أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - باتت الثورة تأكل أبناءها














المزيد.....

باتت الثورة تأكل أبناءها


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن الثورة دوما تأكل أبناءها بدلا من أن تأكل أعداءها حين يفقد الثوار حميتهم .
هذا ما يقوله لسان حال الفلسطينيين في هذه المرحلة الخطيرة والمعقدة من تاريخ الثورة الفلسطينية , هذا إن كان يصح الآن تسميتها بالثورة بعد غياب المواصفات الثورية وحيادها عن مسارها الصحيح .
أصبح الفلسطينيون بحاجة لوسطاء عرب وعجم من أجل توافق يلم شملهم ولم يعد هنالك خجل ولا وجل من دعوة طرف للآخر للحوار اللا مشروط وردود أفعال عنادية من الطرف الآخر .
وبدلا من أن يكون الفصيلان الأكبر في الساحة السياسية الفلسطينية كقطارين متوازيين يسيران في نفس الاتجاه ولا يصطدمان , أصبحا متنافرين ينطح كل منهما رأس الآخر ليقضي عليه ظانا أنه بذلك يسيطر على المسار ناسيا أنه يدمر الطريق بأكمله .
هذا الحال والتناحر القائم والصراعات بشتى أشكالها في الضفة والقطاع نزعت عن الشعب الفلسطيني الهالة المضيئة التي أحاطت به عبر عقود وجعلته رمزا لأحرار العالم , فتارة تجدنا في مكة , تارة في اليمن , القاهرة , وصولا إلى السنغال وما بعد بعد السنغال , ولربما المحطة القادمة تكون في سطح القمر ليختلي ممثلو الطرفين ببعضهما ويصدقا في قولهما وفعلهما ويفهما أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة لوساطات ولا تدخلات ولا شيء أكثر من بوادر حسن نية صادقة بعيدا عن الاختطاف والاعتقال والتعذيب والقمع لكل من يرفع صوته من جهة , أو استخدام سيف الأرزاق المسلط على الأعناق من جهة أخرى .
ظواهر شاذة وكريهة , دخيلة على الشعب الفلسطيني , ولم تكن يوما منهاجا ينتهجه , ولم يكن يوما يسير وفق معايير إقليمية آخر همها تحرير فلسطين , وهمها الرئيسي هو جعلنا ورقة رابحة يلقونها على طاولة مقامراتهم السياسية لأجل الحصول على مكاسب ذاتية لصالح أوطانهم مسقطين كذبة القومية والوحدة العقائدية والتي يلوحون بها حسب تطورات المشهد الفلسطيني , وفي المحصلة الكل يكسب وفلسطين وشعبها هم الخاسرون , الذين خسروا صورتهم الثورية النقية وخسروا توحدهم ناسين قول رسول الله " ص" ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) , ومن يرفع شعار الدين الحق عليه أن يتمسك بقول الرسول الكريم بأن يبادر بالبناء والتوحد لا بالهدم والكسر لما بني .
إننا في مرحلة حاسمة يجب أن يكون للشعب فيها وقفة ليقول لا للتفرق والانقسام , لا للاضطهاد والقمع سواء الجسدي أو المعنوي , فقد وصلت الأمور لحد يفوق الوصف في كراهته , إذ يطعن الأخ أخيه والابن أبيه وأصبحت العداءات الشخصية سيدة الموقف , والبغض من شخص لآخر كاف في غزة ليذوق ألوانا من العقاب والعذاب والمحاسبة دون حتى الرجوع للأسباب .
وبات الحال في الضفة يدعو للقهر , إذ تكفي ورقة بالية يرسلها غالبا حاقد لا يحمل مصداقية لتقضي على مصدر رزق أسرة كاملة حين ينقطع راتب معيلها بعد تقرير كيدي لا يفكر أحد بالتحقق من مصدره أو صحة ما ورد فيه.
فهل هذه ثورتنا التي عرفناها وكبرنا تحت ظلها واكتوينا بنارها ؟
هل آن الأوان لتأكل الثورة أبناءها بدلا من أعدائها ؟
فلينظر كل عاقل في هؤلاء وأولئك أين وصل الحال بين أبناء الشعب الواحد , وهل هنالك ما يستحق النزاع لأجله ونحن ما زلنا تحت وطأة الاحتلال نحيا في أرض مغتصبة أرضا وبحرا وجوا , ولا نملك حتى حق التنفس دون إذن صهيوني .
أما آن الأوان لحسم كل هذه الظواهر البغيضة والتخلي عن الحبال المهترئة التي يراهن عليها هنا وهناك على حساب الشعب وحده ؟.
لقد طالت غفلتنا ويقينا لو استمر الحال على ما هو عليه فلنقل جميعا على فلسطين وشعبها السلام .



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتبة المغربية مالكة عسال
- على هامش الوضع الفلسطيني
- بضع أيامٍ تبقت
- من خلف أسوار القصيدة
- حوار مع نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الأديب ابراهيم درغو ...
- عرفات .. الفردوس المفقود
- إجهاض لذكرى رجل
- كان الليل أحلك مما انتظرت يا تميم
- حوار أخير على أعتاب السفر
- في أروقة الأمس
- سفر في قطارين منفصلين
- نكسة غزة
- غريبان على ناصية جسد
- لسنا من الدمع في شئ
- وما زال الحب في مرحلة البكارة
- العرافة وحكايا السفر
- شهد الروح في خواتم البكاء
- الفزاعة المساندة
- الزعتر السياسي
- وعند فراقنا سيبكي القمر


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - باتت الثورة تأكل أبناءها