سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إذا كنا نعتقد أنّ المعركة ضد "الدكتاتورية" قد تمّ حسمها يوم 9 نيسان 2003 فبالتأكيد نحن مخطئون، فإسقاط الصنم هو مجرد بداية لعملية شاقة و طويلة تستلزم منا كعراقيين أولا و كصحافيين و مفكرين ثانيا أن ننشر وعيا و ثقافة عالية المستوى للانتصار في هذه المعركة، أنا طبعا أرفض لغة المعارك و العنف، و لكن لبشاعة الدكتاتورية التي لم يذق أحد مثيلا لما عشناه في العراق، فإني أفضّل أن أطلق عليها مصطلحات "معركة" ؛ "صراع" بل و "صراع حتى الموت".
لكن للأسف فإن هناك بين سياسيينا من يحاول تناسي جرائم البعث المقبور و يروج لأحداث كجرائم النظام و حروبه و قبوره الجماعية و أسلحته الكيمياوية و خلقه للطبقية الكريهة و كأنها كلها "كوارث طبيعية"!! أقرب إلى الزلازل و الفيضانات و انتشار الأوبئة، لذلك أقول أن هذه حقيقة يجب أن نتكلم عنها رغم مرارتها و بشاعتها، فهناك الكثير من الكلام و الثرثرة و العمل في سبيل ما يسمّيه هؤلاء "مظلومة أنصار البعث"!! و توفير رواتب و تعويضات و أموال و شقق و ربما حتى زوجات لهؤلاء الذين كانوا يوما يمتصّون دمائنا و يأكلون أموالنا و يقتلون و يذبحون فينا نحن العراقيين، بينما أبناء المقابر الجماعية و ضحايا الكيماوي و ضحايا التهميش و الترهيب البعثي، الذين لم يذوقوا طوال حياتهم إلا السأم و العذاب و الخوف من المستقبل المجهول، لا زالوا يعانون من الحياة الصعبة و الغلاء و عدم امتلاك بيت أو حتى غرفة أو سيارة و ما إلى ذلك من الأمور الضرورية للحياة في بلد غنيّ كالعراق.
هذا يعني فيما يعنيه أن هذه الشريحة من المسئولين لم تؤمن بالصراع مع بعث صدام حسين كصراع مع دكتاتورية اضطهدت و ابتلعت حقوق شعبها بل كان في عقلهم صراعا من أجل استبدال دكتاتور بآخر، و لا يهم إن كان ينتزع شرعيته و حكمه الاستبدادي و الوراثي من النزعة القومية أو المذهب و الطائفة، المهم بالنسبة إليهم هو سحق الشعب تحت شعارات "النضال" و "الجهاد" و أن يكون الناس كتلة من الجماهير تقرع باب "الزعيم" أو "الرئيس" لتنال مكرماته و نعمه.
مطلوب من إعلامنا و مثقفينا و كتابنا أن يقوموا بتوعية الشعب بأنّ "رغبات المواطن العراقي" و حاجاته و حريته و كرامته الإنسانية و حقه في استبدال الحكّام ـ حينما يفشلون في أداء مهامهم ـ و محاسبتهم على سرقاتهم و إخلالهم بالواجب و القانون، هي من أهم أوليات الدولة العراقية الجديدة، و أن المسئول غير مطاع فيما يكون بالضد من مصلحة المواطنين و حريتهم و كرامتهم.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟