خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:35
المحور:
القضية الفلسطينية
شرطان لا بد من توافرهما في الانسان لاعلان خروجه من المراهقة ووسمه بالنضج, الاول: نسيان طعم حليب الثدي , والاخر, حسن استخدام العقل ,وللاسف نجد بعض الكتابات التي تعالج قضايا مصيرية لا توحي بذلك , بل يمكن بامانة نصح كتاب مثل هذه الكتابات , التروي وعدم التعجل في مجالين
الاول : حسن الامساك بالقضية التي يريد الكاتب معلجتها , وهنا تتعلق المسالة بمعالجة الكاتب سلامة كيلة للقضية الفلسطينية ,كما جاء في مقالته المنشورة في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 9/6/2008 عدد رقم 2307 تحت عنوان
ذكرى النكبة، هل من نكبة جديدة؟ دعوة لإستراتيجية فلسطينية جديدة -2-
فالكاتب في هذا الجزء , لا يرى في استمرار النضال الفلسطيني بشعاراته و بنمطه وادواته واساليبه ووسائله الحالية جدوى ولا نفع , وعلى وجه الخصوص(كما يرى هو) ان الفساد الاخلاقي للقيادة يعمق في ازمة القدرة الفلسطينية الراهنة على التحرر, وكون الكاتب لا يرى في تاريخ النضال الفلسطيني من عام 1959 عام تشكيل حركة فتح وحتى الان, انجازا يستحق ذكره وايراده , بل انجاز تاكتيكي فحسب يرتبط بنزعة اقليمية فلسطينية انفصالية عن (القومية العربية الواحدة..؟) وحيث انه لا يعفي جميع القوى الفلسطينية من مختلف الاتجاهات الوطنية والدينية واليسارية , فانه وهذه الحال يرى ان ( هذا الوضع يفرض صياغة رؤية جديدة تنطلق من الواقع والوقائع ) والواقع والقائع عنده هي حالة عجزالقدرة( بالصورة الحالية ) على فك التحالف الصهيوني الامبريالي كمقدمة للانتصار الفلسطيني في الصراع مع اسرائيل والانتصار القومي العربي في الصراع مع الامبريالية , اما الرؤية الجديدة التي يطرحها ويطلب جدية التعامل معها ( وهذا حقه وهذا ما نحاوله ) ................
فهو ( كما فهمت شخصيا من كتابته ) في الغاء الطابع السياسي للمستوى الصهيوني من التفكيراليهودي وبالتالي الغاء اسرائيل الدولة الاحتلالية العنصرية واستبدالها بالدولة العلمانية الديموقراطية التي ستصبح كما يبدو شقيقة تضم لباقي الشقيقات العربيات في المنطقة , ليس هذا فحسب وانما ستسهم ايضا ( ولا شك انه سيكون اسهام بنشاط كبير) في صراع القومية العربية الواحدة ضد الامبريالية العالمية , وهوامر يبدو انه لن يتحقق إلا إذا تم التركيز في المنطقة على الجانب الديموقراطي الطبقي للصراع اليومي بين (التحالف الشهيرالمستورد بختمه من التجربة السوفيتيةالعمال والفلاحين(والمثقفين الثوريين بالطبع)) بقيادته الشيوعية ضد ( تحالف البرجوازية والاقطاع والكمبرادور وانظمتها ) .............وعنا للرفاق الشيوعيين للاطلاع
نقاط لا زلت اذكرها من التاريخ والماركسية:
في قرآتي القليلة من الماركسية , لا اذكر, بعد قول ماركس الحمد لله انني لست ماركسيا , ان ماركس اصدر حكما او اتخذ موقفا غير مشروط لا في جانب الكفاح النظري ولا في جانب السلوك السياسي , وكان الشرط الذي يتوفر دائما الى جانب الشروط الاخرى حسب الحاجة هو شرط الانحياز الى التقدم والترقي والتطور بصورة علمية , وكما اذكر فان ذلك ايضا كان سلوك انجلس ولينين وماو....الخ , ولو ابتدا ماركس كفاحه النظري من التسليم للبدهيات السائدة لما انجز ما يجعلنا نسترشد به , ولست ادري هنا وانا اتابع وقد تجاوزت الخامسة والخمسون عاما اين هي الدراسة العلمية التي تثبت مقولة القومية العربية الواحدة بدلا من استمرار النكوص عن اهمية الكفاح النظري والبدء دائما من نقطة وهمية اعتمادا على التثقيف الاكاديمي النظامي بصورة رئيسية ومن ثم الدراسات التي تعمق هذا التثقيف الاكاديمي النظامي , ان تميز لوجستية الموقع الجغرافي الفلسطيني واهميتها في حركة الاتصال العالمي شكل العامل الموضوع الذي تقاطعت عليه بصورة تاريخية مستقرة حركة الصراع العالمي مع حركة الانصهار الداخلية الفلسطينية وكان اهم نتائجها خصوصية مسار تطور قومي مستقل بسماته وصفاته والية حركته وتمايزمستوى ومرحلة تطور القومية الفلسطينية فيه عن غيرها ,
وحتى من لم يكن ماركسيا وباحساس فحسب ادرك ان نهر النيل كان الاساس الموضوعي الذي تحققت عليه بنية القومية وتاليا الامة المصرية حين قال (مصر هبة النيل ) وايضا القومية العراقية ( ذات الرافدين ) .(واليمن السعيد)...الخ.فاين هو التاريخ( العربي الواحد ) ذي نمط الانتاج الرئيسي المسيطر على سوق واحدة ونتج عنه تكوين طبقي واحد وتعرض في تاريخه لانقلابات في اساليب الانتاج شكلت رافعة تاريخية لتطور وترقي حضاري متجانس , في حركة متجانسة في تاريخ الصراع العالمي وذي اولويات متفق عليها قوميا؟
ان تقدمية او رجعية التعامل القومي ( من زاوية اسهامها في حركة التطور والترقي الانسانية العالمية ) هي شرط الموقف الماركسي من اولوية الاممي والقومي , ولنتذكر موقف ونهج لينين بهذا الصدد والمفاضلة بين(احتمال) الثورة في المانيا اووضوح حتمية الانتصار الشيوعي في روسيا حيث اختار الانجاز القومي الروسي .
فالاستقلالية الفلسطينية اذن ليست نزعة انفصالية اقليمية بل تعبير عن استقلالية مسار موضوعي تاريخي ,وتناضل ضد ترسخ الحالة الاستعمارية في العالم وابشعها اقدم انواع الاحتلال ( الاحلالي ) اي الصهيوني , لكنها ليست ضده فحسب بل ضد الاطراف القومية العربية ( مصر سوريا الاردن ) التي شاركت واستفادت من تنفيذ قرار التقسيم و التي انقضت على استقلالية مسار التطور الفلسطيني وضربت فيه مرحلة الانتقال من الاقطاع الى الراسمالية ( في ممارسة قومية عربية نادرة المثيل )والصيغة ( الانفصالية ) الفلسطينية الان بصدد التحرر من الصيغة التاريخية للتحرر القاصر الفلسطيني والذي اخذ تاريخيا شكل استبدال المصدر الاستعماري بمصدر اخر اكان عالميا او اقليميا
ان ( التمركس ) على حساب مصير القومية الفلسطينية غير مجد هنا , وهو لا يصب فعلا لا في مجرى الماركسية ولا لا في المجرى الاعم التجربة الانسانية إلا تحت مسمى الاحباط والفشل الكلوي الفكري , وبصورة خاصة في حال محاولة تجديد القديم وتقديمه على انه جديد , فتجربة النضال الطبقي الموحد في ظل استرشاد خاطيء بالماركسية والعلم الاحمر لم تنجح سابقا في عشرينات القرن العشرين في فلسطين ( راكاح,الحزب الشيوعي الفلسطيني ) وانتهت الى الفشل لسبب في غاية البساطة ( انها كانت خديعة صهيونية ) حيث كانت الطبقة العاملة اليهودية تحث الطبقة العاملة الفلسطينية على النضال ضد البرجوازية الفلسطينية واليهودية في نفس الوقت الذي كانت به هذه الطبقة تسهم بصورة رئيسية وعملية في تجريد القومية الفلسطينية ومنها الطبقة العاملة من ملكيتها القومية وطنها وشكل هذا السبب الرئيسي للانشقاق في الحزب , فهل يرى السيد كيلة ان هناك امكانية لان تتخلى الطبقة العاملة اليهودية التقدمية عن بيوتها ووظائفها وامتيازاتها وتعيدها بنزاهة انسانية الى اصحابها الشرعيين بدون قتال ,
في فلسطين يستعملون الصبرة المرة للفطام وعذرا
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟