أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الأميرتان















المزيد.....

الأميرتان


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


صديق يدفئك، ويحميك من نفسك ويصدّعنك الشرور.
صديق أيضا، ينافسك ويحاول تكسير عظامك في كلّ لحظة وحركة، أيضا صديق.

.
الحياة قبّعة تتّسع لجميع الرؤوس.يقول عماد،على مفرق المشفى في جبلة.
_عماد! هذا كلام خاصّ وخطير،هو شعر....
هل عدت إلى الكتابة؟
سأقول لك لمن العبارة.
_يأتي سرفيس اللاذقية آخر الليل وعلى غير ميعاد، وأقذف نفسي فيه.
.
.
على الطريق، تدور العبارة في رأسي:الحياة قبعة تتسع لجميع الرؤوس.
....العنوان: بين بحر وبرّ
إيمان أسيري_أميرة أبو الحسن
والعنوان: نصوص.
على الغلاف المقابل:
امرأة
ونبيّها
اغتسلت به
فأغتسل معها
معا...
أضاعا طريقهما
إلى الجنّة....!
.
.
.
رجل
ونبيّته
جمعتهما فاصلة
قامت لتكتب السير
فاض حليبها
معها....
اهتدى إلى الجنّة....!
*
نصف مجنون،مضت أكثر أيامي،أحاول الفهم.....كما يفعل الجميع ويحاولون.
سعيت لإرضاء الناس( الأقرباء والغرباء والعابرين....) وفشلت.
سعيت لإخافتهم،ونزع الاحترام منهم....بشتّى السبل، وفشلت.
أغظتهم،لاطفتهم،سايرتهم،حاولت إضحاكهم.......وفشلت.
.
.
من يقرأ هذا الكلام الآن،قد يظنني معتوها وهو على حقّ،ومن يقرأه بعد ألف....سنة، يظنني معتوها وهو على حقّ.
كانت الحياة دوما على هذه الشاكلة، لا منطق يحيط بها ويمنحها الشرعية والحقّ، ولا قانون في اتجاه واحد،وليكن من خطّه ثور أحمق.
أجل...كانت الحياة هكذا على الدوام.
*
أنا الآن في "بيت الخرافة" في بسنادا.
....بيروت خرافة الوطن_دائما سوزان في الطريق، فراشة...زهرة، ومرة هاوية.
فتّشت عن كلمة غير الخرافة،لتصف واقع الحال واستسلمت.
أنا في بسنادا، مثل مواطن صالح أمضى نصف عمره،ليعرف أين تقف قدماه وفشل.
....قطعت علبة المارتديّلا إلى مكعّبات وعصرت عليها الليمون الحامض، ونصف قرص شنكليشة ومعلقتين من اللبنة ...،ثم قرص بندورة أحمر،ناصع الحمار.
ثم ملأت كأس الريان العظيم.
معي مجموعة شعرية، شهيّة، جميلة، عميقة....للأميرتين إيمان وأميرة:
حبّ يشيخ
نغضّ الطرف عنه
"أيها الرجل....من أنت!"
"من أنت!"
على عكازين من أسف
يرمينا بنظرة ساخرة
ويرحل....
.
.
.
حبّ فتيّ
نوسع الطرف منه
"أيتها المرأة....من أنت!"
"من أنت!"
على جناحين من فرح
يرشقنا بضحكة ماجنة
ويأتي....
*
نادرا ما أحببت، قراءة مجموعة شعرية.
نادرا ما أكملت قراءة قصيدة.
....اقرأ، بتقطيع، وشبح فوق العبارات والشروح،....لا أطيق الإدّعاء ولا المدّعين!
أول ما لفتني اسم:أميرة أبو الحسن....في قصيدتين قرأتهما في كيكا، قبل الحرب.
أرسلت تحيتي للكاتبة_الشاعرة، ولم تصل.
أول مرة أقرأ اسم: إيمان أسيري.
*
بعد واجب التعزية في جبلة،للصديق جاك بوفاة أبيه.
أنا لا أكره الموت. أكره الفاقة والحرمان.أكره الألم والضعف.أكره أن أرى أحدا أصغر من نفسه. أكره الحاجة بدون ولكن وبلا شروح.
لا يؤلمني موت صديق أو حبيبة، أقلّه حتى الآن لا أعرف تلك المشاعر.
جاك بعد موت أبيه،هو شخص آخر، لا شكّ.
أعتقد بصوابية عبارة، ليونغ... فكّرت لدقائق طويلة قبل استذكار اسم يونغ....حتى!
ربما الخرف المبكّر....ربما نقص الاهتمام....من يدري!
يقول يونغ على ذمّة المترجم:
لا يصل الرجل إلى النضج الوجداني إلا بعد موت الأب.
*
في بيت ياسر وفريال....
البيت ذو الأجنحة المتعددة، بيت ربيع ونوار،...كثيرا ما رأيت الأجمل، ومرة رأيت الأسوأ، القبح بأكثر مما يصله الخيال والتصوّر.
أجل في بيت ياسر اسكيف صديقي،كان القرف عاريا وبلا صباغ.
المهمّ، كما العادة غالبا{رأيت الشعر، مع عماد وكأس الريان وربيع ونوار.....
.
.
.
أجل الأسوأ قد مضى
لكن، الأجمل
مضى معه أيضا.
*
.
.
لم يذهب بعيدا
ولم يحبني إلا قليلا
أفعل ما أفعل كل يوم
ألتقط خطاياه
وأهرول
في أثره....
_
الهوى
زيّن حتى الخطايا
في غمرة العشق
عشقناها....
*
على عجل أفتح الصفحات، وأنسخ....
نادرا ما أحببت تلك الكتابة التي اسمها شعر، ومتّفق عليها.
.....واليوم أسعدتني الأميرتان....إيمان وأميرة.
وسأشرب كأسا زيادة، كأسين...ثلاث.....
*
من على مفرق مشفى جبلة، يحملني سرفيس مسرع إلى اللاذقية.
*
في الحميميم أعبر. أتّذكر صديقي أبو سعيد محّمد.
تنعطف السيارة بلمح البصر، أخاف نعم، أجل....تصطكّ ركبي وأسناني.
....اهدأ يا حسين أنت في سيارات جبلة.
قبالة ليلة عمر أضرط، ربما من الخوف، ....ثم اضحك لوحدي.
الصوت الكريه لم يسمعه أحد، ربما زيادة التهذيب!
لكنني أشعر بالارتياح،حركات الأمعاء ...الغليظة والدقيقة....وسواها.
أكثر أصدقائي لا يعرفون معاناتي في سلسل البول وقهريّته.
مرّات أفعلها في سروالي الداخليّ، بوجود ضيف عليه، القيمة والوزن.
من أحبهم....هم قلّة، أقلّ من أصابع اليد الواحدة، أتعرّى أمامهم بلا وجل.
*
بعدما تجاوزت الأربعين،قطعت خوفي بأكثر خيوطه وعناصره.
سيما مع الكتابة،الشعور بالخوف ممحوّ،....غدا ليفعلوا ما يشاؤون.
إلا سوزان.
يرعبني أن تعتب....تلوم...هي من الرهافة،....أنا ياحسين....كلمة صغيرة، ويستيقظ ذلك الوحش الذي يريد قتلي_أنا كافكا الآخر،وجه تشيخوف الذي خاف على الجميع من إشهاره،إرادة رالف رزق الله وهو يغوص في بحر لبيروت.....
يا سوزان،أنا هشّ وضعيف أكثر مما تتصوّرين.
.
.
لنقرأ مع الأميرتين:
حلمت بي
غزوتك...
حلمت بأخرى
غادرتك
أرأيت كم أشبه أحلامك!
_
هكذا حلمت بك
لم تكن وسيما
أو ثريا
لكنك كنت في غاية الذكاء
إذ
عندما مررت بك
عرفتني...
*
نقطع جبلة، ونعبر طريق الموت،الذي يفصل بين اللاذقية وجبلة.
نتجاوز"زمان الخير" و"سامرّاء" و" شهد العسل" نتجاوز الهنّادي أيضا.
نحن في اللاذقية.
الدوّار الشرقي، مدخل المدينة، والمدينة الجامعيّة.
نقطع الجسر والنفق،نقطع مكتبة الحقيقة لآل البهلول وصهرهم أحمد معيطة.
ثم أتوّقف وليس بحكم العادة وحدها،على باب مقهى زيتي أو شوكولاته....وصديقنا الجميل أزدشير،....أهجّي الاسم لسوزان،صوتي وضغط السنين...يا سوزان...هذا صديقنا، ...أشعار وأشعار، لعماد أبو صالح، لكريم سامي، لعماد فؤاد....
ماذا عن الشاعرة سوزان عليوان!
_ أزدشير، ألف زاي دال شين ياء راء،أزدشير،...والله العظيم لم تسمعه سوزان!
_يا حسين هل وصل الانحطاط بك إلى هذه الدرجة!
...مرة كتب لي أحمد جان عثمان(الشاعر السوري من أصل صيني)، يا حسين هل تداعى الجسد بجدّ؟لا، لا أجبت صديقي،هي حالة عاطفية بسبب الشراب....!
هي ليست كذلك،مرات الصحراء تخنق نفسها بيديها.
*
سائق تكسي إلى بسنادا.
_يظهر عليك...معمّرها... ويقصد شربان زيادة.
....هذا ما تركه القوميّون والاسلامويون، كأس ....وبضع كلمات.
.
.
من متجر المحترم حملت معي، عرق توما ومارتديلا زوان وحمراء طويلة وربطة خبز، برأس مرفوع وهامة لا تطالها النسور.
تبادلنا الكلام،....وكان الرجل يصغي بشكل يثير التساؤل وربما القلق:
_الحياة قبّعة تتسع لجميع الرؤوس.
وأكملت،توجد عبارة لشاعر فرنسي: الذروة هي النقص.
ثم تابعت: للنفّري أبي عبد الجبّار عبارة ولا أجمل:
كلما اتّسعت الرؤيا ضاقت العبارة.
....كان الصديق، صحيح هي رحلة قصيرة وربما عابرة، يشارك باهتمام محبّب، ويتساءل...هذه معقولة أو لا....
أنت في وحدتك بلد مزدحم. جميلة كان تعليقه.
البعض لا يستطيع أن يلهو، إلا وهو وسط قطيع
البطل الحقيقي يلهو وحيدا....
برقت عينا السائق الصديق،....يا إلهي ما أجملها،
صرخت بصوت أعلى.....هذا صديقنا بودلير!
....طلب مني إعادتها أكثر من مرة، والله،.....
البطل الحقيقي يلهو وحيدا....
بعدما انحدرنا إلى مفرق مستوصف بسنادا،كصديقين،وانعطفنا على يسار الساقية...هذا البيت، تفضّل...........لكم تمنيّت لو يكون بيت الأصدقاء.
تفاحة فاسدة تخرّب الصندوق بأكمله، نعم،
لا استطيع أن أدعو أصدقائي إلى هذا البيت، ولا إلى سواه ثانية.
لا أستطيع....
دخلت إلى بيتنا امرأة حمقاء
وحاولت أن تملأه بالأزهار
ثم دخل إلى بيتنا
ما يشبه رجلا
وعاث فيه فسادا.
*
أنا الآن في بيت بسنادا.
أعدّ أصابعي العشرة
وكأنها
ثروة.
*
يكرر عماد، الشاعر الشهم: حتى لا تضيع المروءة في الصحراء ....
لا تتحدّث عن غفلتك.
دائما عماد،الصديق الذي يحمي ويصدّ الشرور،سوزان وعماد
صباح الخير.
*
أكتب عن الشاعرتين...أميرة، و....يا إلهي،نسيت اسمها،بعد هذا الاهتمام والانتباه!
أعود إلى الكتاب_الديوان،....إيمان....سأكرر ولمرات،....هل تنسى يا حسين اسم إيمان مرسال! ....إيمان أسيري، لم أسمع بهذا الاسم من قبل.
........ِ



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى سوء الفهم
- جعجعة بلا طحين_ثرثرة
- اليوم قبل الأخير في سنة 2007_ثرثرة
- حياة ثقافية_ثرثرة
- حوار الأقنعة_ثرثرة
- ليالي الشمال الحزينة_ثرثرة
- كيف تسبح عكس التيار_ثرثرة
- دروب الهارب_ثرثرة
- قف......ممنوع_ثرثرة
- عجيب....في مجاله الحيوي_ثرثرة
- عبدة وازن وفراس سعد_ثرثرة وحوار
- فراشة على الأرض_ثرثرة
- مشكلتي في القراءة_ثرثرة
- التبوّل...متعة،ضرورة،مهارة أم فنّ!_ثرثرة
- كيف أضع نفسي مكانك...!_ثرثرة
- أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة
- يوم اعتيادي وماطر_ثرثرة
- فصول في الحكمة_ثرثرة
- سوناتا ضوء القمر_ثرثرة
- الكتابة المقدسة_ثرثرة


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الأميرتان