أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - العرافة وحكايا السفر














المزيد.....

العرافة وحكايا السفر


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


لعلّ فتنتي كانت أكثر مما ينبغي حين سافرتُ في عينيكِ , وربما أنكِ لم تدرِ متى ولا كيف بدأت قصتنا , ولا تذكرين أول شرابٍ احتسيناه معا , وما زلتِ لا تدركين متى سافرنا ولا متى سينتهي برفقتي هذا الطريق .
تسألينني عن كل الأشياء وتريدين سبر أغواري لربما ترحل غيمة في السماء تغطي صدري , ولا جواب , فقد علّمتكِ ألا تنتظري ذلك مني , فأنا جوابٌ للجواب , وأنتِ الطريق إلى السؤال , وأنتِ غموض زهدي في الإجابة.
قد تصابينَ في رحلتنا الطويلة بكثيرٍ من الذهول وأشياء من ألمٍ وأغانٍ من وجع الذاكرة , لكنكِ ستعرفين يوما كم أحبك , غنِّ لنا كي لا يتسرب إلينا الملل , فالطريقُ طويلٌ في حكايا السفر .
أحبك , ولا تسألي أكثر . فحين يتأهب الكلام يكبر الصمت .
إذن , ما عليكِ سوى أن تدركي الخطى , وتدركي عِظَمَ المسافة ما بيننا , فإما أن نكون معا . أو نكون معا !! , لا خيار لدينا . هكذا قالت لي العرافة يوما .
كانت ثمة كرة على الطاولة وبخور وتعاويذ كثيرة في أرجاء المكان . ينظر كلانا لتلك السحرية المستديرة , تغمض هي عينيها وأبتسم ساخرا من شدة حبي للمغامرة .
أتمتم داخلي أنّي مسحورٌ بالهوى وبالحياة ولا أملكَ سوى الحزن والموت !! .
تفتح عينيها وكأنها قرأت ما يدور في خلدي وابتسمتْ وقالت : لا تشرب القهوة في الخيال كما كنت تشربها ! . يكبر سخطي وأسألها : أأنتِ طبيبة أم عرافة ؟
تكمل وكأنها لم تسمعني : ما زلتَ تحلم بقهوةٍ مرةٍ في الصباح برفقتها , فلا تعشقها أكثر , قد ماتت في عينيكَ كل النساء والأشياء فلا تجعل الوقت يقتل براءتها .
أصمتُ حرقةً وتوترا فتسترسل بالكلام .
أيها المغامر , المسافر بلا نهاية في طريق الوجع , لقد اخترتَ الحزنَ رفيقا أبديا ولذلك الاختيار ضريبة لا بد أن تدفعها , سافر كما تشاء , قامِر بما تشاء فالحياة ربح وخسارة , ولكن قامرِ فقط بما تملك , بما تملك , وترددها مرارا وتكمل , ليس أعظم من أن يرخص الموت لأجل حياة من نحبهم , لكن ليس عليك أن تموت لتدرك متأخرا أنك لم تُجِدْ استغلال الحياة .
أيها الشاعر , لستَ تملك نفسك لتقامر بها فتخسرها في سوق الموت الرخيص , لذا ترفّع عن الموت ليخشاك , وازهد في الحياة لتتشبث بك .
وأشارت بيدها أن اللقاء قد انتهى .
خرجتُ لا ألوي على شئ , و عُدتُ مدركا أن للسفر استحقاقات كثيرة على أن أفي بها , وأنه لا بدّ من البحث في مفردات اللغة عن عوالم جديدة تصنع اللحن والنشيد وتغني للحب أغنية , وللقلب تزرع وردة .
وأنتِ يا طفلة المستحيل هل فهمتِ ما قالت العرافة ؟ , وهل عرفتِ سر الحب و الخرافة ؟ , تعالي إذن لأعلمكِ كيف تجتازين الطريق ما بعد نضوج الألم , وكيف تكبرين بين يديّ وتصنعين الحب لي كما أشاء , فهكذا فقط نواصل السفر .



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهد الروح في خواتم البكاء
- الفزاعة المساندة
- الزعتر السياسي
- وعند فراقنا سيبكي القمر
- التشريعي والتصريحات الغير مشروعة
- ابحثي عن مفر
- فوز حماس والمعادلات الصعبة
- وأسدل كلانا الستار
- قراءة نقدية للمجموعة القصصية - اقتلاع - لبشرى أبو شرار
- رحلة سفر
- قد مرّوا في حياتنا
- شغف الخلود
- شهوة الرحيل
- العذاب الخالد
- تعويذة ألم
- رحلة في العالم السفلي
- وثبة جسد
- نزف الختام
- سفرٌ في الفراغ
- لحم الحكايا


المزيد.....




- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - العرافة وحكايا السفر