أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - غسيل الأعراض!!














المزيد.....

غسيل الأعراض!!


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2220 - 2008 / 3 / 14 - 08:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


د/ نصار عبدالله
بين الحين والحين تطالعنا إحدى الفضائيات العربية بحوار مع إحدى الشخصيات التى سبق اتهامها جنائيا بارتكاب أفعال ماسة بالشرف، .....فى بعض الحالات فإن أصحاب تلك الشخصيات يكونون ممن صدرلصالحهم أحكام بالبراءة ،و فى حالات أخرى يكونون ممن قد صدرت ضدهم أحكام نهائية بالسجن وأمضوا فترة عقوبتهم بالكامل أو صدر لصالحهم قرار بالإفراج الصحى ، وفى حالات ثالثة يكونون ممن مازال أمرهم مطروحا أمام القضاء !!.. ورغم تباين الحالات ففى أغلب تلك الحوارات لا تتاح للمشاهد سوى فرصة الإستماع إلى وجهة نظر الضيف الذى يحاول دائما بطبيعة الحال أن يظهر نفسه بمظهر البرىء الذى وقع ضحية لمؤامرة دنيئة أو لخطأ فادح ارتكبه سواه وتحمل وزره هو بغير ذنب أوجريرة!! ...وإذا كان من حق من صدرت لصالحهم أحكام بالبراءة أن يعلنوا الناس جميعا أو على الأقل كل من يستطيعون إعلانه منهم بمنطوق تلك الأحكام وحيثياتها ، وإذا كان من واجب وسائل الإعلام المختلفة وفى مقدمتها الفضائيات أن تعينهم على ذلك ، فإن هذا لا يـُغـنى إطلاقا عن ضرورة طرح وجهة النظر المقابلة التى تظل متمسكة بإدانة أصحاب تلك الشخصيات أخلاقيا رغم برائتهم قانونيا !!، بل إن طرح مثل هذه الوجهة من النظر تغدو بعد الحكم ببرائتهم القانونية من أوجب ما يكون لسبب بسيط هو أن براءة شخص معين من المنظور القانونى لا تعنى بالضرورة وفى كل الأحوال برائته من المنظور الأخلاقى، وكما يحتاج المرء إلى إعلان برائته القانونية فإنه يحتاج أيضا وبنفس القدر بل وربما بقدر أكبر إلى إعلان برائته الأخلاقية ،أعنى من منظور تلك المنظومة من القيم التى يؤمن بها أفراد المجتمع أو تؤمن بها أغلبيته الغالبة على الأقل ، ولما كانت البرامج الحوارية مع تلك الشخصيات التى سبق اتهامها ماهى فى حقيقة الأمر إلا شكل خاص من أشكال المحاكمة المعنوية التى تحتكم أساسا إلى ضمير المجتمع لا إلى نصوص القانون ، وهى محاكمة يلعب فيها مقدم البرنامج ـ فيما هو مفترض ـ دور الإدارة المحايدة للجلسة ، فى حين يقوم الضيف بطبيعة الحال بعبء الدفاع عن نفسه بينما يلعب المشاهدون دور القضاة ...لما كان ذلك كذلك فإن مثل هذه المحاكمة تظل ناقصة الأطراف بدون ممثل الإدعاء استنادا إلى القانون الأخلاقى للمجتمع ، وتظل كذلك ناقصة العناصر بدون شهود للنفى أوللإثبات .. ربما يقال هنا إن مقدم البرنامج هو الذى يقوم بدور الإدعاء من هذا المنظور، وقد يكون هذا صحيحا فى جانب منه لكنه مردود عليه من جانب آخر بأن مقدم البرنامج يقوم فى الوقت ذاته أو بالأحرى ينبغى أن يقوم بدور النقل الأمين لكل وجهات النظر المتقابلة ( ربما هو هنا ـ وفى هذه الجزئية بالذات ـ أقرب ما يكون إلى المُحضر الذى يقوم بتبليغ العرائض إلى ذوى الشأن ) ، وأعود من هذا الإستطراد إلى صلب الموضوع وهو أن البراءة القانونية لا تستتبع بشكل تلقائى وفى كل الأحوال البراءة الأخلاقية ، خاصة إذا كانت البراءة القانونية مؤسسة على أسباب إجرائية أو شكلية أغنت عن التطرق إلى موضوع الإتهام !!، ومن ثم فإن اقتصار البرامج الحوارية من ثم على وجهة نظر الضيف وحده من شأنه أن ينحرف بالبرنامج الحوارى عن رسالته الأساسية التى ينبغى أن ينهض بها والتى تتمثل فى كونه أداة لكشف الحقيقة الموضوعية لجمهور المشاهدين وتمكينهم بالتالى من الحكم الأخلاقى العادل على الشخصية الماثلة أمامهم ، أن ينحرف البرنامج عن كونه أداة لكشف الحقيقة إلى كونه مجرد أداة لغسل الأعراض ( قياسا على غسل الأموال ) ، بكل ما يحمله هذا المصطلح من دلالات وظلال ، وما أكثر ما قامت به القنوات الفضائية العربية فى الآونة الأخيرة من غسيل للأعراض ، ربما بالحق ، وربما أيضا بالباطل!



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل رجاء النقاش
- أميون فى معرض الكتاب (2)
- لماذا سكت النهر؟
- احتجاب الشقيقة الكبرى!
- مقاطع غير ساخرة
- الجهل الرسمى أفضل !!!
- الديسمبريون
- نكتة الموسم
- عن رحيل الرؤساء
- عن الحسبة والمحتسبين
- حبس رموز الضمير
- أيها الكائن المتوحش
- موقعة توشكى
- التيس والمرآة
- البهائيون المصريون
- الغاسل والمغسول
- لماذا؟
- أولاد حارتنا
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - غسيل الأعراض!!