أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نصارعبدالله - أولاد حارتنا














المزيد.....

أولاد حارتنا


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1681 - 2006 / 9 / 22 - 07:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


منذ أيام ، أعدت قراءة أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ( طبعة دار الآداب البيروتية )، بعد أن مضى مايقرب من نصف القرن على قراءتى إياها للمرة الأولى مسلسلة فى صحيفة الأهرام، و قد خرجت من قراءتى إياها فى المرة الثانية باستنتاج غريب ، وهو أن نجيب محفوظ هو الملهم الحقيقى لمن تسنى له بعد ذلك صياغة تلك العبارة الشهيرة التى وردت فى ميثاق العمل الوطنى فى مصر فى الستينات من القرن الماضى والتى كانت تقول : "إن رسالات السماء كلها فى جوهرها كانت ثورات إنسانية استهدفت شرف الإنسان وسعادته"،.. أما الذى دفعنى إلى هذ الإستنتاج فهو أولا مضمون الرواية الذى يمكن من خلال قراءة معينة تأوله على نحو يجعله لا يخرج فى مجمله عن هذا الإطار ، ثم هو ثانيا ذلك التقارب الزمنى بين تاريخ نشر الرواية (عام1959)، وبين قيام عبدالناصر بتقديم مشروع الميثاق إلى المؤتمر الوطنى للقوى الشعبية (عام 1962)، ثم هو ثالثا محمد حسنين هيكل الذى قام بنشر الرواية فى الأهرام ، وهو نفسه ـ على أرجح الأقوال ـ ذلك الذى صاغ بقلمه عبارات الميثاق الوطنى مترجما فيه فكر مرحلة كان عبدالناصر نفسه واحدا من المعبرين عنها ...، وإذا صح هذا الإستنتاج فإن ما فعله هيكل فى هذه النقطة لا يعدو أنه قد قام بتلخيص قرائته لأولاد حارتنا واختزالها إلى عبارة واحدة هى العبارة سالفة الذكر!!...،والواقع أن مثل هذه القراءة من جانب هيكل تفرض نفسها بالضرورة على أغلب القراء الذين تتبدى لهم بسهولة الكثير ملامح سيدنا موسى المروى عنها فى الأديان من خلال ملامح جبل التى تقدمها لنا الرواية ، والكثير من ملامح السيد المسيح من ملامح رفاعة، والكثير من جوانب السيرة النبوية العطرة من خلال سيرة قاسم، بل إنها تكاد أن تكون فى جوانبها الأساسية نفس السيرة ذاتها.....، ورغم اختلاف الوسائل فقد كان الثلاثة ـ كما تقدمهم الرواية ـ كانوا ثوارا يجاهدون من أجل الحق والعدل والحرية ، ومع هذا وعلى الرغم من تسليمنا بأن شخصيات : جبل ورفاعة وقاسم هى فى جوهرها شخصيات: موسى وعيسى ومحمد ـ عليهم السلام ـ فإن هناك مسألة هامة من بديهيات قراءة أية رواية ينبغى أن نتوقف عندها ، تلك هى أن تأول أية رواية على نحو معين ليس حجة على كاتبها ، بل إنه ليس حجة على الرواية نفسها التى ينبغى أن نحاسبها فقط على منطقها الداخلى ، وعلى مدى اتساقها مع معطياتها المباشرة ، وفى حالة أولاد حارتنا لايحق لنا أن نحاسب شخصيات الحارة إلا باعتبارهم أبناء حارة حتى وإن ذكرتنا سيرة بعضهم فى بعض جوانبها ـ أو حتى فى كل جوانبها ـ بسيرة بعض الأنبياء أو الشخصيات خارج الرواية ، وفى هذا الإطار فقد كانت جميع شخصيات الحارة مقنعة إلى أقصى حد فى ظل المعطيات التى تقدمها الرواية نفسها بغض النظر عن ية إحالة خارجية ، و هكذايظل أدهم فى الرواية هو أدهم فى الرواية حتى لو قال عنه القارئ إنه آدم المروى عنه فى الأديان ، ويظل إدريس هو إدريس حتى لو قيل إنه إبليس ، ونفس الأمر بالنسبة لقدرى وهمام اللذين يذكراننا بقابيل وهابيل ، ثم يبقى بعد ذلك الفتوات والبلطجية، واللصوص من نظار الوقف فى الرواية اللذين يذكروننا بالرؤساء والحكام فى كل البلاد العربية تقريبا.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عايدة بيرّاجا
- كلنا فى الهمّ!!
- عن اغتيال الفارس
- كابوس الشاعر ن .ع
- صلاحية الرئيس صالح
- لا أدرى لماذا؟
- جريمة الأبراشى
- الويسكى، والمنزول، والطوارئ
- أولويات حكامنا
- أبانا الذى فى المباحث
- مزيج الفسيخ واللبن
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نصارعبدالله - أولاد حارتنا