أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - وطن ينزف شعبا














المزيد.....

وطن ينزف شعبا


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 03:58
المحور: الادب والفن
    



يتساقط يوم بعد يوم ورود الوطن00 تجتث جذوره من عمق الأرض00ينزف حتي الموت00 حتي الشهادة00 يعيد إنتاج التاريخ العربي عبر الأزمان، ويكتب ملاحم البطولة00
هل صرنا منبوذين لهذا الحد00
وصارت أجسادنا جسرا للمأجورين الذين لا يفرقون بين الدعارة والحضارة00
نمارس الحياة سرا، والصلاة سرا، والنضال سرا، ونموت ونولد وندفن علنا تحت جنازير المحتلين0
تغتال الأيدي الآثمة كل ملامح مديتنا00وتشوه معالمها، وتغير أسماء شوارعها، وميادينها، وقراها، ومدنها، بأسماء عبرية ، ومساكن للقطيع00
تقتحم البيوت والحرمات، ويفتش داخل سراديبنا00 تفتح صناديق الذكريات00 وتبعثر ما فيها من حكايات00 تتطلع علي دواخلنا00 وتقرأ رسائلنا00 وتسرق صور الأموات والأحياء، وتشعل النار في كبريائنا وتحرق الاكفان00
«أيها الواقفون علي حافة المذبحة
اشهروا الاسلحة
سقط الموت، وانفرط قلب المسبحة
والدم انساب فوق الوشاح
المنازل اضرحة
والزنازن اضرحة»
أمل دنقل
ينزف وطني شعبا، يتساقط كأوراق الشجر في يوم عاصف0 فيضيع التاريخ، ويستبيح المكان00
صارت المدينة العذراء، مدينة أشباح00 يعشش فيها الصمت00 وينعق فيها البوم ليملأ أرجاء الحياة، فيولد من رحم العنقاء غولا يجتاح الضحكات ويحاصر الأنفاس0
يحاصر الوطن الجريح من أصغر طفل حتي رأس الدولة00 ينزف وطني شعبي كل صباح00 آلاف الأسري ومئات الشهداء00 ويجوع الأطفال حتي العياء0 حتي الهزال00 لكنهم كالجبال صامدون صمود الرجال، لا تشغلهم أكواب اللبن أو قبلة الصباح00 كلت المعاناة في عيون الصغار00
تتكحل الصبايا من تراب الوطن ملء الجفون والعيون00 وتتحني الأمهات بدماء أولادهن00 ويتقبل الآباء البشاير 00 ويرصد الطفل الحكاية بحجارة من سجيل0
تهجر المدارس الفصول إلي ميادين القتال لتعلم العالم أول دروس النضال00
ما أشقي الكلمات المذبوحة بدم بارد00 تكوي الاضلع ، وتنخر في العظام سوسا00
ما أشقي الكلمات المجروحة00 والكلمات المكبوتة00
ما أشقي أن نشعر أننا بلا ثمن 00
بعد اليوم العشرين أو الثلاثين لا أذكر علي وجه التحديد توقف العداد، أجهد من الأرقام المتوالية عليه من وكالات الأنباء ومصادر مطلعة، وأخري موثوق بها00 وشهود عيان00
أن الجرح فاق الحد 00 وصار كالدم في الوريد
وإن العهر فاق الحد، وأغرق الفيضان كل معالم مديتنا، وغدونا في المستنقع نرتشف الماء العكر، ومزيدا ومزيدا00
وصار السفاح رجل سلام00 تبرز من بين أنيابه هدايا أعياد الميلاد00 فيبث السم القاتل في وجه الضحكات 00
تموت الكلمات الصفراء والخضراء والزرقاء وتصريحات النخاسين00لتبقي فلسطين شاهد عيان علي أن البشرية ما عادت بشرية00 بل مرتع للخنازير الاوغاد00
في عصر الاستثناء والكلمات المطاطة00 يتكاثف دخان الانفجارات ليملأ المكان، يخنتق الهواء، ولا يبقي سوي البارود نتنفسه، من تحت التراب، من فوق التراب تتعانق الأجساد في الأجساد00 تتحسس حبات تراب الوطن00
من وجع القهر إلي وجع الحرمان تتراكم أوجاع الوطن00 وتتمزق الأحشاء في الأحشاء، ويصير الأبيض أسود، والأسود ترنيمة موت، ويغدو الوطن أغنية لكل الأوطان، ونشيداً بتغني به الأحرار، هل صار الموت خياراً أبديا؟! أم أن الأيام القادمة تحمل بشاير حطين00 هل في الأفق صلاح الدين، أم أن شعبي ألف صلاح الدين00
ينام الليل في عيوننا، ولا نغفو ، تتعثر الأقدام في الجثث الملقاة يمينا ويسارا0
تتوه مفردات اللغة في دهاليز المعاجم، تبحث في القواميس عن معني للوطن00 00
تباع الأناشيد القومية علي أرصفة اليتامي ودكاكين العجائز00 وعديد الأمهات00
تباح الأشياء والأعراض، وتنبت في القسوة أناشيد البطولة00
تلف الأيام بعضها، الماء مالح والقمح مالح00
هل غدونا مواطنين حتي إشعار آخر00 أم صرنا في الزمن الغاشم مؤجلين00
تضيق الرحلة 00 لكن تنمو في الاحداق الفكرة ، تبني ما تهدم وتلملم الأشلاء المبعثرة00
لا شئ يكسرنا00 فنحن ضد الكسر، وعبث اللاهين00



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضاقت مساحات الوطن
- يا جبل ما يهزك ريح
- شمعة حبلي بالنور
- إدوارد سعيد قلب المكان
- أمي الفلسطينية
- فرحة الدنيا
- العاشقة الصغيرة
- سمراء
- الموت00 ورائحة الياسمين
- تبت أياديكم
- ريم00 امرأة فلسطينية
- شهداء وعملاء
- فاتن حمامة : السير علي حافة الهاوية
- رسالة إلى امرأة غير استثنائية
- مارسيل خليفة: صوت البسطاء
- الراقصات والسينما


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - وطن ينزف شعبا