أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - 8 - روما 1














المزيد.....

8 - روما 1


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 08:48
المحور: الادب والفن
    



- 1 -

أتـَتْ روما إلينا لتــَمْنـَحَنا
خوفاً وكفـّا ً لمسامير الخشب
فالرّاحُ التي لمْلمَتْ فينا شظايانا
أو مَسَحَتْ عمىً عن عين ِالفرحْ
وُهِبَتْ أرساغـُها فأسا ً
وأغصانا ً مُرَوَّسة ً تخطو
في ثقوبِ الصليبِ وئيدا ً؛
فبكل طرْقةٍ من فأسِ الحجر
تـَمُرُّ قوافلٌ
من خَرْمِ الحقيقة،
وليسَ من صَفـْح ٍ يَهَبُ القلبَ انتقاما ً
فإصراراً في البقاءْ ؛
فإن تـُدِرْ خدَّك للضاحكينَ
تطرحْ دُرَّة ً أخرى
من سُوَيْعاتِ ما تبقـّى
لعمر ِحِكـْمَـتِـنا القصير
قـُدّامَ حَشـْدٍ من خنازير،
فقد ظلَّ أبوكَ مُغـْـمَضَ العينين
عن خسائرِنا
وعن العبيدْ،
ألـَمْ تـَدْر ِ ما الزُّحمة؟
فمراتٍ كثيرة ً تخسَرُ الأرضُ
ألفِيّاتٍ من الحكمة ،
ثم تبدأ ُمن جديدْ !
فقدْ تعوَّدْنا أنْ يَـكسِبَ الحربَ أحيانا ًكثيرة ً
ويكسِبُها غدا ً
من متّّ منـّا
الى ماض ٍ بعيدْ ،
فهو أغنى، وهو أقوى،
ففي هُلام ِدَم ِالفقر ِحَديد؛
ويظنُّ العبيدُ أن جيوشَ روما الخفية َ
ستبقى في الحقول ِلمسْح ِالوقت
وتجفيف الغيوم
وقد تغادرُ
قبل نـَضْج ِالحبوبِ في الأصياف
ثم يغدو الجنودُ عبيدا ًكذلك
فلمّا لـَمْ يزحف العبيدُ إلى روما
ماتَ الله ُ مرة ًأخرى
ولكنْ،
في بَدءِ الربيع ِمن كل دهرٍ ميتٍ ،
في التلال ِالضاحكة،
حينَ كان النسيمُ يحملُ الآمال
إلى صِقِلية َ
فيُغرِقـُها بحرُ الجنوب،
هناك بلبلٌ خلـَّدَ الألحان
لدى الأحفادِ في ذاتِ التلال
في حديث عن الحبِّ والأحزان ِ
والخبزِ والثورة
وموت سبارتاكوس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في كتاب "التجديف" لليونارد ليفي هناك فصلٌ فريدٌ بعنوان "محاكمة اليهود لعيسى" ص 15-31 يحلل فيه الكاتب علميا ويورد الأدلة المعقولة على ان عيسى لم يُعدَم من قبل الرومان لأسباب دينية، فلم يكن الرومان يُبدون إهتماماً كبيراً بالمشاكل الدينية في شرقي المتوسط في تلك الحقبة؛ ويُقيم الكاتب أدلة مقنعة على ان عيسى كان مناوئاً لاحتلال الرومان لبلاده، إذ ان ما كان قد حدث عام 6 ميلادية، اي قبل المحاكمة بحوالي ربع قرن، هو انْ قمَعَ الرومان تمردا في الجليلي وقاموا بصلب اربعمائة من الشباب اليهود، ويبدو أنهم أجبروا كبار رجال الدين اليهود على التعهد بمنع أي تمرد مماثل في المستقبل؛ ثم جاء عيسى "ليقلب العالم راسا على عقِب" (الأعمال 17:6 ) (تشير مصادر اخرى الى ان اتباع عيسى كانوا مسلحين بالسيوف) ولقد حُكِم عليه بالموت بالاجماع ليس لأنّ كيافاس، زعيم اليهود، شق ثوبه أثناء المحاكمة، وهي عادة قديمة بائسة للتعبير عن بالغ الأسى والرعب، بسبب تجديف عيسى أو بادعائه بأنه هو المسيح او بسبب تهديده بتدمير المعبد، بل أن المجتمعين فضلوا التخلص من عيسى على تقديم عدد هائل جديد من الضحايا؛ فلو كان السبب دينيا لرجمه اليهود حتى الموت ، كما كانت العادة، ولكن الرومان صلبوه وكان هذا ما يفعلونه دائما مع المتمردين على سلطتهم من سكان البلدان التي كانت تحت وطأة احتلالهم. رب معترض يقول ان الكاتب يهودي وان هذا يتضمن تبرئة لليهود، لكن هذا الكتاب الضخم (حوالي 700 صفحة) لم يُكتب لهذا الغرض إنما هو استعراض كبير بنظرة موضوعية وشاملة لتأريخ اضطهاد الحركات الفكرية الجديدة في العالم بحجة التجديف . *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* Blasphemy, Verbal Offense Against the Sacred, from Moses to Salman Rushdie, Leonard W. Levy, Knopf, 1993.



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 7 - فسيلة
- الكهف 2
- أنت معنى (مقاطعٌ من مرثاة بعنوان - كريم -)
- مقاطع من مطولة بعنوان -كريم- (
- مقاطع من مطوّلة بعنوان - كريم -
- مداعبات مهموم - 4 - حيوان كاتب
- ملاحظات في الكتابة عن الدين. 1 - المقالات المعادية وحرية الر ...
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثالث
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثاني
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية
- أمتعة
- الجِزَم
- شاهد عيان:- ساهمتْ زوارق السفارة البريطانية في دجلة بانقلاب ...
- -ما يستترُ به الصائدُ-: السبب والذريعة في اللغة والتأريخ
- إنهيارُ القارّات
- حَيْرة
- قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات
- تغيُّر الدِّيلَما


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - 8 - روما 1