أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الصراع اليومي














المزيد.....

الصراع اليومي


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


اليوم وحدة الوجود الأساسية،في الحياة وفي المجتمع.
كل يوم معركة جديدة، في حرب لا تنتهي إلا بالموت.
هذا يوم خميس نهاية أسبوع قبل الأخير في شباط. الشمس في الخارج ساطعة ودافئة، والبيت بارد ورطب....أخرج أم أتدّبر أمري هنا مع البرودة والملل! حيرة.
أعرف أنه يوم لا يتكرر،24 ساعة،تحدث لمرة واحدة،...وكم يلزمني من الغباء لأضجر. ألا يعني ضجري بالضبط، أنني أهدر هذا اليوم_هذه القطعة من الأبد،التي لا يمكن الوصول إليها سوى مرّة واحدة الآن_هنا.
هي متسربة ومفقودة،مهما فعلت أو جربت،لما الضجر إذن ...لما الحزن؟
ثمّة برودة منعشة،هي قارصة بعض الشيء،لكنني أتنفس وأدخن وأشرب القهوة.
*
ألغيت فكرة الخروج. أطفأت التلفزيون. أجلس أمام الكمبيوتر.أكتب.ماذا أكتب؟
قبل حوالي نصف ساعة،كان القلق يعصف بي ويزلزلني مع الغضب والمشاعر الصفراوية...وبالكاد أستقرّ رأي على فكرة الكتابة،تغير المشهد والناظر.
الهواء يداعب جفنة عشب قاومت الشتاء بطوله،يداعب أم يعذّب!
أمام النافذة تتأرجح الغصون وبقايا الأوراق_الصورة التي استوقفت الكثيرين:
أدونيس: جدار يعذّب شعاع الضوء.
أنسي الحاج: سأعذّبك كما تعذّب الريح الشجر.
صالح دياب: غاردينيا تتعذّب تحت المطر.
....ما حكاية العذاب والتعذيب مع شعراء العرب؟
هي مداعبة يا أخي.
*
المعجم الموسوعي في علم النفس يعرّف:
المازوخية مصطلح ابتكره الطبيب النفسي الألماني ريشارفون كرافت_إيينغ ( 840_1902 ) انطلاقا من اسم الكاتب النمساوي ساشر_مازوخ(836 _8951) الذي يكشف تأليفه عن الجاذبية الغريبة للألم،التي كان يستشعرها.
السادية_المازوخية:
تداخل الدوافع العدوانية الموجهة ضدّ الغير(سادية) أو ضد الذات(مازوخية)،دوافع توجد معا لدى الشخص نفسه في رأي التحليل النفسي.
السادية:
الاشتقاق من اسم الكاتب الفرنسي دوينايتان الفونس فرانسوا، ماركيز دو ساد (باريس،1740 _شارنتون،سان موريس،1814 ) الذي تحتوي رواياته،المكتوبة خلال سنين طويلة من السجن،مشاهد عديدة من القسوة الجنسية.
السادية انحراف جنسي،متميّز بأن الألم الذي يفرضه شخص على آخر يثير شبقه.
لا يشعر السادي باللذة الجنسية ولا يبلغ هزة الجماع إلا إذا جعل شريكه يتألم.
فأفعال القسوة يمكنها في الحالات الأكثر خطورة،النادرة لحسن الحظ،أن تمضي حتى القتل.
*
هكذا هي الحياة التي أعرفها.
أفتح رواية أو كتاب أو جزء من معجم،أدخن، أدوّن على ورقة أو على الكمبيوتر.
أهذي وأثرثر_أحاول تسلية نفسي.
عندي درجة عالية،فوق العتبة،من الغضب. أحاول التعايش معها.
*
انتهت فترة الصباح.
العصر. كهولة اليوم. الصباح في الخلف والليل لم يصل بعد.
هذه حالتي. أعيش في عصر العمر. الخريف،يوجد شبه بين شباط وتشرين. ورباط.
تفكك في العبارات،شبيه بتفكك الصور وتراكبها قبل النوم.
استرخاء.
في حلم ليلة أمس،رأيت الكثير من الأموات معارفي،تحادثنا....ثم شعرت بالغرابة،ذكّرتهم بأنهم ماتوا....وشاركت في دفنهم،وفجأة تملّكني خوف وذعر...أيقظني صراخي والعرق المتصبب.
شعرت بعدها بالسعادة. هم الموتى وما أزال أتنفس،أشعلت سيجارة،وشربت كأسا كبيرة من العرق، الريّان السوري العظيم،ثم عدت إلى نوم لذيذ هانئ.
*
أليس التسامح في أكثر معانيه شيوعا:التنازل عن الحقوق؟
تجربتي الشخصية هكذا بالضبط. متسامح تعني التخلي عن الحق.
ماذا عن الصراع؟
كل مرة دخلت في صراع،لمست غروري وحقدي وشرهي بجميع الحواسّ.
أحاول أن أفلت عدوانيتي على جرعات،وعبر الكتابة.
.
.
يريد البشر أن يلعبوا
إن نجحت ،هي الحياة
وإن فشلت هي مجرد لعبة.
*
الخوف من الفشل،التوقّع السلبي بعبارة أكثر تركيزا. حوّلني من الواقع الفعلي وصراعاته الصريحة والخشنة،إلى الكتابة....العيش من خلال الكلمات.
.
.
ما تزال لديّ بقايا جذور عنصرية،في الجنس والثقافة والأفكار....وحتى الشعر.
*
قضيت على نصف اليوم. بقي النصف الأقسى والأشدّ.
مالت الشمس إلى الغياب.
أشعر بالفتور،التراخي والوهن،التخفّف من القيود والأفكار والأحلام.
غلبني الزمن وناسه وعقائده،أنا وحيد بلا حبيبة بلا أصدقاء.
كل يوم مضى صارعته وصرعني
وكل يوم يصلني سأصارعه وسيصرعني
لحسن الحظ الكلمات بلا لحم ودم
لحسن الحظ الكلمات
تكفي ليسلو الوحيد الضجران الأعزل.... حتى في بسنادا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
- الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا
- رسالة حب_ضدّ الحب
- عيد وحبّ....وسط سيل جارف
- لا تقطعي شجرة اللوز يا عليا
- من السيد فضيحة إلى الرجل الغامض
- نهاية الفصل الأول في الثرثرة
- لا جدوى عارية تنهش أعصابك_ثرثرة
- في ليل وحيد
- الأميرتان
- مدخل إلى سوء الفهم
- جعجعة بلا طحين_ثرثرة
- اليوم قبل الأخير في سنة 2007_ثرثرة
- حياة ثقافية_ثرثرة
- حوار الأقنعة_ثرثرة
- ليالي الشمال الحزينة_ثرثرة
- كيف تسبح عكس التيار_ثرثرة
- دروب الهارب_ثرثرة
- قف......ممنوع_ثرثرة
- عجيب....في مجاله الحيوي_ثرثرة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الصراع اليومي