أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - رهاب التلفون














المزيد.....

رهاب التلفون


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 07:31
المحور: الادب والفن
    


لنبدأ من الآخر.
الخرتيت: حيوان بحري حقيقي، هكذا نسميّه في اللاذقية، أكثر الأحياء خوفا وذعرا.
يفعلها على نفسه_واسمه مشتقّ من الخراء،لمجرّد سماع همسة أو حركة، وبعض العارفين يزيدون،أنه مع تغيّر درجة الضوء فقط يفعلها....هذا القاع.
الرعديد: صفة بشرية أساسا،وهي كناية عن الشخصيّة التي امتصّ الخوف جوانبها المختلفة. تذكّر بتوصيف ويلهام رايش للعقد النفسيّة،ومنها العقد الدروع أو العقدة الدرع،بمعنى أن تستبدل الشخصية بمجملها،بأحد الصفات التي كانت مكروهة سابقا،وحدثت عملية تحويل لا واعية،بحيث يتبنّى في النهاية(الوعي والإرادة) الصفة أو الخصلة،المنكرة_من الإنكار،ويمحو ما عداها... من ذلك كرم حاتم الطائي وشجاعة عنترة وعناد ستالين....ويمكن العدّ بلا نهاية.
الرعديد إذن من احتلّه الخوف ولبسه...وصار هويّته.
.
.
حسين في نظر نفسه،فوق الرعديد وتحت مروحة الرهابات العديدة.
لا يعني أنني أنكر السبعة عشر عقدة نفسيّة،أعرفها وأتعايش معها...كما أتعايش مع بياض شعري وعقلي الصغير...وبقيّة صفاتي الإنسانية.
عصابي....أعرف أنني من ذاااالك الصنف. أحاول ما وسعني التحرّر.
*
لا أحد يستطيع أن يحرّر نفسه بنفسه،من العصاب والعقد النفسية...(لكان فرويد فعلها ومثله الكثيرون....أصحاب العقائد والديانات).
ربما الرهاب،طالما موقعه تحت الوعي بدرجة واحدة،يمكن لمريضه أن يتعافى ذاتيّا... مع المساعدة والحظ الطيب...والتصميم العميق.
وذلك أكثر ما أسعى إليه في ثرثرتي الشفاهية والمكتوبة،خطوة بعد الرهاب،وأصل إلى العقد والبلاوي الزرق. بعدها،بمساعدة طبيب قدير أو تغيير المناخ،....أو تعجب بي إحدى الجميلات وتحملني إلى الحبّ والفرح. بعدها يستعيد شعري لونه الأصلي،ضحكتي،عيناي،جسدي المائل....ويصير حسين الآخر مجرد ذكرى من الماضي،نتذكّره مثل أثر من جرح قديم.
*
رهاب التلفون هو الأحدث في سجلّي الشخصي.
له ماضي وسياق وسيرورة،مثل سائر الأمراض، ابتدأ قبل الوعي وفي غفلة عن الانتباه، تغذّى جيدا من ضروب النقص الكثيرة،التي أحاطت طفولتي وصباي.
بعد أكثر من عشر سنين،على وجود تلفون ثابت في البيوت التي أقيم فيها،وبعد مرور ألوف الأيام على حملي لهذا الرقم الشخصي 0932374026 ،ما أزال أرتعد كلّما رنّ أو اهتزّ، ومن يكون على الطرف الآخر،يربكني.
نادرا ما أردّ على مكالمة سابقة أو فائتة.
أسهل عليّ مشوار من بسنادا....إلى حارة في اللاذقية،من إخراج الجهاز الغريب والاتصال،.....أستعين على ذلك بالشراب.
أشرب وأتحوّل إلى عنترة زماني،أضع الزير في جيبي الصغرى وأبو زيد الهلالي في الثانية....لكنك ستصحو أخيرا....وتواجه الواقع المرير يا خرتيت.
هذا ما أقوله في نفسي،وأنظر إلى الجهاز اللعين بحقد....وأهشّمه.
حدثت مرتين ثلاث،وأعدت نفس الرقم،أدفع الرسوم الإضافية وأنا أضحك. طبعا تزول الأرقام التي كانت على الجهاز،وأحاول إقامة علاقة أكثر مرونة مع الجديد.
عجزت،فشلت، أصابني ندم شديد وقاهر.
هذا رهاب جديد يا عزيزي.
.
.
أحيانا أدلّل نفسي،نتخاطب، شخصيّاتي وصوري بمختلف الألقاب والنعوت.
أستاذ حسين...يا حمار،يا خرتيت، لا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ،أولم وأعاقب_الجسد طبعا_ليس لي من سلطة على الكيانات العقلية المنفلتة من المعايير والحدود.
.
.
ضعي نفسك مكاني.ضع نفسك مكاني أيضا.
أحاول فعليا عقاب هذا المنحرف(أحد شخصيّاتي الحقيقية)،كيف؟ما السبيل؟
حرمانه من التدخين والشرب،...مرات أفكّر بحرمانه من الطعام،لكن ما ذنب أشقائه الآخرين،طالما جميعا يتنفّسون تحت نفس الجلد؟!
*
رهاب التلفون أوصلني إلى التهلكة.
على عكس ما يظن الغرباء(أصحاب الشخصيات الصلبة)،الرهاب يدفعك إلى الخلف والأمام أيضا. وهنا المشكلة،تسحب الجهاز وكأنك تستلّ سيفا مضريا أو راجمة صواريخ،وفي اللحظة التي يرن الجهاز الآخر،تنفجر جميع شخصياتك في وجهك... الوديع والمتفهّم والوقح والشره والزاهد....،كلهم دفعة واحدة،
ماذا تفعل؟ كيف تحلّها؟

إغراء الهاوية،وجه آخر للرهاب،وجهه الأقرب،ربما.
ماذا ينفع....بعدما ينكسر الكأس ويهدر الشراب؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت
- المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي
- أفتح الباب بالمفتاح وأدخل
- أحلام تشبه الواقع
- الوضوح قيمة جمالية أيضا
- اللا تواصل
- الأعور في مدينة العميان
- الصراع اليومي
- رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
- الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا
- رسالة حب_ضدّ الحب
- عيد وحبّ....وسط سيل جارف
- لا تقطعي شجرة اللوز يا عليا
- من السيد فضيحة إلى الرجل الغامض
- نهاية الفصل الأول في الثرثرة
- لا جدوى عارية تنهش أعصابك_ثرثرة
- في ليل وحيد


المزيد.....




- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - رهاب التلفون