أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط-)














المزيد.....

الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط-)


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


وأردف يحيى:
السجنُ مخيفٌ إذا اكتظ َّ،
أرواحا ًودماءْ
نكتظ ُّ غداً،
نأكلُ بعضَـنا، وتنطفي
بعضُ مصابيح السماءْ.

حَلـَمـْتُ الليلَ بعالـَم ٍ فيه قليلٌ من حُبٍّ
وقليلٌ من كـَذِبٍ،
صحوتُ في الصباح ِ، فكنتُ غريـبا.

وصاياكَ، موسى، تصدأ في حضارتنا
فنحنُ نظنُّ الشرَّ عميقا ً فينا
في الصدر وفي القلب
والناسُ في الأريافِ ما زالوا يمارسون الخيرَ
والخيرُ سيأتينا
لمـّـا يخطو الرَّقصُ بنور ليالينا .

والسجن مِعْصرة ٌ للروح ِ وللقوم ِ ولليوم ِ،
وفينا لابُدَّ أن يكبُرَ السجنُ
فالعدلُ لمْ يقـُمْ بعــدُ والسجنُ يبحث عن فضاءاتٍ جديدهْ:

بُني السجنُ المركزيُّ في العراءْ (بعيداً عن المدينهْ)
نمت المدينة ُ والبيوت (واكتظ بالتفكير كلُّ فراغ)
وصار السجنُ وسْطـَها (وازدحمْ)
كان لا بد من سجنٍ جديد ( يُبنى كذلك في العراء)

في سجن ِ اليوم ِ ما تنفس شاعرٌ
لحظة َتفكيرٍ من تعذيبٍ
كي يَحْلـُمَ بالإعدام الفوري .

كنتُ طفلا ً ببغداد عثـّرني الشَّيبُ، بلغتُ من السنِّ عتيّا ؛
مَن هذا الغريبُ قربَ جدار السجن ِ
يعتمِرُالحنانَ، هل جاء يسَـنـِّـدُني؟
هبّـت علي من سجون المعظم ِأحزانٌ وآمالٌ
وفي العشرينْ: شاب رأسي
كانت الآمالُ تأتي من أصابع السجناءِ، حنـّاها الدُّخان
فتصقـُلها الأقلامُ
لم يكن في سجون البئرِ قطرٌ
سوى الفارغات من القناني
وكان السوءُ ينسج حُـلـَّـتـَهُ، ونفسي تراقبني كسجاني
كأنَّ اللهَ تحسَّر في الريح ِ السَّـموم ِ،
كمن يدري ما أعاني!

في غبارٍ جاءَ قريتـَـنا عُراة ٌ جانحونَ
صدورُهم دماءٌ مبللة ٌ
بفؤوس ٍحجرية
ورماح ٍبنصال ٍ سودٍ حشروها في أغصان ٍ فـُدِعتْ،
لـُفـّتْ بسياطٍ مستهلـَكةٍ
جاءوا من بعض ِ كهوف ِالأرض ِ
دخلوا بغدادَ مغولاً، وجاؤوا غرفتي يمشّطونَ كلَّ كتابٍ
ويُحصونَ الحروفْ
وأسمعُ الناسَ،
صَرخاتِ جيراني، وأبعدَ الحََــسَرات،
وكانَ المصيرُ الزاحفُ في الدُّورِ سيأتي القريةَ َبيتاً بيتاً
وينشرُ جُـنـْدٌ خوفاً، طبلاً بغباءِ العسكرْ
ويكونُ القتلى من فقراءِ القوم ِ كعادتهم.

يموتون بليل ٍ، حين تـَخجلُ الأقمارُ
ويؤلمنا خوفُ طيورْ
تحارُ في التبكيرْ
حين تنادي وليس من ضوءٍ هنا الآنَ
فهذا الجزءُ من الأرضِ لاتراه عينُ الشمس
يرفض أن يدورْ
فتعطلتْ ساعاتُ الظلام ِ
وحلـّت بقريتنا ذئابٌ
تنتقي صغارَ البناتِ في الليل فتأكلـُها
فاخترتُ بعضَ ظلالِ أشجارٍ تدلـّتْ منها خَوْخاتٌ
من حجر ٍ، ورؤوسُ أفاع ٍ
وحزنتُ للسجناءْ
وللكـُرْدِ والفقراءْ .

الإرهابُ يُسمِعُ الشعبَ خطوَه
لمّا تـَهُبُّ ريحُهُ وتـُدَقُّ طبولـُهُ
يُعِدُّ ما اسطاعَ من رباط الكلابِ
لما تـَنـْفـُضُ عارَالسروج ِخُيولـُهُ
ويُفرِغ ُ الحزنَ التمرّدُ يوماً
ويملأ التاريخَ حزناً قبولــُهْ.

يرتدي الإرهابُ عباءة ً سَمَـلا ً
يرفـُلُ في حفلاتِ الصيدِ
يؤتى بكلِّ سيـّافٍ،
ويُشْطـَرُ كلُّ امرءٍ بالطول
فيضحى تـَوْأمَيـْـن
ومثلَ بعضِ قرى الحدودِ
تصيرُ الناسُ تحكي لغتيْن
ويصيرُ المناضلُ مُخبـِراً، والشاعرُ ذا وجْهَيْـن
دِرْهماً يعدو على سُمْكهِ ويدور.

لماذا بعد رحيلِ الآمال نـُدرِكُ أن الحقَّ المعدِنيَّ
كان طينا ً يَعْجـِنهُ أطفال؟
لماذا فقط في شُعاع شمس ٍمائل ٍ نرى ذرّاتِ الغبار ِ
تـُحَوّمُ في الروح ِ وفي العينينْ؟
لماذا بكل النور البشري تمرُّ خساراتٌ
ونفهم الذنـْبَ بعد ارتكابه؟

إرهابُ الدولةِ لا يخشى تقاليدَ قبيلتهِ،
يَزْني بالجميع ِ،
تصيرُ كلُّ النساءِ إماءْ
يمشي في المخافرِ ضالعاً،
بغرورِ دوائر الأمن ِوالوزراءْ
وفي الدماءِ والقلانسِ السوداءْ
وفي اختفاءِ الناسِ كما تختفي الكلمه
ففي بلاد الاختفاءْ
يُعلـَّقُ الكـُتـّابُ من أقدامهمْ
يواجهونَ معاملة َ الماءْ .



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِطرقة
- الخسارة 1 (من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط- ...
- مطارَد
- جئتُ الى كاوَه (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر ال ...
- جئتُ الى كاوه (مقاطع من مطولةٍ بعنوان -تداعياتٌ من العصر الغ ...
- محاولة في الخوف
- محاولة في الخوف (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغ ...
- في الخوف -2- (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر الغب ...
- ثنائية العلم والدين في فكر الإنسان المعاصر


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الخسارة 2 (مقاطع من مطولة بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط-)