أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - كان الليل أحلك مما انتظرت يا تميم














المزيد.....

كان الليل أحلك مما انتظرت يا تميم


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:33
المحور: الادب والفن
    




منذ بداية المسابقة التي أقيمت في إمارة أبو ظبي لاختيار أمير الشعراء كنت أرفض دخول الشعر هذا المعترك لأن الألقاب غالبا ما تخلط المفاهيم وتشوّه الصور الجميلة , حتى لو قيل أن الجو التنافسي يخلق روحا للتحدي وبه حث على بذل الجهد لإخراج عمل متقن إلا أن ذلك لا ينفي أن المسابقات من هذا النوع بها إجحاف غير محتمل ومؤلم بحق من لا يستحقون الظلم , أو لمن لم تناصرهم الإمكانيات الإعلامية في بلادهم بالقدر الذي يجعل ما يقدمونه من نتاج ثمين يذهب أدراج الرياح ويشعرون بعده بإحباط عميق يتجذر في التجربة الشعرية التي أبدعوا في تقديمها .
تناولت القصائد والنصوص الرائعة التي قدمها الشعراء وابتعدت عن الهوى والميل لابن وطني وجلدتي , وانتظرت النتائج بتوتر .
قدم تميم ليلا حالكا اختتم به قصائده في المسابقة كأنه كان يستقرئ في وجوه الجمهور واللجنة التحكيمية ملامح القادم من جورجيا ليبيع الخضرة ولا يدرك ما تعنيه القدس لتميم , قدم ليلا مؤلما بلون الجلد الذي انتعله الجند في القدس , قدم ليلا طويلا طويلا استحق أن تتقوس الظهور لتنحني لصبحه المنتظر كما في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً.
كان يشعر بخيبتهم وكنت أشعر بمرارة انتظاره, وأعلن المذيع عن النتيجة, الخامس هو تميم البرغوثي , أصابتني مرارة المفاجأة رغم أني انتظرتها , ليس شكا للحظة واحدة أن تميم كان الأفضل وما زال وسيظل بنظري هو الأفضل من الخماسي الأخير في المسابقة ولكن ثقةً مني بأن الحالة السياسية العربية عامة لا تسمح بانتصار الفلسطيني حتى" لو جاب الذيب من ذيله كما يقول المثل ."
كنت أتوقع أن تكون روضة الحاج هي الأولى إن لم يكن تميم , فإذ بكليهما يتأبط ذراع الآخر في رحلة قهر سببها إما أن يكون الذائقة العربية المختلة , أو أن إرادة من أقاموا المسابقة شاءت ذلك .
كان من المؤلم أن يحتل أحد الشعراء مرتبة متقدمة وفي إلقائه لم يجِد لفظ أل القمرية واستبدلها بالشمسية في قول الجسدين !! ورغم ذلك تقدم على تميم وروضة!!!.
وآخر لم يُجِدْ حتى إلقاء كلمة للجمهور حين طلب منه ذلك في حلقة سابقة فتلعثم كمصاب بزكام حاد !.
فما الذي حدث ؟ ما هذا القنوط من إشراقة شمس حقيقية للأدب والشعر العربي ؟
أين الخلل حقا ؟
أهو تقصير الإعلام الفلسطيني بحق تميم البرغوثي فلم يروّج له جيدا لينال تصويت أبناء شعبه على الأقل؟
أم هو انشغال الفلسطينيين بأحوالهم السياسية جعلهم لا يلتفتون لمسابقة كهذه ولم يأخذوا بجدواها المعنوية لوطنهم ؟
أم هو التآمر الأزلي على كل نجاح وتفوق وبروز لعلم فلسطيني ؟
هل خانتك الجماهير وذائقتها الشعرية يا تميم ولم تلمس المعجزات باليدين كما في القدس ؟
يا ابن وطني قلت : " يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا " و أقول يا كاتب القدسِ ما جدّ إلا أنك كنت الاستثناء الوحيد في خضم هذا البحر فأنت تعرف نفسك ونحن نعرفك ولسانك ينطق بما لديك وما فيك وما بنا , ينطق بقهرنا وبحلكة ليلنا , فليكن من شعرك الصبح المنتظر , فلا تبتئس إن خذلتك تجارة الأصوات , فصوتك متجلٍ أعظم من أن تطمسه أو تصمتِه الرسائل القصيرة أو مجاملات اللسان .
يا تميم , ليتهم كانوا الأفضل لنشعر أنك نافست من هم ذوو جبروتٍ وجاه شعري وحسبك هذا شرفا , لكنك أعلنت بأن المسابقات العربية تأخذ الفوز من الوراء فالخامس الأول والرابع الثاني وهكذا , فكل شئ بالمقلوب في عالمنا العربي حتى الشعر .
ويحضرني قولك "كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا “, يبدو أن الهوامش تمتدُ طويلا فأذرعها أخطبوط يخطفُ حتى القصيد, وليلكَ أطول مما ينبغي.
فيا تميم
" لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت "
و لا أرى في إمارة الشعر تلك إلا أنت, فالقدس بانتظاركِ برائحتها التي والله لن يفهمها إلا من أجاد كيف للشعر يصغي.



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار أخير على أعتاب السفر
- في أروقة الأمس
- سفر في قطارين منفصلين
- نكسة غزة
- غريبان على ناصية جسد
- لسنا من الدمع في شئ
- وما زال الحب في مرحلة البكارة
- العرافة وحكايا السفر
- شهد الروح في خواتم البكاء
- الفزاعة المساندة
- الزعتر السياسي
- وعند فراقنا سيبكي القمر
- التشريعي والتصريحات الغير مشروعة
- ابحثي عن مفر
- فوز حماس والمعادلات الصعبة
- وأسدل كلانا الستار
- قراءة نقدية للمجموعة القصصية - اقتلاع - لبشرى أبو شرار
- رحلة سفر
- قد مرّوا في حياتنا
- شغف الخلود


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - كان الليل أحلك مما انتظرت يا تميم