ولابد من الإشادة بصناع هذا الفيلم، وخصوصا عادل إمام بتجسيده لشخصية «علي عبد الظاهر» في وقت خشي الكثير من الاقتراب من هذه الأدوار أم عن تخاذل مقصود، وأما وعي مفقود بالكوارث التي قد تلحق بالبلاد نتيجة هذه الظاهرة.



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عام النكسة : السينما لم تدفن رأسها في الرمال
- سينما نجيب محفوظ : واقعية وجريئة
- المرأة والسينما والانتخابات
- سعاد حسني في ذكراها السابعة: حالة خاصة جداً
- فؤاد المهندس سفير الكوميديا
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب
- «الأم» في السينما المصرية.. نهر متدفق من العطاء
- فوضي حالات الاستثناء
- من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
- فلسطين 00 توابيت وأكفان
- وطن ينزف شعبا
- ضاقت مساحات الوطن
- يا جبل ما يهزك ريح
- شمعة حبلي بالنور
- إدوارد سعيد قلب المكان
- أمي الفلسطينية
- فرحة الدنيا
- العاشقة الصغيرة
- سمراء


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود