أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله الداخل - مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثاني















المزيد.....

مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثاني


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:40
المحور: كتابات ساخرة
    


الجزء الثاني - ولكنه مُزاحٌ كالقتال ِ- حذارِ ثمَّ حذارِ من الجمل الاعتراضية الطويلة!

أما الكهرباء (التي هي "كالكهرباء التي تسري بأسْلاكـُو"، كما يقول سلمان المنكوب او زميلٌ له، في الشعر الفصيح الذي يليه بيت الأبوذية: "بَسْلاكْ" في تسجيلات شرهان كَاطع وشركاه لـِمِتِدْ - ساحة أم البروم - بازره) فإنَّ أسرار الاهتمام الاستثنائي بها وتطويرها معروفة وأهمها هو ضرورة أن يرى أحرارُ هذه الأمةِ بأم أعينهم كما يرون في رابعة النهار البونَ الشاسعَ بين نوعين من الأنوار: النورِ السعيدِ القديمْ، والنورِ الجديد (الذي سيكون لمالكهِ أشدَّ إسعاداً لكونه ’كاملاً‘ دون شكٍّ أو ريبٍ أو ظنٍّ لا سَمَحَ الله!)؛ كما أن هناك سرّاً مهمّاً آخَرَ هو أن العراقيين، بقيادة الاخوة الأحرار العائدين من المنافي، وبمؤازرة جيش التحرير المظفر، بقيادة الرئيس المؤمن جورج، سوف يحتفلون بإعادة النور الى وطنِهم ودورهِم ومعاملـِهم ومستشفياتِهم ومعاهدِ العلم الحقيقية (معاهد "العلم" الدينية تكتفي بضوء البُطل حيث تخرج فتيلة البردي من العجين، أو التمر إن لم يتوفر) والتي ستأتيهم من مولدات الدورة ودبس وغيرها بعد تجديد شبابها في الثامن عشر من اكتوبر عام 2031 في الذكرى المئوية لانتقال Thomas Alva Edison الى جواره ربه، رغم كونه ملحدا، وعندما يكون آنذاك قد مرَّ نحوٌ من ثلاثين عاما or thereabouts على التحرير وعودة الأحرار من المنافي، وهي المدة المتفق عليها بين القيادةِ الحكيمة لقوات التحرير المظفرة وبين الأخوة قادةِ الأمة (الأحرار العائدين من المنافي)، هذه المدة التي حُدٍّدَت في اتفاقية الصداقة العراقية الأميركية والكافية لتصريف المياه الثقيلة السوداء المتراكمة دهوراً في حقول وآبار كركوك؛ إذ بانتهاء تلك المدة ربما ستكون السيارات التي تسير بقوة البطارية، وقوّة الرب الذي في الطابق الأعلى كما يسميه رَيْكَن the Guy upstairs ، قد ملأت الشوارعَ من نيويوركَ الى "لـَوْسَ أنجلس ٍ"! بعد ذوبان ثلوج القطبين واختفاء بضعة جزر وغرق نخلة الخليج وفنادقها وبقية المشاريع الانتاجية الصناعية والزراعية الحديثة المهمة لمستقبل الأمة، وغزو البحر لهولندا (وغيرها من البلدان التي لا تستوجب الذكر ابدا لصعوبة أسمائها، كبنغلادش على سبيل المثال)، وانتشار سرطانات الجلد في البشرة الأوربية البضّة واصطفاء مرضى الربو الى جانبه دون استثناء أو تمييز لا سمح الله أو فرق بين عربي وأعجمي إلا بالأوكسجين الخاص في البيوت القديرة والأماكن الأخرى ذات الميزانيات الخطيرة، واختفاءِ الكثيرِ من مصنـّعي السيارات وميكانيكيّـيها وصدورِ أوامر مشددة في سويسرا والسويد بمنع محركات الإحتراق الداخلي مثلما يُمنع الآنَ الإحتراقُ الداخليُّ للتبوغ و"مثيلاتِها" في الأماكن العامة في كثير من البلدان!

وما حاجة المؤمنين في العراق الى كهرباء؟ فاستعمالها يمكن ان يكون تقليدا للكفار، خاصة المصباح الكهربائي وأشباهه من البدع الكاذبة، التي لا يمكن أن تـُعَدَّ حسنة عند الله، فكيف يمكن لـ"خيط بكرة" ان يستمر في الإشتعال ثلاث عشرة ساعة ونصف؟ أليس هذا هو شر النفاثين في العُقـَدْ؟ أليس أديسن هو القائل قبل مائة عام:

* "I have never seen the slightest scientific proof of the religious ideas of heaven and hell, of future life for individuals, or of a personal God."

*"So far as the religion of the day is concerned, it is a damned fake. Religion is all bunk."

*"I am an aggregate of cells. Nature made us. Nature did it all, not the gods of the religions."

*I do not believe that any type of religion should ever be introduced in the public schools."
فلعنة الله عليك وعلى من قلدك وليحترق كل من مسَّ كهرباءك الى يوم القيامة وقبلها، آمين!
لكن ليس في الكهرباء تقليدٌ لليهود والنصارى لأن تقليدَهم في بعض الأمور، لا كلها، حسنٌ عند الله، وكما يقول ابن عثيمين في الاجابة على السؤال 177: "التشبه بالكفار هو التشبه بلباسهم وحلاهم وعاداتهم، وليس معناه أن لا نركب ما يركبون، أو لا نلبس ما يلبسون، لكن اذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم فلا نركب على هذه الصفة، واذا كانوا يفصلون الثياب على صفة معينة خاصة بهم فلا نفصل على هذا التفصيل، وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها ونفصّل من نوع النسيج الذي يفصلون منه." (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين)

وإذا استعصى عليكَِ فهمكَِ لكيفية التطبيق العلمي لتفسيرابن عثيمين فيما يخص اللباس والركوب فيتوجب عليكَِ قراءة مقال "فهم الدين في تفصيل ياقات الأيرانيين"! وكتاب " فروق العرقجين في لباس رجال الدين" الذي يشرح، باسلوب علمي حديث ورائع يُضاهي اسلوب راندا شوقي الحمامصي، أهم الفوارق في تفصيل واستعمال غطاء الرأس المدور ولماذا يكون أسودا وصغيرا عند اليهود (وطريقة تثبيته في الشعر باستعمال الماشة، وهذا الفصل من الكتاب مهم جدا إذ يحتوي على بدائل الماشة في الصلع) ولماذا يرتدي البابا عرقجيناً أكبر قليلا لكنه أبيض وذو(كركوشة) في نهاية خيط منتصب في أعلى الوسط، كذيل سنجاب صغير، (من المؤمل أن هذه الكركوشة سوف تغطي بُعَيْدَ استقبال البابا من قبل الرئيس جورج المؤمن بالله ورسوله عيسى على موضوع خمسة آلاف اعتداء جنسي على الصبيان في الكنائس الكاثوليكية في الولايات المتحدة ومحاولة تقليص مبلغ تعويضاتهم من أربعة بلايين دولار الى إثنين، والعمل كما تقتضي ضرورة البزنس في الاعلان عن البضاعة الكاسدة بعد احصائيات التقدم العلمي بين السكان وانحسار المسيحية)؛ وهناك فصل ممتع يوضح لماذا وكيف تطورت العرقجين عند المسلمين لتكون أكبر وأعمق!

ولا تخفى عليكَِ ضرورة تعزيز مبادرة النظام السابق في العودة الى نظام العشائر الذي يوحّد الوطن العراقي الجديد دون ثمة شكٍّ أو ريبٍ أو ظنٍّ لا سمح الله لأنّ بعضَ الظنِّ إثمٌ، تماما مثلما أن قليلا من الشك، قد يؤدي الى الكفر، مهما كان، لذا وجب تجنبُه، بضمنه الشك العلمي skepticism طبعاً، لأن العلم هو، في "الحقيقة والواقع"، فقط "علم العلماء"؛ رغم أن مبدأ الشك العلمي تستعمله الحليفة الطبيعية، الادارة الأميركية، في الحد من تقدم البيولوجيا الحديثة على نطاق "سكاني" في بلادها هي، لأن العلم الحديث أخذ يتغلغل في صفوف السود والبيض وحتى "الأسبان" وبدأ بالتهديد الجدي لمكانة المسيحية في طول البلاد وعرضها، ولا بد للعالم من "تصاميم ذكية" وزيارات بابوية لتصحيح مسارات العالم وتقويم اعوجاجاته، (لذا فالمهمة الملحّة الآن استدعاء الجميع بضمنهم بيير كارْدِنْ وأمثاله قبل أن تضيع الفرصة هنا ويؤدي العلم الى ما قد يشبه، بشكل من الأشكال، ما حدث في روسيا عام 17 من القرن الماضي!)

وكذلك، كما لا يخفى عليكَِ، الإهتمام الفائق للعادة بالخدمات في العراق كالطب (ليست هناك احصائية واضحة كم قـُتِلَ وهُجٍّرَ من الأطباء في العراق)؛ وكذلك خدمات الماء الصافي والخابط للحدائق والمياه الثقيلة وخلط الأنواع الثلاثة خلطاً خلاقاً، بنـّاءاً، وتربية الأسماك والاصطياد فيها!

لنعد الى موضوعنا. مَنْ منـّا يهمه كيف استقبَلتْ بعضُ عوائلِ جنودٍ مقيمين في الولايات المتحدة مَنـْحَ قتلاها من الشباب الجنسيةَ الأميركية َبعد مقتلهم في العراق؟ ليس هذا مهما لنا لأننا غير متأكدين أن مَنْ يموتُ من أية جنسية يُمكن أن يُمنـَحَ الإقامة َالدائمية في أيٍّ من شَـقــَّيْ العالم الآخر، "العالمِ الجديد"! لكننا، وتلك مصيبة، نرى كيف يودّعونهم قبل إنزال توابيتَِـهم في حُفـَرٍ مستطيلةٍ في الأرض:

إنهم يُطلقون الرصاص على أرواحهم سبع مرات! كي يدفعوها بالرصاص الى الأعالي لتواصلَ طيرانـَها نحو الجنة وحتى الطبقة السابعة، فلكل طبقةٍ رصاصة، فهي غير قديرة على الطيران لوحدها، وليس لأن هناك تعمداً في أن تتم معاملة أرواحهم الطاهرة كما تـُعامل الأوزّاتُ الكندية المهاجرة! لأن منح الإقامة الدائمية في الأرض يحمل من المعاني الخالدة ما لا تحمله أية مقبرةٍ ولا أية فكرة يوتوبيّـة عن السعادة في أيما مكان؛ أما مدى تحقـُّق أحلامنا، على المدى الأبعد، في سعادتنا المشروعة جميعاً في أعالي الفضاء الخارجي، التي نطمح اليها على علاتها ومشاكل مشروعيتها، هنا، فيما بيننا، فهذا دون ثمة ريبٍ من شأنهِ هو وحده، ولا إعتراض على ذلك، فله شؤون! ولمَ الاعتراض يا تـُرى؟ إعتراض؟ أعوذ به وحده، الاعتراض نوع من الديمقراطية! فهذه بدعة دون شك لأنه كان موجوداً قبل اختراعها؛ ولأن مجرد تفكيركَِ بالإعتراض سيوحي للمؤمنين بأن "يرموكَِ" بالنار فتنتقلُ روحُكَِ على حين غرة، أسرعَ من ضوء اينشتاين، الى النار الكبرى حيث تـُمنح روحُكَِ الإقامة الدائمية وحتى قبل أن يمنحوا اللهَ الغفورَ الرحيمَ فرصة التفكير وقبل أن يأتي دَوْرُهُ هو باتخاذ قرار ختامي بشأنكَِ! فوكلاءُ الله في الأرض، كبارا وصغارا، من داخل العراق ومن خارجه، من سنته وشيعته وقوات احتلاله المسيحية وشركات حماياته اليهودية (وسياراتها الملغومة، بسوّاقها المُغفـَّلين، وريموتـْكونترولاتها)؛ ومن قادته الأحرار القادمين من المنافي، وأمراءِ المؤمنين الذين هبوا هبة رجل واحد من الخليج وشبه الجزيرة، كاليمن مثلا، لتقليص التضخم السكاني في شمال الوطن الكبير وأخذ الثأر العربي لما حلَّ بالأمة عام 90 وما تلاها في الكويت والخفجي وغيرها، فكلهم جميعا أسرع منه عزَّ وجَلَّ في اتخاذ القرارات الحاسمة وتنفيذها الفوري، فهم جميعاً يحفظون قوانينـَه وشرائعَه كلـَّها عن ظهرِ قلبٍ، ولديهم وكالاتٌ عامة في التصرف الحر والسريع والحاسم ولاريب انها وكالاتٌ مصدقة ومتوارثة ويمارِسُ تنفيذَها الجميعُ على اختلاف مشاربهم ومآكلهم وأطيافهم، وهم يمنحون العراقيين جميعا كما يمنحون بعضهم البعض الإقامة الدائمية في العالم الآخر، بشقـَّيْهِ، بمختلف الوسائل والأساليب، إذ ليس المهم هنا الوسيلة وانما الهدف! ولهذا نرى أن الله قد وضع ثقته التامة في الأيدي الكريمة لعباده الصالحين من المؤمنين من مختلف الأديان وتعدد الجنسيات، ومن القادة الأحرار الميامين الأمناء، فأخلد الى راحةٍ أطول بكثيرٍ جداً من راحتهِ في اليوم السابع بعد انجاز مهمته العسيرة التي دامت ستة أيامٍ بلياليها في خلق هذا الكون ذي اللانهاية البائسة، وبعد أن خلق هذه الحجارة التافهة وبصق فيها ماءه ومن ترابها عجن خُمرةً طينٍ بقدميه بهمةٍ (مثلما عاد العراقيون الى هذه التكنولوجيا مؤخرا لبناء دورهم الحديثة) دون أن يخلط آدم وحواء بالتبن، ولذا جعل احد ابنيهما يتفطر غيرةً على الله من أخيه لأنه لم يتقبل قربانـَه (وفي هذا درسٌ في الحب العائلي) فيقتل أخاه لكي نولدَ جميعا فيما بعد من صُلب مجرم خطير، ولا ندري مَنْ مِنْ أخواته أحَلــَّها اللهُ عليه وتزوّجها، ولا ندري كيف تزوجتْ ذريتـُه أو ذرية آدم من بعضِها فنكون جميعا لـُقطاء تأريخياً! وهكذا، فما نحنُ، كلنا، بنو آدم وقابيل، سوى مجرمين، أولاد زنا، لا بد أن تحلّ علينا لعنتـُه المرتقبة، يوم تحين الـ Armageddon، يوم المعركة الفاصلة، حين يَبْيَضُّ وجهُ الله وتسْودُّ وجوهُ البشر، فيتم نقلـُهم من هذه الدنيا الى هناك ليتم حسابُهم العسير.

ووسْط هذه الفوضى يقف جيشُ التحرير العالمي (الذي جاء العراق لا من أجل النفط والخامات الأخرى بل للتحرير وللحفاظ على الحرية والسلام) وقفة رجل واحد مع الأخوة الأحرار العائدين من المنافي ومع الكثير من المؤمنين، القادمين من الخليج وشبه الجزيرة، ضد استعمال العنف من قبل السكان المحليين لأن هؤلاء ربما استوردوا العنف وتعلموه وذلك بتقليد ما كان الفرنسيون يفعلونه بين عامي 1940-1945 أو مما فعله غيرهم من أقوام جوج وماجوج في جنوب شرقي آسيا، بل بلغت الجرأة بهؤلاء السكان المحليين تقليد ما كان يفعله "الأميركان" ابان الثورة الأميركية ضد الاحتلال البريطاني قبل 1776، ولكن حين لم يكن الأميركيون أميركيين بعد، قبل أن "يـُمنـَحَ" السكان الجنسية الأميركية، عندما كانوا "أجانب" وعندما كان معظم سكان العالم الجديد آنذاك "حثالة مجتمع" مكونة اساساً من الخدم البيض (شبه العبيد، المستوردين من أوربا عبر المحيط الأطلسي، والذين ظلوا في "الخدمة" سنين طويلة، ربما العمر كله، حتى تسديد أجرة السفن التي أقلتهم عبر الأطلسي الى العالم الجديد) والعبيد الحقيقيين (الأقنان السود الذين كانوا يُباعون ويُشتـَرَوْنَ مع الأرض والذين جُلـِبوا من أفريقيا بحشرهم نياماً في أقفاص حديد، في عنابر السفن، لا يزيد ارتفاع القفص على 18 إنجاً أو 45 سم، حيثُ كان يصل ثلثٌ منهم الى العالم الجديد وأما الثلثان الآخران فكانا ينتقلان، تدريجيا، الى جوارالرب بسبب الافراط في جودة الأطعمة والعطور المنبعثة من أجسادهم وفضلاتهم في العنابر لبضعة أشهر فقط وحتى ترسو السفينة في شاطئ الرحمة حيث تبدأ جنة العمل في مزارع القطن والتبوغ في أرض الله الواسعة الفضاء والرحمة)؛ وهذا التحذير ضد عنف السكان المحليين أمر أساسي لأنه يبدو ان كثيرا منهم قد لجأ الى العنف ضد قوات التحريرمنذ اليوم الأول لتحريرهم، ناكري الجميل هؤلاء! إن العنف أمر مدان ولا يحق استعمالهُ لأحدٍ لأن استعمالَ العنف إضرارٌ كبير للمصلحة العامة، وهدرٌ للدماء، وتخريبٌ للممتلكات!

لنـَعُدْ.

يتناول التحقيق عوائل جنود نصف أميركان (معظمهم من أميركا الوسطى والجنوبية) والمواقف المتباينة لهذه العوائل من منح القتلى الجنسية الأميركية، جنسية العالم الجديد الحقيقي لا الخيالي، التي تختلف عن دفتر النفوس الذي قد يتبادر الى ذهنكَِ، وعن الجنسية التي تمنحها مديرية السفر والجنسية، أو هوية الأحوال المدنية أو دفتر الأحوال العسكرية، فهذه الجنسية تؤدي الى الجنة، وهي تختلف طبعا عن جوازات السفر المؤدية الى الجنة مثل صكوك الغفران أيام زمان، وهي جوازات مزوّرة؛ أو "مفاتيح" القرن الماضي، الأصيلة، التي كانت تـُمنح للمقاتلين الايرانيين في الثمانينات كي يستطيعوا بها دخول باب رضوان، وتجاوز الأعداد الغفيرة (ضرب السره) التي وقفت طوابيراً وحشوداً محشورةً، (من أحفاد إبراهيم، شيخِنا العاقل الذي لم تراودْه على الإطلاق وساوس الجريمة "الخنّاسة"، والذي كان موشكا على تنفيذ إرادة الله بذبح إبنه الوحيد في مكانٍ ناءٍ، لولا تدخل الله ثانية ً بوضعه كبشاً على مقربة منه)، وتلك طوابير شبيهة الى حد ما بطوابير الخبز وحشوده المحشورة في مصر في هذا العصر؛ ويبدو أن رضواناً هذا قد قفل بابه و"ضيّع المفتاح" على حد تعبير حضيري أبي عزيز، حيث لم يكن قادرا على مواكبة الزحام، لأن الكومبيوتر ليس سائد الاستعمال بعد، ولم نعلم سر المفتاح لحد كتابة هذا المقال، كما لم نعرف كيف "صُمِّم" وأي ذكي صممه، ولا كيف تم الحصل على الـ software الخاص بهذا المفتاح المعقد، الشبيه بمفاتيح المرسيدس أو الفولفو، لكي يتم تصنيعه على عدد أولئك الذين قـَضوا نحبهم في القادسية المجيدة!

وهذا التباين في مواقف عوائل الجنود القتلى (الذين منحوا الجنسية بعد موتهم في العراق) يُعَدُّ "تمزٌّقاً" دونه تمزق العوائل العراقية التي تدخل صواريخ الهليكوبترات دورَها من الشبابيك بطريق الخطأ؛ ولكن المشكلة أنهم يقولون أن 109 من هؤلاء الجنود قد قـُتلوا في العراق، فإن ما يَـلـْفِتُ البصرَ والبصيرة هنا هو ليس منح الجندي الجنسية بعد موته رغم أن في هذا أيضاً حكمة كبيرة تشبه الى حد كبير حكمة الجنـّة التي تجري من تحتها الأنهار حيث تتوفر لهذا الجندي نفس طموحات شهيد من القاعدة، أو غيرها من منظمات الله المسلحة (حيثُ سيجلس كلاهما على نفس المصطبة وهما يتطلعان الى الأنهار تحتهما) أو هي نفس أحلام طفل برئ يجلس متربعا على الأرض في أفغانستان ينود على كتابٍ يحفظه عن ظهر قلب في الكتاتيب (مَدْ راسه! madrasa)، بنفس الطريقة والتكرار style and frequency الذي ينود بهما يهوديٌّ يواجه حائط المبكى، حتى ليُخيَّل لنا، وبعض الخيال إثمٌ دون ريب، أنه يستمني هناك على جدار التاريخ! وهم جميعا يحلمون بالذهاب الى نفس المكان حيث سوف يُجبرهم الله على الجلوس سوية وعلى الصلح والحوار واحترام الرأي الآخر؛ حيث سيجلس على الحشيش، هناك، في الأعالي أيضاً، مثلما تعلمنا في طفولتنا، الذئبُ والخروفُ سوية يداعب أحدهما الآخر، وكذلك يفعل الأسد والغزالة يقبّلان بعضَهما في حوار عن الصفح والمحبة والسلام! إنه نفس السلام الذي ترحل اليه الأرواح من مختلف الأديان حتى دين النصاب الكبير (دالاي لاما) المعفو هو وأجداده من عجلة الموت، لكي يستمر، عَبْرَ الـ BBC والـ CNN استاذا للبشرية الصينية التي يجب عودتها الى الأفيون الذي نسيته منذ 1949! ودالاي لاما لا يرتدي عمامة، فهو قد خلعها منذ زمن متهيئاً لدخول الجنة التي يؤمن بها زملاؤه ويقول هو أنها غير موجودة بل مجرد أمنية ولهذا فان شعبيته تنمو باستمرار بين مثقفي العرب لأنه "فيلسوف" ويتحدث بانجليزية واضحة ويرتدي الأحمر الغامق!
_________________________________________________
(ملاحظة قانونية مهمة: إن استعمال "التحريك ’الثنائي‘" أي النصب والجر معاً، اي استعمال الفتحة والكسرة فوق وتحت كاف أو تاء المفرد المخاطب (للجنسَيْن في آن واحد) قد أصبح ماركة مسجلة دولياً باسم كاتب المقال، ولا يحق، قانونياً، لأحدٍ استعمالـُهما هكذا إلا بموافقة خاصة، لذا وجب التحذير، وقد اُعذِرَ من أنذ َرْ!)





#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية
- أمتعة
- الجِزَم
- شاهد عيان:- ساهمتْ زوارق السفارة البريطانية في دجلة بانقلاب ...
- -ما يستترُ به الصائدُ-: السبب والذريعة في اللغة والتأريخ
- إنهيارُ القارّات
- حَيْرة
- قلعة صالح - شمسٌ وريحٌ ونهرٌ ونخيلْ
- الأمم المباركة والأمم المارقة!
- عمى الجهات
- تغيُّر الدِّيلَما
- من يوميات مفتش بسيط
- الخسارة -3- (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ...
- تعاريف خطيرة لحدود بعض العصور
- الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري ا ...
- مِطرقة
- الخسارة 1 (من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط- ...
- مطارَد
- جئتُ الى كاوَه (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر ال ...
- جئتُ الى كاوه (مقاطع من مطولةٍ بعنوان -تداعياتٌ من العصر الغ ...


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالله الداخل - مداعبات مهموم - عوائل تمزقها الجنسية - الجزء الثاني