أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة















المزيد.....

صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


مبكّرا استيقظ هذا اليوم، على غير العادة.
.
.
فراغ في عالم الداخل، يطوّقني الفراغ.
شعور خامل، لا جدوى غامرة.
لا ألم، لا قلق، لا شغف، لا رغبة بشيء ولا رغبة بتجنّب شيء.
شعور محايد، رمادي، يعيدني إلى أيام اليوغا.
.
.
لا رسائل في محفظتي، لا وعود
الفراغ يمتدّ، إلى فوق وتحت ....إلى خارج وداخل،
بحركات آلية أشعل الغاز وأضع الركوة على النار، ....أكحّ واسعل وابصق، واضع زهورات بدل القهوة، هذا يوم جديد إذن، وأضحك من كلّ قلبي وكياني.
.
.
بهدوء
على البلكون أشرب الأصفر المغليّ.
بعد ساعة أشعل سيجارة، وأنتبه إلى ضجيج الحياة من حولي.
*
الخواء السلبي هو ما أكرهه في بوذا.
المجهول مخيف، لكن ما نعرفه بيقين هو الأشدّ رعبا.
*
كيف وصلت إلى هنا؟
.
.
الحديقة في الغياب
وأنت تنظرين إلى الطائر
الصباح في عينيك
بلاد بعيدة
.
.
لا تقتربي
لا تبتعدي
.
.
دعي المسافة على حالها
هنا الألم كبير
ولا شيء يمكن نسيانه
*
....أنا أيضا تؤلمني كلماتي
من لا يؤلمه كلامه؟
الجوف، المفرّغون من المشاعر، القتلة وآكلو لحوم أبنائهم أيضا يتألمون.
.
.
لا يصحّ الألم كمعيار، هو في النبض كما في الحركة وفي السكون.
تتألّم لأنها تعرف أكثر من حاجتها.
.
.
توجد معاناة، الحقيقية البوذيّة الأولى.
التخلّص من المعاناة، الكذبة البوذيّة الكبرى.
.
.
كثيرا ما نقول سامحنا، ونحن نعني، أننا لن نستطع ذلك أبدا.
*
هو صباح جديد، آخر ومختلف. توجد خيارات لا محدودة أمامي.
يمكنني متابعة الثرثرة، أو إغلاق الصفحة والدخول في شبكة الإنترنيت، يمكنني إقامة حفلة جنسية عظيمة لوحدي_أدخل إلى الحمّام أو أرخي الستائر_ وأباشر علاقة حبّ مع أعضائي، ....يمكن الخروج فورا من هذه المتاهة.
.
.
في النهاية سأفعل ما اعتدت عليه، الطيران إلى مقهى أزدشير.
قبل الخروج أفكّر، هل تركت المصادفات العمياء تقودني؟ أم العادة والتكرار؟
_أنا الفراغ.
من خلف المحيط يجيبني أحمد جان عثمان، لا أغضب ولا أضجر.
.
.
لكنني شخص نهم، يهوى كلّ النساء، يحب جميع أنواع الطعام، يريد كل أشكال العلاقات بين البشر، يحبّ الكحول يدخّن بشره، يقاتل ، ينكفئ، ....يدور حول نفسه بلا توقّف.
ولا يعرف كيف يمشي في طريق الحبّ.
*
طز في النقود.
هي مفاتيح لكل الأبواب، يظن الكثيرون.
السلطة، الثروة، الرغبة....كيف ترتّب الكلمات الثلاث، تبرز خطوط حياتك بوضوح.
ماذا عن الخوف، الغضب، الاشتياق.....ماذا عن طبقات وأغوار مجهولة، في الداخل؟
.
.
أنت أيضا تقول: تأخّر الوقت،
تعذّب نفسك، بما تعرفه أكثر من أي شيء.
*
بعد ذلك إلى .....
بعد ذلك مساء اليوم، في جبلة، محمد حمودي....الصديق_ الأخ الأكبر، على النقيض من جورج أورويل، الأخ الأكبر الحنون والمحبّ، من أوائل السجناء السياسيين في البلد.
_كيفك حسّون.....؟
أما تزال تعشق، يكمل أبو حميد، حسّون يختنق بدون العشق، ونضحك معا.
الخاتمة في السو..... يا حبيب.
ثم أذكر وأتذكّر، طبقات البلادة والغباء في بلادي التعسة، ....شاعرات وشعراء، كتاب مسرح ، كتاب قصّة، .....كتاب طيزي، أصحاب مهرجانات ومواقع ثقافة.....طز كبرى.
سأعود قسرا إلى الترميز والكتمان.
حبيبتي لن تعود. أعرف.
ليس القفص وحده ما يخيف.
*
في جبلة في ليلة أنس، عماد وعيسى ويصل ياسر متأخرا، ...لا أرغب بشرب العرق لا الريّان ولا سواه، أفكّر فقط في تهدئة الألم.

نحن صديقان يا حبيبتي
أعود
وأهبط درجة
كي لا أنكسر مرتين
.
.
منحتني أجمل ما لديها
خاب أملها وتقهقرت، وازداد تعلقي بها......
من أحببتهن طيلة حياتي، أقل من عدد أصابع اليد الواحدة..... أنت الأخيرة وتعرفين.
افتحي النافذة
وانظري إلى القمر
افتحي النافذة.......الهواء فاسد.
*
على طريق الموت من جديد.طريق جبلة اللاذقية، طريق أحبّه، ...طريق الأميرتان.
الطريق الذي أوصلني مرتين إلى الذرى الوجدانية.
لو كان لي، أن أختار مكان موتي وزمانه، لما تردّدت......قرب الجسر، لتكن النهاية.
أول حبّ لي وآخر حبّ. مرّا من هنا.
.
.
سائق السر فيس يسألني قبل الجسر بلحظات: أتحبّ العتابا؟
يا ريت.....
دخل عيونك حاكينا
ولولا عيونك ما جينا
وصلّتينا لنصّ البير
وقطعت حبل فينا
.
.
ويلي...ويلي....
أطرب، بدون دفّ ورقص ومزامير أطرب.
أفتح شباك السيارة على آخره، وأستأذن السائق، ...عرق اليسار وجذره وساقه وهواه يسري في دمي حتى النهاية، أتعاطف معهم وأحترمهم....حثالة البروليتاريا!ربما. لكن من أنت وأنا؟ لنطلق الأحكام والتقييمات؟
.
.
هذه بلادي التعسة. مدن صفيح حتى في جبلة!
اللعنة. الأغبياء سادة هذا العالم.
.
.
لن يكون لثرثرتي أي قيمة ومعنى بعد خمس سنين.
أفكّر خلاف ذلك. كيف وصلنا إلى قصر الرؤيا المريع هذا؟
أين الشعر؟
.
.
نحن هذا الصنف، الذي يكاد ينقرض، نفكّر ونحلم بالأبعد، بعد ألف سنة، عشرة ألاف، مليون .....أين المشكلة؟ضعف الخيال والرؤيا.
.
.
أفتح باب بيت بسنادا وأدخل.
ماتت خديجة غانم، أمّ خليل ديوب البارحة. العجوز الطيّبة.
صافحت أبو حمادة وكرم(ديوب)، وهم ينصبون خيمة العزاء، ....من؟
أمي..... ونزلت دمعة.
أدمعت عيناي ، ومشيت بدون كلمة.
لم استطع البكاء على جنازة أبي، ولا أظنني سأفعل مع عليا، لكن خديجة غانم أبكتني، مفاجأة. قبل أقل من أسبوع كانت حفلة غناء_الاحتفال السوري العظيم_ وفتحت الموبايل....لتشاركني الفرح، تلك الجميلة.
لن أتورّط وأذكر اسمها ثانية.
هذه بلاد أضيق من الحبّ، ضد الحب، بلاد الموت هذه، بلاد الجثث والروائح النتنة، مهرجاناتها، شاعراتها، كتابها، شعرائها، حكامها، .....كلهم آكلو قمامة.
.
.
أعود من جبلة. أعبر طريق الموت بسلام.
فريدة السعيدة ملأت مرطبان المتّة، ...معدتي وكبدي وكليتي المتبقية تعوم بالعرق، أحتاج على كأس متّي، ..... كم أنت عظيمة يا فريدة.
بدأت أرى الستارة وجه حبيبتي، الحائط، صفحة الكمبيوتر، أصابعي المتنقّلة.
هو صباح جديد في بسنادا.
يليه لي جديد،
وصباح آخر.
اخبرونا أنهم تعساء
ماذا عنهم
الغد لا يصل.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة
- علينا أن نواجه_ثرثرة
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة