أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة















المزيد.....

لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 14:45
المحور: الادب والفن
    



من ظننتها لوهلة حبيبتي، أكثر ضيقا من أبي وأمي....ووصايا الأجداد.
.
.
الفجر في بسنادا، هذه بلادك يا حسين لا تغادرها.الشام...؟ اللعنة عليّ وعلى من أحببت.
لن أغادر اللاذقية بعد اليوم. ليتني أستطيع أن أفعل.
عدت من دمشق ليس كما يعود الألوف كل يوم، ولا كما عدت مرات ومرات.
"بيت القصيد" أكره كل عبارة وكلمة تعود إلى الماضي الميّت_زوائد سرطانية.
....كثيرون كانوا هناك.
أعرف أنني مكتئب وفاقد لكلّ جدوى وجديّة، وأعرف أنني لا أطاق عن قرب.
أعرف أكثر من هذا وذاك، أن الجميع أكثر، مع أنفسهم....هناك في عالم الأعماق، أكثر خرابا وجشعا .....أعرف ويعرفون والثرثرة مستمرة.
*
أين جاكيتك وشنطتك وبقية أغراضك؟
_أين أنا يا فريدة السعيدة!
*
هو يوم، 24 ساعة وليل ونهار، مثل بقية الأيام التي مضت والتي ستمضي، لكنه يختلف معي، مع حسين ابن عليا والجرح الذي حملته هذا اليوم هو الأسوأ والأعمق.
خشبة الخلاص امرأة، والكابوس امرأة. سأكرر بقية عمري.
.
.
لم يحدث في سهرة بيت القصيد، ما هو مفارق أو خارج عن المألوف.
هاشم شفيق يقرأ أشعاره بمشاركة رشا عمران، واشعر بالضجر الشديد، الضيق....قبله وبعده موسيقا، وأشعار مترجمة عن الدانيماركية، ثم عارف حمزة الصديق الجديد.
قبل ذلك في مقهى الروضة، تتجدّد معرفتي ب خضر الآغا. رأيت خضر، هو لا يذكر وكان صامتا بحضور أبيه في بيت"بو علي ياسين"، كنت مع"أميمة" وبحكم الجيرة الطويلة كنا في سهرة اعتيادية مع جيراننا، وانتبهنا أنها زيارة ما بعد الخطبة، ربما ما بعد الحداثية أيضا. ستسألني روزا خطيبة الأمس وطليقة اليوم عن أميمة. وأجيب الحمد الله. ويعني الأمور ليست بخير. عمر قدّور الدافئ والعميق في الكتابة ليس هو ذلك النزق على طاولة المقهى، رائد وحش وقيس مصطفى وقبلهم....أميرة أبو الحسن.
.
.
ستمطر بغزارة، يسقط الثلج على مقهى الروضة، نحمل أشيائنا البالية إلى بيت القصيد.
*
في استراحة حمص، خطرت في بالي فكرة العودة، أنا خارج اللاذقية لا شيء....وفي اللاذقية لاشيء أيضا.
خطر في بالي أن أعود مع الباص القادم من دمشق .....ليتني فعلت، لكان القرار الأكثر حكمة في حياتي.
كما نعيش أعمارنا في المداورة، في تبادل المجاملات والخدع....أكملت إلى دمشق.
وهذه المرّة شعور آخر_المهزوم والفاشل_طوال عشرات السنين، خلال الإقامة في دمشق أو العودة المتقطّعة إليها، يمتلئ بشعور مختلف....جميل ودافئ، لكن الحلم ينتهي وستسقط على صخرة الواقع يا حسين ويا غيره.
*
خبرتي مع الألم وفي مواقف الضعف لا تضاهى، في الفرح....ماذا أفعل!
إذا كنت، كل عشرة ألاف ساعة كئيبة ومملّة ولا تطاق، أحظى بدقائق من الشعور الطيّب...البهيج والممتع، وهذه المرّة زادت على ما خبرته طوال عمري، أجنّ؟نعم.
.
.
ماذا يفعل المبتهج الفرح؟ يكتب؟....ما هذا الغباء.
في الفرح يرقص البشر، يغنّون....يتبادلون الشمّ والضمّ، ثم يناموا بهدوء وسكينة.
*
أنا الآن في بسنادا بيت الخرافة، البيت الذي تحيطه زقزقة العصافير وتحميه.
بعدما هربت من بيت القصيد، وصحوت في حمص....أجل صحوت في حمص.
هل هو كابوس وينتهي؟
.
.
.
أعرف أن لا أحد يعود أبدا.
*
سكرت من الكأس الأول؟هذه المرة أخطأ خلف، سكرت قبل الكأس.
ماذا حدث وكيف وصلت إلى هنا، وأشرب المتّة وأدّخن، ...وربما أجدّد الكأس، قبل أن أذهب في النوم اللذيذ، وأعوم في العالم الأثيري.....قطن وشراشف بيضاء، بياض مريح يهدّأ الأعصاب والعقل.
يتّصل أصدقائي من اللاذقية، كلهم يحبّونني بعيدا، ومن بعيد.
.
.
الحمد لله، عبارات مبهمة، جوفاء. نسيت أن أغلق الموبايل، في العادة تلفوني لا يرنّ.
.
.
ما أجملهم وهم يغادرون.
*
ما تزال الكتب والمحفظة في نقليات القدموس، آلاء ستحمل الجاكيت معها....ديوان عارف حمزة أيضا بعنوانه الشجيّ وإهداءه المحبب بقي على الطاولة بأمانة الأصدقاء.
.
.
ما الذي أثار جنوني إلى هذا الحدّ؟
ربما لأن المنفضة كانت مليئة بأعقاب السجائر.
*
أشعر بتبكيت الضمير، خرجت بفظاظة وأطلقت عبارات حمقاء كعادتي.
هي محبّبة على الورق، ولا تطاق في الحضور، نعم وهذا طبيعي.
*
أتسكّع الآن في شوارع الشام، جسر الرئيس، شارع الحمرا....وخمّارة أبو سعيد.
من باب شرقي إلى بيت جدّي في الحارة القديمة، النزهة الممتعة فوق العادة.
كل الأشياء الجميلة تنتهي بسرعة، وبلمح البصر.
.
.
أنت جميلة أكثر مما أحتمل.
أنت مثلهم، اسمع نفس الجواب دائما.
ثم تغادرني عند أول منعطف.
وتذهب مع أحدهم_اللذين أشتم بتشبيهي بهم.
*
خرجت سكرانا من دمشق.
عشت خمسة أيام في حالة ثرثرة من الداخل.
هنا لست بخير. وهناك لست بخير.
.
.
الحبّ....رغبت أن أقرأ عن الحبّ وفي الحبّ....اللعنة على الحب وعلى من أوصلتني إليه.
.
.
الحبّ
نودّعه بلا أمل
ننتظر
لأجل الانتظار
وردة على الكرسي
وردة في أطراف الثوب
وردة
في الصراخ الراجع
على هيئة سحابة
لا ترتفع
ولا تسقط
*
اجتهدنا لتخليصه من الشوائب
وكلنا يعرف كم هو فقير، هشّ، وقابل للزوال
ونعرف بالفطرة أنه من الصنف الذي لا ينتهي
يحدث مرة واحدة، وهذا ما قيل لنا
أقمنا الحدود حوله،
فوجدناه خارجها
جهدنا لحراسته،
فأختلط بالكلام
وعد النساء لنا به، قرّبه من التأنيث
ووعدنا المقابل أعاده للبداية
فأغمضنا العيون لنراه في نقائضه
بهدوء مبالغ فيه
كان يقترب
لكن المسافة باقية على حالها
ونحن نردد ما تعلّمناه وأكثر
فهل يصحّ أن نسميّه بعد اليوم بالمنقذ!؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة
- علينا أن نواجه_ثرثرة
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت
- المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة