أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - فوز حماس والمعادلات الصعبة















المزيد.....

فوز حماس والمعادلات الصعبة


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل دخول حماس معترك الانتخابات تساءل الكثيرون كيف لحماس أن تخوض الانتخابات المنبثقة عن اتفاق أوسلو والمرفوض من قبلها جملة وموضوعا حسبما صرح قادتها دوما وفي هذا السياق اعتبرت الحركة أن اتفاق أوسلو اتفاق منتهي الأجل وليس هنالك ما يبرر عدم دخولها الانتخابات طالما أن اتفاق أوسلو قد انتهى واعتبرت أن هذه الانتخابات منبثقة عن إرادة الشعب الفلسطيني وحاجته للتغيير والإصلاح السياسي والاجتماعي والمؤسسي وهكذا واستنادا للتقصير الذي ارتآه الشارع الفلسطيني من قبل الجهات والمؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية في نواحٍ عدة فازت حماس في الانتخابات البلدية وبتقدم ملحوظ دلل على أن الشارع الفلسطيني يغلي بنار الحاجة للتعديل والتغيير في كثير من مؤسساته وكان من المفترض أن تفهم السلطة الفلسطينية أن الظروف يجب أن تتغير وأن الشعب لا يستطيع أن يحتمل معضلات أكثر في حياته ومصالحه العامة ويحتاج بشدة لممارسات فاعلة لتصحيح الأوضاع المتردية والتي لم تكن يوما على هذا الحال في تاريخ الشعب الفلسطيني ومسيرة كفاحه الطويل ولكن السلطة بمؤسساتها ومسؤوليها لم تتدارك الأخطاء المتفاقمة واستمرت على نفس النهج الذي كان سببا في انخفاض شعبية فتح كحزب حاكم باعتبار أن فتح هي السلطة والسلطة هي فتح وهكذا أتت الانتخابات التشريعية مع تقصير شبه كامل من أعلى المستويات من قبل قادة فتح وتسيب الكثير من أفرادها وقادتها الميدانيين والذين انشغلوا عن الأمور الجوهرية بالأمور الهامشية وانتبهوا للخلافات ما بينهم والصراعات التي أضرت بالحركة وبمسيرتها النضالية والتي قادها الزعيم الراحل أبو عمار فكانت تلك الخلافات نذير الشؤم على فتح واحتار أبناؤها المخلصون وباتوا لا يجدون ملجأً يؤويهم ولا قائدا يلتفت لشؤونهم ورعاية الطاقات العالية والانتماء القوي داخلهم لحركتهم الأم مما تسبب في تشتتهم وتفرقهم بل وتشرذمهم كلٌ في ناحية وهذا ما خلق الكثير من التسيب والفلتان الأمني والذي أثر سلبا على سمعة حركة فتح وبالطبع على نتائج الانتخابات التشريعية والتي وجدت حركة حماس من خلال حملتها الانتخابية آلاف الثغرات التي دعمتها للنجاح فما قدمته فتح على مدار تاريخها النضالي كان كبيرا ولا يمكن لأحد إنكاره ولا يمكن أيضا لأحد أن ينكر انجازات السلطة الفلسطينية أو ينسى المشاريع المنجزة ولا الطرق التي تم تعبيدها ولا المستشفيات والعيادات التي أسست ولا المدارس التي أنشئت ولكن هذا كله لم يكن كافيا لأن تكسب فتح الانتخابات لأن الشعب افتقد النقطة المهمة في متطلباته ألا وهي الأمان , الشعب الفلسطيني بحاجة للأمن والأمان بحاجة لسيادة القانون وتطبيقه على الجميع دون محاباة ولا مواراة وهذا ما لم يطبق في الماضي للأسف وأملا من الشعب في تحقيق ذلك الأمن من خلال تولي حركة حماس زمام الأمور كانت تلك النتيجة في الانتخابات وهذا يفتح الباب على مصراعيه لوضع حماس أمام فوهة الشعب كما وقفت فتح طوال سنوات نضالها ولم يعد كافيا أن تردد حركة حماس وباقي الحركات والفصائل السياسية كلمة فساد ورموز الفساد وما إلى ذلك من مصطلحات إعلامية تعودنا على سماعها فقد باتت المسؤولية الآن ملقاة على عاتق هذه الحركة والتي لا يمكن أن ننكر شعبيتها الكبيرة في الشارع الفلسطيني وعلينا كفلسطينيين أن ننتظر ونتساءل بقلق : ماذا بعد ؟
أمام هذا السؤال تقف الكثير من المفاجآت والتي لا يمكن توقعها في ظل رفض فتح المشاركة في حكومة تشكلها حماس , هل ستقدم حماس على تشكيل الحكومة بمفردها رغم أن هذا مأزق للحركة فهنالك وزارات يصعب التعامل معها أو توليها وذلك كون تلك الوزارات لا بد لها من التعاطي مع حكومة الاحتلال وهذا ما صرحت حماس برفضه ولن تغامر بتغيير الصورة التي ظهرت عليها كراعٍ للمقاومة وكحركة رافضة للتعاطي بأي شكل مع الاحتلال , وهذا يفتح المجال لتوقعاتٍ عدة ومنها على سبيل المثال تكليف شخص من خارج الدائرة بتشكيل الحكومة والاتفاق على تولي مرشحيها الفائزين وزارات معينة كالصحة والتعليم والأوقاف وغيرها من الوزارات التي لا تتوجب تعاملا مباشرا مع لجنة التنسيق الأمني وهذا قد يكون السيناريو الأكثر واقعية ولكن في حال لم تقرر حماس ذلك بل أصرت على تشكيل الحكومة بمفردها ستكون أمامها أزمة حقيقية في كثير من الأمور , فالواقع يفرض على حماس تغيرا أيدلوجيا ولو ظاهريا حتى تستطيع إدارة شؤون السلطة والاستمرار في عمل حكومي مؤسسي لتقديم كافة الخدمات للشعب الفلسطيني , ومعنى رفض حماس ما سيطلبه الأوربيون والأمريكيون هو انقطاع المساعدات الدولية وهذا أمر لا يمكن لحماس أن تتعامل معه أو حله , فمن سيدفع للآلاف من قوى الأمن مرتباتهم ومن أين سيتقاضى الموظفون مرتباتهم ؟ , هل تعوّل حركة حماس على الدول العربية ؟ هذا أيضا غير منطقي فلن تكون هنالك مساعدات عربية إلا بموافقة أمريكية والواقع لا يقول سوى ذلك ومن هذا المنطلق سيكون طبيعيا أن نشهد تغيرا في الخطاب السياسي لحركة حماس في المستقبل القريب هذا إن شاءت أن تسد الفراغ الذي سيخلقه غياب حركة فتح عن السلطة في الوقت الحالي , وقضية استمرار حركة حماس في المقاومة ليس منطقيا بالشكل المعلن عنه , قد تكون هنالك مقاومة نعم ولكنها لن تكون كسابق عهدها ولن تكون هنالك صواريخ قسام تطلق من غزة على أسديروت ولن تكون هنالك إمكانية لتنفيذ عمليات تفجيرية داخل الأراضي المحتلة عام 48 , وسنجد أنه كما كانت هنالك أوراق ضغط على السلطة الفلسطينية ستكون أوراق أكثر شدة منها على حماس في الحكومة المقبلة , ولنفترض جدلا أن حماس نجحت في التعامل مع هذه المعطيات الجديدة وبنفس الوقت لم تخسر التأييد الشعبي لها إن غيرت بعضا من أيدلوجياتها فهنا سيكون أمامها أن تعدل من الفساد الذي كانت تهاجم به السلطة ومؤسساتها وأن تحقق الانجازات التي كانت تطالب السلطة بتحقيقها , وهنا سينتظر الشعب الفلسطيني إطلاق سراح الأسرى وفك الحصار ورفع الحواجز وإيقاف مد جدار العزل العنصري وسينتظر الخريجون تعيينات وظيفية والمضطهدون حقوقا مستوجبة , وأمور أخرى تشكل تحديا كبيرا كالإفراج الفوري عن الإخوة المحتجزين تحت الحراسة الأمريكية والبريطانية في سجن أريحا بلا داعٍ رغم قرار الإفراج من قبل المحكمة عنهم , وتطبيق أحكام الإعدام بحق المجرمين الذين لم تنفذ فيهم الحكم رغم شناعة ما اقترفت أيديهم . وأمام كل هذه المتطلبات يقف سؤال آخر وهو كيف ستتعامل حماس مع أجهزة الأمن والتي ينتمي معظم أفرادها لحركة فتح وهل سيكون لأبناء حماس نصيب الأسد في مناصب وتعيينات جديدة وتكرار ما كانت الحركة تتهم به فتح أثناء قيادتها للسلطة الفلسطينية ؟
هنالك الكثير من التساؤلات التي تدور بعقل كل فلسطيني فالجميع ينتظر الخير في قدوم حماس لتولي السلطة والغالبية احتفت بفوز حماس حتى الذين لا ينتمون لها وهم لم يهللوا فقط لحماس وإنما هللوا واحتفلوا بالأمل في التغيير والأمان وسيادة القانون وهذا ما يرجوه أي شعب عاني من أجل حريته عقودا طويلة ولا يمكن توقع النتائج في حال تهاونت حماس مع متطلبات الشعب الفلسطيني أو تجاهلت أيٍ من شرائحه , وليس لنا إلا أن نسأل الله أن تكون الحركة على قدر من المسؤولية لتحمل أعباء إدارة هذا الصراع الذي خاضته فتح طويلا ولعلها باتت بحاجة لاستراحة المحارب بعد هذا الباع الطويل في النضال الفلسطيني .



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأسدل كلانا الستار
- قراءة نقدية للمجموعة القصصية - اقتلاع - لبشرى أبو شرار
- رحلة سفر
- قد مرّوا في حياتنا
- شغف الخلود
- شهوة الرحيل
- العذاب الخالد
- تعويذة ألم
- رحلة في العالم السفلي
- وثبة جسد
- نزف الختام
- سفرٌ في الفراغ
- لحم الحكايا
- سرجون بثوبٍ عبراني
- سيناريوهات ليلية
- جلجامش يبكي
- - تموز القاتم اللون -
- أتكئ على حجر


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شجاع الصفدي - فوز حماس والمعادلات الصعبة