أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لا تخبري أحدا














المزيد.....

لا تخبري أحدا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:52
المحور: الادب والفن
    



من يزرع الريح يحصد العاصفة.
الآن أجدها عبارة مقنعة.
فوق السطوح لعبة مختلفة، قوانينها،أبطالها،حركتها....تختلف من كلّ الجهات.
على خلاف ما يعتقد قصارى النظر والرؤية، فوق السطوح تحاك المؤامرة.
لا قبل ولا بعد، في توقيت نادر التطابق والتزامن،يتقرر السلوك والمصير.
عبثا....أن توافق أو تخالف،أن تصفّق أو تطلق الرصاص،الوقت متأخّر بالفعل.
روح بلّط البحر.
عبارة مقنعة أيضا.
.
.
مضى على وجودي هنا والآن،أكثر من ألف سنة.
لا يهمّ مئة سنة بالأكثر ستمائة سنة نقص،صدّقيني لا يهمّ.
.
.
لا أطمع بشيء. لا أريد شيئا لنفسي أو لغيري.
تأخّر الوقت
أنت أيضا: تقول تأخر الوقت
تعذّب نفسك بما تعرفه أكثر من أي شيء.
*
نمرة حذاؤك، معجون أسنانك، عطرك، زينتك، عمرك، ميعاد الدورة....أسرارك المقدّسة.
لا تخبري أحدا،بما حدث، بما ترغبين فيه، بما تحلمين....لا أحد.
يا صغيرتي
يا طفلتي الخالدة
هذه المرّة، جرّبي أن تستمتعي فقط. لا بقصد الفهم، ولا الموافقة أو الرفض.
متعة الإصغاء، بدون تشويش،
الإصغاء المطلق.
افتحي عينينك على اتّساعها،لا تحرّكي الجفن،ادفعي كلّ أفكارك ومشاعرك إلى الخلف، حاولي إطفاء ومحو...كلّ أثر يصلك.
.
.
ألا ترغبين أن يحبّك الجميع،وأن يتعاملون معك،على اعتبار أنك الملكة؟
*
أكتب الآن قبل مئة سنة. 1908 على ساقية بسنادا.
معي دواة ومحبرة وجلد يكفي.
وصلت على ظهر حمار.
على جذع سنديانة هرمة أكثر مني،أسند ظهري،وأبدأ بتدوين وصيّتي.
كل ما يدور حولي مختلف، لا أفهم كيف وصلنا إلى هذا الحال؟
هل هي الغفلة فقط؟
أم سوء الفهم وتقلّبات الطقس؟
لا أفهم، لهذا أستبدل الحياة بالكلمات والخطوط.
*
تحت الشجرة التي
تتوسّط العالم
جلسنا متقابلين،
بدل أن أمدّ يدي إلى شامتها
رحت أحدّثها عن أختي الميتة،
كانت السماء بلا نهاية
ومنظر قديم
لبحر فوقه قمر،
لا أعرف إن كانت تصغي إليّ
ولم أنتبه كيف أبيضّ شعري،
حين انفتح الباب....
ولا أحد،
يدخل أو يخرج.
*
أنا الآن سنة 2060، مضى على ولادتي قرن،بتمامه وكماله.
تغيّرت أشياء كثيرة،مات جميع من أعرفهم.
.
.
أرغب في اللعب،في التسلية.....أي شيء يخرجني من وحشتي،مهما يكن الثمن.
معي موبايل حديث،وفيه ألوف الأسماء والأرقام(لكنهم جميعهم ماتوا)، معي كمبيوتر محمول وتفاعلي،سيارة ذكيّة تطلب مني الركوب بسرعة_لتجاوز نوبة الاكتئاب_ في حوزتي مال وأموال.....توصلني إلى أية بقعة على الكوكب،.....
هذا ليس حلما.
_هذا كابوس،يا رجل،
استيقظ....
*
أنظر إلى وجهي في المرآة.
أرى امرأة بارعة الجمال. غاية في الذكاء.
أحدّثها،ألاطفها،أتودّد إليها.....ثم أحاول إغوائها.
تمرّ الساعات والأيام،تمرّ السنين والعصور،مات الجميع
وأكثر ما أرغب فيه الموت.
.
.
.
لا توجد لعنة أكثر،من الذاكرة والعمر الطويل.
*
أمشي في اللاذقية،وقبلها في دمشق وجبلة....وقرى وأحياء سوريّة،وأحلم.
لو ساعة واحدة،....لو خمس دقائق_يتعمّم فيها النسيان_ ويبدأ الجميع حياة جديدة،علاقات ومشاعر وأفكار.....
دون أثر لماضي أو ذكرى.
*
حبيبتي
لا تخبري أحدا،
كان ذلك حديث من القلب إلى القلب،
رغبت،أن تكوني قبالتي،وأهمس
لك وحدك،بصوت ونبرة
كما تحبّين.
أرجوك
لا تخبري أحدا
أنتظرك
حتى ينتهي الزمن.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت
- المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي
- أفتح الباب بالمفتاح وأدخل
- أحلام تشبه الواقع
- الوضوح قيمة جمالية أيضا
- اللا تواصل
- الأعور في مدينة العميان
- الصراع اليومي
- رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
- الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا
- رسالة حب_ضدّ الحب
- عيد وحبّ....وسط سيل جارف
- لا تقطعي شجرة اللوز يا عليا
- من السيد فضيحة إلى الرجل الغامض


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لا تخبري أحدا