أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة














المزيد.....

كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


نيسان انتهى، أقسى الشهور انتهى أيضا، كل الأوقات تنتهي.
اليوم الثاني في أيار.
انتهت الأوقات السعيدة،
دوما في الحصاد ما يشقي.
.
.
عدت من بيت ياشوط صباحا. هو يوم جمعة، ثمّة ما أنتظره، ولا أعرف ما هو، ولا أين ولا كيف ولا متى، انتظر ......أليست كلّ الأحلام جميلة؟
.
.
بعد منتصف الليل في بسنادا، أيهم يتكلّم من دبي، في الصوت رنّة أسى وشجن، ....هذه هي اللاذقية، لا نطيقها ونحن نلهث خلف فيزا وجواز سفر، وأكثر الأحلام تواترا وحرقة_ سهرة فيها وسكرة_بعد أيام أو شهور خارجها.
لن استبدل اللاذقية ، بإرادتي، مهما تكن المغريات.
هذا ما عرفته اليوم وتأكدت منه في قصيدة نثر، للشابين بريء ورامي وبرفقة نضال ومنذر وصالح....ثم يصل وائل بحري.
.
.
قبالتي تجلس فتاة في بحر العشرين. هي الأجمل!
عينان....يصعب وصفها لمن، ما رأوا عيون الصبايا في اللاذقية.
لكنها، هذه الفتاة....هي نسيج وحدها، وتكفي كبرهان على وجود خالق لهذا الجمال الإلهي.
شهوانيّة الفم مع استدارة الوجنتين، في تناغم خالص مع مسحة الحلم في العينين والشعر المسدل، الناعم....دون أن ألمسه أعرف، وأدفع بقية عمري.....لملامسة هذا السحر ثانية.
*
الساحرة تشرب البيرة في كأس كبير، برميل.
مغناجة، كواعب أترابا، حورية الآلهة والشياطين، ترمش وتلحس الشقتين النديّتين.
يا إلهي....هذا كثير.
في الحقيقة رأيتها سابقا، وسكرت في قصيدة نثر لأجلها، وسأعاود المجيء والإياب، حتى ينقضي جمالها أو أنفق في الطريق، أو تغلق قصيدة نثر، قد يطردوني!
رأيت جميلات....ودخت فيهنّ ومعهنّ، لكن الأمر يختلف هذا اليوم.
لا تسامحهم يا إلهي.
*
كل الأشياء الجميلة تنتهي.
تنتهي الأشياء القبيحة والاعتيادية، العابرة وما نظنها مؤبدة.
كل شيء ينتهي يوما.
.
.
الفتاة الجميلة تغادر قصيدة نثر.
يقفر المكان، ينعق البوم والغربان، تتجول الضباع بين الكراسي والطاولات، نتحّول إلى هياكل عظمية تزحف وتجرح البلاط .
أتذكّر مقطعا لصديقي أحمد يماني الشاعر المصري الجميل:
نزحف
حتى تتلامس عظامنا
ونحبّ بعضنا أكثر
يحكي، كلّ منا، عن طفولته السوداء
ونتبادل الضحك
.
.
نحكي عن طرق
سارت طويلا بنا
وعادت بدوننا.......
*
أكثر من صلة بين الحلم والكابوس، كما الجمال والقبح وجها عملة واحدة، ...أين تقف؟
.
.
وأنت تبلعط في آخر أطوار الكهولة، من بين يديك وحواسّك، تنزلق الحياة وتبتعد.
لا استطعت الوصول إلى فرنسا، ولا حتى قبرص.
ستحبّ المكان الذي أنت فيه، ستحاول مرارا، ...تختلق، تزيّن، تبالغ، تتخيّل، تتوهّم، تكذب، تصرخ، تشكو، تبكي، .....تبرطم.
ثم تسقط،
ويطويك العدم.
*
ألله يعجز عن إرضائك.
تصرخ فريدة السعيدة، حقيقة هي لا تصرخ كثيرا، لكنها إذا تفعل تكفي وتوفي.
ضجران، قرفان.....يا أخي حلّ عنّي.
_نتخاطب بلهجة مهذّبة، يا أخ حسين، يا أخت فريدة، ...وزيادة في الكهن تدخل الأستذة في لغة المخاطبة بيننا، أستاذة، أستاذ، مدام....
..........روح ألله معك، اسكر...اعمل ما تريد، فقط اتركني لحالي.
ثم تعطيني النقود اللازمة للسكر والسهر، وعن طيب خاطر.
.
.
يستحيل أن تغادر امرأة، تعرف في قرارة نفسك، أنها قادرة على التخلّي عنك، بالسهولة التي تترك فيها قطعة أساس بالية.
لن تغادر إلا مطرودا، بالأحذية واللعنات.
.
.
ألله يسعدك ويبعدك.
هي اللازمة التي تتكرر، من عليا وحتى فريدة، وهنّ الأكثر رحمة....
أطرد في العادة، وبالكاد نكون ابتدأنا.
وين طاحش يا أبرش؟!
صبية بجمال خارق، سينافسني عليها ملك السويد بذاته، لو رنت إليه بتلك العيون الذابلة.
_وأنا ما يهمّني؟
.
.
لا يوجد شعور أسوأ من الإهمال.
أجادل أصدقائي المرتبطين بنساء، متعلّقات ونقّيقات، تتهربون من شعور الإهمال.
ما التقيت رجلا، يكره ملاحقة امرأة له...حتى أمه.
.
.
.
هذا الموقف النائي والموحش، أعيش فيه....أحطّمه وأعيد بنائه كلّ يوم، بالحكايات وأحلام اليقظة....أشرب وأدّخن، وسأشرب وسأدخّن....حتى تحنّ هذه الجميلة أو تلك.
*
حلم البارحة لذيذ وناعم.
ما يزال شعري بلونه الخرنوبي على أحمر.
ولحركة بسيطة ينتفخ مركز الذكورة، وخبّئ يا حسين وغطّي، ...، شدّ قميصك القصير، ولن تفلح، هي فورة الشباب أقوى الاندفاعات.
.
.
كيف ينتهي الكابوس، متى يبدأ الحلم، كيف ينتهي القصد، متى تبدأ اللعبة...من يعرف؟
أعبر الشيخضاهر عاريا...حتى من ورقة التوت.
في البداية كنت مستمتعا، في حالة نشوة عارمة، ....فجأة انتبهت! كيف خرجت بدون كيلوت حتى؟...أين كنت، ماذا دهاني؟
خائف، مرتبك، اشعر بالخجل والخزي.
أتصاغر وأعود طفلا، يهزأ رفاقي من أعضائي الصغيرة، وأرغب بالانمّحاء.
.
.
رامي يروي حلمه، أنا في الثلاثين ولا رغبة عندي لشيء...بعد عشرين سنة أو أربعين سأموت وأتلاشى، لماذا أرغب في الكتابة أو الانجاز..أو أي شيء؟
هو "حصر الموت" يا صاحبي.
كثيرا ما يكون جوابي، ضربة على الرأس. هذا رأي.
هل تتشاطر أم تتباهى؟!
_المرأة في قصيدة نثر، حقيقية، وفائقة الجمال.
_وجود نضال ومنذر وصالح ووائل مع رامي وبريء، حقيقي، حتى باللمس والرائحة.
_حلمي وهذياني، حقيقياّن وقابلان للتجربة والتكرار.
.
.
حركة وتغيّر، وموت متكرر للأحياء....أليس ذلك هو الواقع؟
وأما الكلمات!
لها قشور وثقل وظلال
وربما، رائحة.
.
.
سيبقى المعنى بيتنا المفقود
الكلام يبعدنا عنه
والكلام فقط
يدلّ
إليه.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة
- علينا أن نواجه_ثرثرة
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع


المزيد.....




- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة