أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - 8 - روما - 2 (من مرثاة - كريم -)














المزيد.....

8 - روما - 2 (من مرثاة - كريم -)


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 08:40
المحور: الادب والفن
    



- مقاطع من مرثاةٍ بعنوان (كريم) -


دَرْبان ِ فقط إلى روما
فـُراتٌ وسرابْ
فعلى أيِّ الضفـَّتـَيْن ِ سَـنـَسْري
إنْ شَرَعْنا بلا ماءٍ ولا قمر ٍ
من ليل ِقـَريتِنا؟
والقـَيْدُ يَصْدَأ ُكالخريفْ،
ودربُ هذي الغابِ ملأى بالكلابِ النابحاتِ
وبالظنونْ؟
وكل القـُرى فقيرة ٌ لا تـُضيّـفـُنا
وهذي الذئابُ تـُلاحِق ُ منـّا الكفيف،
والنـَّملُ يـفـْتِكُ بالعيون؟

* * *

أنا ماءٌ
يا مدينة َالأحجارْ
أرُخامٌ وأجنحة ٌوخيولْ؟
أصِرْتِ عاصمة ً لأوهامنا الأسرى
وأنتِ أسيرة ٌ في الحِجارةِ البيضاءِ والمرمر؟
أميرة ٌ للذهولْ؟
لماذا تـَهزِميني،
كما يَدْحَرُكِ الغاليُّونَ مِراراً؟
عشِقتـُكِ من نظرةٍ أولى
ألا يَكفي ما بعينيَّ؟
ذبَلـْتُ هنا بين الحِجارِ وحيداً، كأني
لم أعِشْ بين الحِجارةِ في ذبولْ.
لِمْ تـُحيطين بي مُداهِمة ً؟
أو تـُلـْهِبي
حريقيَ، شـَزْرَا ًإليَّ، كنيرونَ
كأنْ لمْ تـَكـْوِك ِالنيرانُ
ولمْ يُطوّقـْـك ِالمغول؟

* * *

فيا روما لا تنظري
بدهشةٍ لغريب،
ففي ملامحي الشرقيةِ إعصارٌ ضَلَّ الطريق
كما ضلَّ وجهي بزقاق ٍفي غيرِ بغدادَ؛
فإن كانَ غيرُ بغدادَ لا يعرِفـُني
فـَلمن أبوحُ هنا بأنَّ الموتَ
في الشرق جرئٌ
كما في أزقتِنا؟
كحياتِنا؟
لذا مُقيمٌ هو في الوجوهِ وفي القلوبْ؛
إنه الموتُ الذي تعرِفينْ.

* * *

عُدْتُ إليكِ يا روما
لمَحْتُ جناحَيْن ِ،
هبطتُ كي أجُسَّهما، فكانا من مرمر ٍ
نـَبـَـتا على ظهرِ حصانْ،
فأنتِ تعودين في الليل ِكي تزدحِمي
رذاذا ًودُخان؛

ومن حَزَني.

* * *

ألهذا حزينة ٌ
كغيمةٍ كثيرةِ الشتاءْ ؟
فـَلـَمْ أ ُعِرْكِ من زمني!
ولا ظلوفُ الهان ِأتـَتـْكِ سيوفـُهم
إعصاراً شَماليّاً
ولا حوافرُ خَيلـِهِمْ قرَعَتْ أزقـَّتـَكِ
ولا اسْـتضَفـْتِ فاشيّـيكِ طويلاً؛
بل أنا الذي مُنِحْـتُ هذا العصرَمن مِحَني
ومن ماضِـيكِ،
وحاضِرِهِمْ.
فلماذا حزينة ٌبتماثيلك ِالبيضاءْ
يُعينـُها الرّذاذ ُعلى البكاءْ
كلَّ ليلةٍ بأصيافٍ وأشتيةٍ
أ ُبلـِّلـُها عندَ كلِّ تحليق ٍإليكِ،
وكلِّ إسفافٍ الى بدني؟

* * *

فهذا الحُزنُ يا روما
كان هنديا ً
وقد مرَّ بـِوادينا هناك
مسافراً غرباً،
أتاكِ مع اللغاتْ
سارقا ًملابسي البيضاءَ ،
يرتدي كفني.

* * *

لماذا أراكِ حزينة ً؟
أهذا انعكاسُ دمي في الرذاذ ِ؟
أم قطرة ٌ من مُزَني؟
أم لأني الآنَ في القلبِ؟
أم لأني غَرَفـْتُ بقلبي قطرة ً
من حزنِ العراق ،
سَرَقـْتـُها من وطني،
أخفـيْـتـُها هدية ً
لقلبِكِ؟
فلماذا تنظرينْ
لغريبٍ كغريمْ؟
ألأني جئتُ بالباقي سيولا ً في دمي
بحُزْنِِ كريمْ؟

* * *

هذا نصيبي
ممّا مَنـَحْتِ من حِصص ِالعبيد
لذا ترينَ دمَ العُـمْر ِيُرعِفـُني
والهمُّ في الليل ِالصريح ِ،
ذئبُك ِالنشوانُ،
يَلعَقـُني؛
فكلُّ شعرةٍ بيضاءَ
أفعىً على رأسي
لا فجرَ ولا أكاذيبَ نهارْ
وهذا همُّ أمّي مضاعفا ً
يأتيكِ كي يبقى
ويختبي مثلي هنا
لتحتارَ في سرِّهِ الأحجارْ.

* * *

لكننا ضيفانِ، وأنتِ كريمة ٌ،
فالحاجة الأ ُولى
للحكمة الكبرى
تجئ بنارٍ
تـبحثُ عن نيرون
عن هذا النيرونَ أو ذاك؛
فأنا الآنَ جُزءُك الغريبُ الصغيرُ هنا
جُرثومُكِ؛
فلربما تسألين
هذا القلبَ العظيمَ الذي يرتخي
في صدرك الحجري،
فهو يوماً قد شـَواهُ جنونُ
عن هذا الحريق ِالذي في رئتيَّ،
فمن تكونينَ،
ومن أكونُ؟



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 - روما 1
- 7 - فسيلة
- الكهف 2
- أنت معنى (مقاطعٌ من مرثاة بعنوان - كريم -)
- مقاطع من مطولة بعنوان -كريم- (
- مقاطع من مطوّلة بعنوان - كريم -
- مداعبات مهموم - 4 - حيوان كاتب
- ملاحظات في الكتابة عن الدين. 1 - المقالات المعادية وحرية الر ...
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثالث
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثاني
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية
- أمتعة
- الجِزَم
- شاهد عيان:- ساهمتْ زوارق السفارة البريطانية في دجلة بانقلاب ...
- -ما يستترُ به الصائدُ-: السبب والذريعة في اللغة والتأريخ
- إنهيارُ القارّات
- حَيْرة
- قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - 8 - روما - 2 (من مرثاة - كريم -)