أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة















المزيد.....

حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن العنف الذي نشهده في العراق هو نتيجة طبيعة لقرون و عقود من الكبت الفكري و النفسي الذي طال العراقيين حالهم حال الشعوب المسلمة في المنطقة، لكن معاناة العراقيين كانت أكبر لأسباب و منها:
أولا: موقع العراق الجغرافي الذي يمثل تقاطع الطرق بين أمم و شعوب مختلفة مما جعله محطّ رحال القبائل البدوية العربية، التركية، الفارسية، الرومان، المغول و مهربا للمتدينين، كمثال على ذلك هاجر آلاف اليهود من الاضطهاد الديني الذي شهدته أوروبا في القرون الوسطى، كما لجأت إليه فئات مسيحية اتُهمت من قبل الامبراطورية الرومانية بالمروق و الانشقاق عن الكنيسة.
ثانيا: حُكم العراق على مدى قرون كاملة من قبل أنظمة مستبدة لا تنتظر من الشعب إلا الطاعة و العدل و المساواة ليست من ضروراتها، بل منّة تمنّ بها على الشعب، لأنّ هذه الفئة "الحاكمة" هي التي جاهدت و ناضلت و قدمت دمائها تضحية للتغيير، بينما الشعب الذي قاد التغيير و سالت دمائه على ساحات إسقاط المستبدين، ليس له أي قيمة، و هذه العقلية المتخلفة التي هيمنت على السلطة امتدّت من الأمويين و العباسيين و العثمانيين و من ثُمّ العهدين الملكي و الجمهوري و هناك من يتعامل بهذا المنطق مع الشعب إلى الآن.
ثالثا: كان لنهوض الأفكار المتطرفة في العالم و الجوار الإقليمي أثرٌ كبير في العراقيين فكان أن سادت الشيوعية "المتطرفة على الطريقة السوفيتية الصينية" و القومية على النمط النازي ـ كل النظريات القومية تنتهي بكوارث ـ و من ثُمّ الأصوليات الإسلامية على طريقة السعودية و إيران، حيث أن كلا التجربتين تمثلان لونين من التطرف الديني الرافض للديمقراطية و لا حاجة للاستدلال على وجود إسلاميين يتبعون كلا اللونين من التنظير الديني و السياسي على الأرض العراقية، لكنني أعتقد أن النموذج الإيراني أخطر من ذلك السعودي لكون السعودية دولة قائمة على أساس "القهر الوحشي" و لا يصعب على أي جهد أن يثبت أن النظام السعودي لا يمتلكأي شرعية ـ اللهم إلا شرعية الغلبة و القهر كما ينظر لها فقهاء الأمر الواقع ـ لكن النظام الإيراني يتحجج بـ"الانتخابات" و أنه يؤمن بقيم الحرّية "حرية إذا قارناها بالسعودية فهي مثالية لكنها في الحقيقة قهر مقنع" و التطور.
السؤال الأهمّ بعد كل ذلك هو: ما هو الحل؟.
هناك عدة جوانب يجب أن تتوفر ـ داخلية و خارجية ـ لتغيير هذا الواقع المأساوي و البشع، و معروف أن دول العالم الثالث، و العراق من ضمنها، تتمتع بأنظمة ذات سمة ديمقراطية حينما تكون سيادتها منقوصة أو تقوم دولة أو مجموعة دول كبرى ديمقراطية بالتأثير في قراراتها، لكن بمجرد أن يتقوى ما يُسمّى بالحكم الوطني فإن ثقافتنا المحلية التي تميل إلى عقلية العقاب و السيطرة و الهيمنة و التصارع، تبدأ مكونات المجتمع من أحزاب و تنظيمات و قوميات و مذاهب بالتصارع لا عبر الفكرة بل السلاح و سرقة أكبر قدر ممكن من السلطة.
إن التدخل الخارجي في مجمله سلبي خصوصا حينما يأتي من دول الجوار الإقليمي، لكن التدخل الإيجابي ضروري مرة أخرى لمساعدة العراقيين على تجاوز تلك الأطراف الداخلية الساعية إلى جعل العراق مناطق نفوذ قبلية عشائرية قومية طائفية، و لو كانت دول الجوار تبني لنا المستشفيات و المعامل و المرافق الحيوية لكان هذا الوجود و التدخُّل مُرحبا به، لكان النتيجة المنطقية تقول أن الأنظمة التي لا تنفع شعوبها لا يمكن أن تنفع شعبا آخر.
لا يعني كلامي هذا أن تصبح حكومتنا تابعا يوافق على كل ما تطلبه الدول العظمى دون مراعاة مصالح الشعب الذي انتخبها و حتى الأمريكيون لا يريدون هذا النوع من الحلفاء الذين لا رأي لهم، لكن أيضا أُحذر من مسئولين عراقيين يفكّرون بمنطقٍ لا يختلف عن منطق البعث المقبور و عصر الحرب الباردة و دول الإنحياز في العالم الثالث، فهناك مسئولون عراقيون يتحدثون عمّا يُسمّونه "الاحتلال الأمريكي"!! ثمّ هم أنفسهم يُقررون في البرلمان أن من الضروري الاستعانة بهذه القوّات لبناء الجيش العراقي الجديد و تجهيزه بأحدث الأسلحة و الإمكانات، فكيف تكون قوات التحرير "احتلالا"!! يدعم الجيش الوطني.
عقلية "الاستقلال" القديمة التي تفكر في الاستقلال على أنه "قطعة أرض خالية من الغرباء"!! هي عقلية متخلفة و غير واقعية، فكثير من الدول التي تملك جيوشا و أساطيل و قوات جوية هي في واقعها السياسي تابعة إلى الدول العظمى عبر أنظمة و تحالفات و واقع استراتيجي مفروض عليها، كوبا و فنزويلا هي خير مثال على كلامنا فهاتان الدولتان مستقلتان "إعلاميا"!! عن الولايات المتحدة بل و تخاصمانها، بينما في الواقع هي تابع صغير في المنظومة الاقتصادية القائمة في أمريكا اللاتينية، بينما نجد دولا أوروبية كألمانيا ـ التي توجد فيها قوات فرنسية و أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية ـ و اليابان التي لا جيش حقيقي لها بل تتكفل الولايات المتحدة بحمايتها و الدفاع عنها، هذه الدولتان هي دولتان عُظميان رغم "الوجود الأجنبي ـ حسب تعابيرنا المتخلفة".
إن البدء من الصفر لبناء عراق حقيقي يستلزم أن نضع نصب أعيُننا هدفاً واحدا هو: أن الدولة لا معنى لها إذا كان شعبها فقيرا و مظلوما و مقسما بينما فئة صغيرة تحتكر كل الثروات و اللذات ـ طبقاتنا الحاكمة تحتكر حتى ملذات الخمر و النساء الجميلات دون الشعب المسحوق ـ و هذا يعني أن الاستقلال الذي نتحدث عنه بعقلنا الشرقي القديم لن يجلب لنا إلا التجارب المكررة تلك التي تشبه العهود الملكية و الجمهورية و أنماط كاسترو القبيح و تشافيز، فضلا عن الطاغية المقبور صدام و حزبه الذي يلعنه الله و التاريخ و الشعب، فنحن لا نريد هذه الأنماط التي لا يهمّها لا الإنسان و لا سعادته أو مصالحه.
المشكلة الكبرى التي يعيشها أغلب العراقيين هي نظريات المؤامرة و هي أنماط، فمنها ما هو ديني أو قومي لا تعرف إلا أمرا واحدا هو أن كل ما يحصل من حولنا هو إما من تدبير الله و إبليس ـ الأخير هو عميل للذّات الإلهية عملا بهذه النظرية لأنه خلق إبليس ـ أو أمريكا و إسرائيل و الصهيونية العالمية و الماسونية العالمية و غيرها من الخرافات، أو أنها مؤامرات على الطريقة "الشيوعية" من قبل الرأسمالية و الاستعمار العالمي لخنق "الحركات التحررية" المزعومة، و هذه الكلمات الشيوعية التي تزعم أنها علمية لا تختلف قليلا أو كثيرا عن خرافات الملالي في الأزهر و مكة و قم.
ترى إلى متى سنبقى أسرى هذه العقلية؟ ربما إلى أن ننقرض كشعوب و أرجو أن أكون مخطئا.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]





#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لقوانين الصحافة..
- حول دعوة مقتدى الصدر للتظاهر.. -ضحايا-!! يبكون على صدام..
- وعي المواطن العراقي للإنتخاب!!
- العراق على عتبة الديمقراطية
- هل يعود البعثيون إلى الحكم؟
- لا يبني دوْلة..!!
- العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.
- حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين
- قُل يا أيُّها المسلمون .. لا أعبد ما تعبدون!
- عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.
- نقد العقل المسلم ح 33 و الأخيرة
- نقد العقل المسلم ح 32
- نقد العقل المسلم ح 31
- نقد العقل المسلم ح 30
- نقد العقل المسلم ح 29
- نقد العقل المسلم ح 28 الفرد و الدّولة
- نقد العقل المسلم ح 27
- نقد العقل المسلم ح 26
- نقد العقل المسلم ح 25


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة