دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:08
المحور:
الادب والفن
1
بين الدهليز والمسراب /
بابُه الأخضر ، عمامَة
جبّة ٌ طويلة ٌ ، رواقه
السقفُ الوطيء ظهره
والأطرافُ جدرانٌ هرمَة
أيهذا الدهليزُ الدرويشُ :
عينكَ المصباحُ لنا تعويذة ٌ
نخمشُ بها طيفَ العتمَة
الآبق من المسراب ـ كزيارَة .
2
بين الدّرج والحديقة /
لندخلنّ والحذرُ ظلنا
هيَ ذي أرضُ الديار ، المُعرّقة
ترعشها ، مُتحدرة ً ، الخطى الواجفة
والدّرجُ ذاكَ ، دليلنا
إلى عمق الحديقة :
أين الممرّ حيّة ٌ مُرقطة
والتوتة ، شجرة معرفة .
3
بين الأشجار والظلال /
الطيورُ للأشجار ، والظلال لي
الكناري ، لفظ ألحانه الأخيرة
لا فطامَ بعدُ عن ثدي الرمّانة
آيسة ً ، تتلوى الأكيدنيا بأصابع مبتورة
أسجته الطفولة تحت جذع الزيتونة
لا عزاءَ لعينيّ الدرّاقة ، المُلتهبتين
يا كناري :
قلبُ الجنينة نارنجة ٌ كسيرة
لا ظلالَ بعدُ .
4
بين الأزهار والفصول /
للفلّ بلاغة الخريف ؛ للشمشير كوكبٌ جهمٌ
في مَجرّةٍ مُنجّمَة .
للغاردينيا عيونٌ حَوَرُ ، نصاعتها ثلج الشتاء
للجوريّ تأويلٌ نبيلٌ ، دائرٌ على ألسنة دَهْماء .
للسَمكة فمٌ أثرَمُ ، كيما يُقبّل طفولتنا
للأقحوان ضروع الربيع ؛ للزنبق سيفُ الصيف
للقرطاسيَة خليّة زيزان ؛ خملُ الطنافس للقرنفل ِ
ودفقُ العَبق للمنزل ِ .
5
بين الممشى والمَنظرة /
سديمٌ ، من أوّل الأكوار لآخره
النحلُ والزنابيرُ ، فوجاً بعدَ فوج ٍ
آذنته بنفير الهاجرة
( كلّ أسل ٍ فيءُ نملة )
الممشى المسقوفُ ، الموسومُ بكائناته
خمّسته ، نكاية تفرّده ، دروبُ المنظرة
من آخر الأدوار لأوّله
سديمُ قبّرة .
6
بين العرائش وأرض الدّيار /
سماءٌ مُشاكلة ٌ لها ؛
تلك العارشة ، المجنونة
المُنفشة خصلاً خصلاً
على جبين المطبخ ، الآجريّ
طلاسمٌ صحَّ معلولها ؛
تلكَ العارشة ، الكرمة
المُنقشة فوق الجام الملوّن
للشبّاك المُقوّس ، القروسطيّ .
7
بين الياسمينة وحجرتي /
مشامٌ منعوتٌ بأثالها ؛
تلكَ العارشة ، الياسمينة
المُرقشة نجمة ً نجمة
في كون نافذة الإستقبالِ
خلفَ مضلعاتها ، ثمّة
غرفة الشاعر ، تختلي
( هذا سطوٌ على المنزل الأول ِ )
* مقطع من قصيدة طويلة ، بعنوان " تصاوير "
[email protected]
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟