أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهيل أحمد بهجت - العراق على عتبة الديمقراطية














المزيد.....

العراق على عتبة الديمقراطية


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 10:48
المحور: المجتمع المدني
    


منذ مائة عام أو أكثر و جرثومة القومية تنهش في روح و مجتمع و كل جوانب و أركان دولنا المسلمة و الشرق أوسطية، و لسوء الحظ فإن الإصلاح الدِّيني الّذي كان قويا في منتصف القرنين الثامن و التاسع عشر لكنه تعثر بسبب نشوء الأنظمة القومية و المستوحاة من النظم الأوروبية العتيقة التي انهارت بسقوط ألمانيا النازية خلال الحرب الكونية الثانية، و إذا كان البعض يظن أن التطرف الدِّيني هو الّذي أنشأ و دعم الأنظمة القومية الدكتاتورية فهو ظنُّ مخطيء إلى حدٍّ ما.
صحيح أن رجال الدين ساهموا في تضييق الأفكار و مواجهة اللبرالية، إلى أن الأنظمة القومية ـ غالبيتها رفع شعار العلمانية نفاقا ـ أساءت إلى العلمانية ، باستثناء التجربة التركية، إذ عمدت إلى التضييق على الحريات و منعت أيّ انتقاد "صريح" للسلطة و نظامها الهرمي كما أتاحت لرجال الدين "المتطرفين دون المعتدلين" أن يقوموا بغسل الأدمغة و اتهام كل حركة إصلاح علمانية أو لبرالية بأنها "عميلة" و "خائنة"، و بينما كان أرباب السلطة يحتكرون الإعلام و المساجد و دور العبادة لم يبق لليبرالي إلا الإنزواء في زاوية المنزل.
تسبب رجال الدين من طرف ما بتسلط الأفكار القومية و العنصرية التي تجد شرعيتها من خلال فتاوى "الغلبة بالسيف" و التي شرعها السنيون و تراكمت طوال ألف عام مضت، و من المؤسف حقا أنْ نجد دعاة الإصلاح في منطقتنا يذهبون ضحية المؤامرة الداخلية للدكتاتوريين و المُعمّمين المتطرفين، بالتالي فإن طريق التغيير شبه مسدود.
و لحسن حظ العراقيين فإن ما كسر الجمود الّذي كان جاثما على الصدور و كان يمنع أيّ أملٍ بالتغيير، تمّ إزاحته عبر التدخل الأمريكي الّذي لم يكن نتيجة اعتباط كما يروّج له العروبيون و القوميون ـ القوميون هنا تسري على العرب و غير العرب في العراق و خارجه ـ من أمثال "فيصل القاسم" الّذي يهلل و يُصفـّق لكل بوق يبكي على أيام المآتم و الحروب أيام البعث الغاشم، لكن العراقيين الطامحين إلى الحرّيّة الحقيقية لا بُدّ لهم من أن يدخلوا صراعا ـ بأسلوب سلمي ثقافي ـ ضدّ قوى الظلام الرجعية المستترة بالدِّين تارة و بالقومية و الحقوق التاريخية تارةً أُخرى، و هذا الصراع يتطلب وعيا ثقافيا و اجتماعيا.
علينا كعراقيين أن ندرك "الخدعة" التي يروج لها أرباب الوراثة و النزعات القومية و الطائفية، فالحق و الحقوق لا معنى لها إلا بفهم "حقوق الفرد" إذ لا معنى لحقوق الجماعة بدون الأفراد. كان القرن العشرين عصر صراع بين ثلاث أنماط من التفكير:
أولا: المـاركسية التي أرادت إلغاء الفرد و جعله رقما بسيطا لا معنى له، و الماركسية وجدت رواجا بين كثير من الشعوب بفضل نزعتها المتجاوزة للقومية، لكنها سقطت لموقفها السلبي من الدِّين الّذي تحول إلى ما يشبه الاضطهاد العقائدي، كما أنها تحولت و منذ قيام الأنظمة الشيوعية إلى تبرير سخيف للدكتاتورية.
ثانيا: الفلسفات التي انطلقت من نيتشه و هيجل في خلق "الدولة القومية" التي اختصرت نظريتها في النهاية على نظرية "الدّم النقي"، و كانت حرب ألمانيا النازية مع الاتحاد السوفيتي إحدى الأدلة الواقعية على وحشية و استبداد الطرفين.
ثالثا: الديمقراطية اللبرالية العلمانية التي تجسدت في الغرب و أستراليا و دول أخرى كثيرة، هذه النظرية الأخيرة هي أكثرها نجاحا و استمرارا لأنها و باختصار لا تزعم الكمال و المثالية لأن الإنسان نفسه مليء بالعيوب، لكن التكامل يحصل عبر إتاحة المجال لحرية التعبير و طرح المشاكل و الحلول و حرية الفرد و المجتمع منظمة بقانون يكفل للمواطن حماية من العسف أو الإعتداء على حريته الشخصية و الاقتصادية، من هنا استطاعت هذه الدول أن تلغي كل الحدود بينها و على كافة الأصعدة لأن الحرية في ظل قانون ـ لا يكون فوقه أحد ـ كفيلة بخلق أقوى اتحاد شهده التاريخ ـ نموذج اتحاد الولايات الأمريكية و الاتحاد الأوروبي ـ .
إنتهى القرن العشرين بهزيمة الشيوعيين و القوميين على حدٍّ سواء و هنا و نحن في بدايات القرن الحادي و العشرين فإن الصراع الدائر الآن بين الديمقراطية اللبرالية و أنظمة الشرق الأوسط القائمة على التبرير الدِّيني "الإسلامي" ستنتهي بالتأكيد بهزيمة هذه الأنظمة و نهوض الحرية و الفرد كأساس للقيم.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعود البعثيون إلى الحكم؟
- لا يبني دوْلة..!!
- العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.
- حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين
- قُل يا أيُّها المسلمون .. لا أعبد ما تعبدون!
- عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.
- نقد العقل المسلم ح 33 و الأخيرة
- نقد العقل المسلم ح 32
- نقد العقل المسلم ح 31
- نقد العقل المسلم ح 30
- نقد العقل المسلم ح 29
- نقد العقل المسلم ح 28 الفرد و الدّولة
- نقد العقل المسلم ح 27
- نقد العقل المسلم ح 26
- نقد العقل المسلم ح 25
- نقد العقل المسلم ح 24
- نقد العقل المسلم ح 23
- نقد العقل المسلم ح 22
- نقد العقل المسلم الحلقة الحادية و العشرون


المزيد.....




- منظمات حقوقية تحذر -مؤسسة غزة الإنسانية- من تواطؤ محتمل بجرا ...
- الاتحاد الأوروبي يهدد بتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل بسبب ...
- سفير إيران في جنيف يؤكد ضرورة التأمل في أهداف ميثاق الأمم ال ...
- اعتقال جاسوس من الجنسية الأوربية في محافظة همدان
- الأمم المتحدة: بعض هجمات -إسرائيل- على إيران انتهكت القانون ...
- اعتقال 3 إسرائيليين رفضوا إدخال آخرين للملاجئ أثناء صفارات ا ...
- نتنياهو: إعادة الأسرى من غزة ستستغرق وقتا إضافيا
- فيديو متداول لـ-اعتقال جواسيس- في طهران.. هذه حقيقته
- شرطة الاحتلال والشاباك: اعتقال شاب في تل أبيب بتهمة التجسس ل ...
- 4 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهيل أحمد بهجت - العراق على عتبة الديمقراطية