سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يبني دوْلةً من يركض وراء بناء نظامٍ عشائري قبلي، يقوم قانونه على أخلاق العار و الشرف و يكون فيه قتل المرأةِ أو إحراقها من أعظم أعمال الرَّجُل البطولية، و يكون هاجس الرَّجل و هَمُّهُ الاجتماعي هو مراقبة كُل حركات و سكنات و أنفاس زوجته أو أُمِّهِ و أُخْتِهِ و خنجره أو مسدَّسه جاهز للقضاء عليها.
لا يبني دوْلة من يُثيرُ حروبا عشائريّة و قبلية تحرقُ الأخضر و اليابس و تكون العنجهية و الثأر و الانتقام و الغزو و الواسطة من فضائله، بينما اللجوء إلى القانون و المحاكم و الشكاوى القانونيّة في هذا المجتمع هو من الرَّذائل و من أخلاق المخنّثين ممن لا يصلح للصولات و الجولات أو أخذ "حقّه" بذراعه و بقوته، و من خلال هذا المنطق "العزيز الجّبّار المهيمن" يبني كُلّ علاقاته الاجتماعية و السّياسيّة الدّاخلية و الخارجيّة.
لا يبني دولة من يحرص على بناء ميليشيا خاصَّةٍ به، ليس لها ولاء للشَّعْب أو للقانون بل للزعيم الأوْحد و القبيلة الذّهبيّة و لكل ما هو فوق القانون و المساواة.
لا يبني دوْلةً من يروِّج بعد كُلّ ما سبق للكراهية و الطائفية و العنجهية القومية و تفتيت المجتمع إلى فئات و مراتب و أنواع، و لو كان له أدنى عقل لأدرك أنه بكلّ هذا يهدم مستقبله و يضعف نفسه بنفسه و أظن أنّه بهذا العمل يحسن إلى الشعب إذ سريعاً ما يهوي ليتحطم أمام مدِّ القانون الّذي يجتاح العالم أجمع و هو المَدُّ الّذي تدعمه الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و الأُمَم المتحدة.
لا يبني دولةً ذلك الّذي لا يعرف من السياسة إلاّ ثلاثاً: إمّا النفاق الأموي الميكافيللي أو خطابات التهديد النارية التي تتوعد بحروب ضروس أو حفلات الاستقبال و السجاد الأحمر و التبَسُّم للكاميرات التي تشع بأضواء البرق.
لا يبني دولةً من يفخر بحكومةٍ أو وزراء تحتها شعب جائع، خائف يترقب قوات الأمن أنى تقبض عليه أو يقضي على حياته الكساد الاقتصادي و ارتفاع الأُجور و برلمانٌ يُتقن التّصْفيق و إصدار قوانين مضحكة مبكية لا تنفع الشّعب المسحوق ـ و الّذي يُنتَظَرُ منه مواجهات مصيريّة مضحكة ـ شروى نقير.
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟