أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الإسلام والمسيحية 3














المزيد.....

الإسلام والمسيحية 3


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 04:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في الفكر المسيحي منذ أغسطين إلى توما الإكويني هنالك فكرة رئيسية وهي : أن الإنسان في مسيره نحو التطور سيصل العالم كله في النهاية حتما إلى المسيحية وهي شريعة الحب ويجب على المسيحية أن تقوم بإستيعاب الأديان الأخرى في ديانة واحدة .
وهذا ما فعله الإسلام في بداية القرون الوسطى حيث إستطاع أن يستوعب الأديان الأخرى في صورته الحقيقية وقام بقصها وتقييفها كما يفعل الخياطون بقطع القماش , فرتبها على صورته هو وكأن الإسلام يشبه إلى حد بعيد سرير (بروكست) حيث كان بروكست يقص الجثث التي يصطادها ويقلم ويقصص أرجلها على حجم سريره الذي لا يملك غيره .

ويبدو أن التأثر الغربي بالفكر الشرقي هو جوهر العالم كله فالمسيحية في الأصل إنتاج فكري شرقي وليس غربي ولكن العالم الغربي عاناها وعايشها أكثر من الشرقيين أنفسهم وأخلصوا لها أكثر مما أخلص لها الشرق نفسه حتى أن الحملات الصليبية كلها من أجل الدفاع والذود عن كنيسة المسيح وحضيرته .
ولكن ضد من ؟
كانت ضد الشرق الذي تنكر للمسيحية وأعلن عن تطور مذهب جديد فكري , غير أن عملية جذب العالم الشرقي إلى المسيحية كانت وما زالت صعبة جدا أما الحوار والتفاعل وإقرار السياسات الدينية فإنه لم يعد صعبا جدا غير أنه مرة أخرى لم تفلح المسيحية بخلق هلنستية مسيحية شرقية غربية لأنها تصر على أن جسد المسيح الدجال ما زال مختبأ في ثنايا المعابد الشرقية المزيفة .
وأول من سعى لخلق هلنستية ثقافية هو الإسكندر المقدوني في القرن الثالث قبل الميلاد والذي حاول خلال مسيرته وفتوحاته القصيرة جدا من ناحية الوقت والكبيرة جدا من حيث المساحة , حاول جدا أن يزوج 10000 عشرة آلاف شرقي من عشرة آلاف شرقية من أجل دمج العالمين ثقافيا وبيولوجيا ونتج عن هذه الزيجات والفتوحات الذكرية ولادة عالم هلنستي .
والصراع بين العالم الشرقي والعالم الغربي ليس حديثا ولم يكن في البداية يستند إلى رؤيا علمية بل كان يستند لرؤيا أسطورية حين أختطفت (أوروبا ) وهي إبنة الملك(اجينور) ملك فينيقيا ومنذ ذلك الوقت أقام الشرلاقيون حملات تصعيد عسكرية ضد من وصفوهم بمختطفي أوروبا البنت الجميلة والمدللة .
وكانت حملة الإسكندر بعد ذلك الوقت بكثير في القرنيين الثالث والثاني قبل الميلاد غير أن خطته لم تستمر بالنجاح نظرا لقصر عمر دولته التي تفرقت وتفككت بعد موته بين بطليميوس والتي عرفت فيما بعد بإسم دولة البطالسة ...إلخ .

كان المثقف الغربي إذا أراد أن يظهر للناس ثقافته يتكلم ويتلفظ بكلمات عربية في القرن8الثامن والقرنين 9 التاسع والعاشر للميلاد.
وكان الفار الأسقف المعروف في قرطبة يتهكم على الأوروبيين والمسيحيين الذين يهتمون بثقافة المسلمين ويقلدون المسلمين ومثقفيهم ولا يهتمون بثقافة الإنجيل والتوراه قدرما يهتمون بثقافة الفلسفة العربية والإسلامية.
وكانت طروحات الغزالي وإبن رشد هي حديث المثقفين الدائم في قرطبة وإسبانيا وفرنسا وأينما ذهبت تسمع كلاما للغزالي وإبن رشد والكندي في القرن الثاني عشر للميلاد في عموم أرجاء أوروبا الشرقية .
ولكن إهتمام العالم المسيحي في أوروبا لم يكن بثقافة القرآن والسنة والحديث النبوي بل كان منصبا على الإهتمام الفلسفي لقواعد الترجمات العربية للفلسفة الأرسطية والإفلاطونية .
وكذلك كانت الحال عند الشرقيين حيث نشطت حركة الترجمة العربية منذ عصر المأمون بأنواع الفلسفات اليونانية ولكن العرب لم يكونوا ليهتموا بالأدب اللاتيني أو بالمسرح اللاتيني وأهملوا المسرح اليوناني إجمالا إهمالا كاملا على الإطلاق ولم يترجموا مسرحية أثينية واحدة بل إهتموا بالأرسطية والإفلاطونية حتى أن علم التاريخ اليوناني كعلم لم يهتموا به إطلاقا وأهملوه كما أهملوا الشعر والمسرح والفنون الأدبية والنحت معها .

ولربما يعود ذلك لإحساس الشعراء والمترجمين العرب بعظمة الشعر العربي وتفوقه على الشعر اليوناني من ناحية ومن ناحية أخرى لعزوف العرب عن النحت نظرا لأنه حرام وكفر ووثنية وجاهلية فلم ينصب إهتمامهم على فنون النحت.
أو لربما يعود أصلا لكون الفلاسفة العرب الأرسطيين وغيرهم ما كانوا ليهظموا الشعر والأدب اليوناني لأنهم أصلا ليسوا شعراء بل محبون للفلسفة فقط لا غير .
وإن الذي إهتم به العرب من فلسفة علمية أرسطية إستدلالية هو نفسه الذي إهتم به المترجمون في أوروبا فلم يهتم المترجمون بالشعر العربي كثيرا وإنما إهتموا بإعادة التراث الوثني اللاتيني لأمه أوروبا الشرقية فباشروا بالعودة للفلسفة اليونانية عن طريق التراث العربي الذي عمل على حفظ الفلسفة اليونانية بعد أن أهملتها أوروبا بسبب إنتشار المسيحية في أوروبا .
وكانت جرأة كتاب دليل الحائرين لمؤلفه اليهودي إبن ميمون أثرا في كره اليهود في ذلك الوقت للفلسفة حتى أن أحبار اليهود أفتوا بعدم السماح لغير البالغين عقليا بتعاطي الفلسفة .
وكان عادة رجال الدين المسيحي واليهودي أن يتهموا بالكفر والإلحاد والإسلام!!!كل من يتعاطا بالفلسفة .
وهذه عادتنا نحن العرب اليوم فإن شيوخ الإسلام يتهموننا نحن إذا صح التعبير بالمسيحية واليهودية والشيوعية والإلحاد والزندقة لكل من يتعاطا بالفلسفة أو بخصائص نمو الفكر السليم ضمن أصول وقواعد المجتمع المدني الحديث.
إن ردة فعل الغرب حيال الإسلام كانت نهظة (ريسانس) بسبب إثارة الفتوحات الإسلامية لحفيظة المدافعين عن المسيحية , وكذلك أعطت المسيحية البيزنطية نفس ردة الفعل حيث نتج عنها ثورة دينية إستطاعت أن تفتح مصر وتؤسلمها وتعربها وإستطاعت أن تفتح بلاد الفرس وتسبي بانت يزدجرد عظيم الفرس , وأن تختطف بناته إختطافا منظما كما إختطف العالم الغربي أوروبا الجميلة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا رأيتك في منامي
- الطلاق1
- أقلام النت
- الحب والجنس
- طفل العراق
- العراق الحزين
- السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
- صباح الحب والقبلات الندية
- قارة آسيا المأزومة عاطفيا وسياسيا وإجتماعيا 1
- الغيورون على الإسلام
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1
- الضعفاء والأقوياء
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء2
- شريعة الرجال شريعة الغاب
- فقهاء المرأة يشتمونني1
- التكافل الإجتماعي نظام متخلف
- الديانات الثلاثة والتغيير2
- الاسلام واليهودية والمسيحية وأشكال الصراع 1


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الإسلام والمسيحية 3