أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - هؤلاء التعساء














المزيد.....

هؤلاء التعساء


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 08:48
المحور: حقوق الانسان
    


قلبى مع هؤلاء التعساء الذين ابتلاهم الله بالأمراض النفسية والعصبية ، ..أولئك الذين تتمثل أهم وسائل علاجهم فى توفير قدر أكبر من المعتاد من المعاملة الإنسانية لهم حتى يمكن أن نأخذ بيدهم نحو الشفاء، أو على الأقل حتى لا نكون نحن عاملا من عوامل تدهور حالتهم ،.... غير أن المفارقة الأليمة تكمن فى أننا فى معظم الحالات نعطف فقط على المرضى بدنيا ( والعطف عليهم أيضا مطلوب)، فى الوقت الذى نضيق فيه بتصرفات المرضى نفسيا نتيجة لما قد يبدو لنا من غرابة تصرفاتهم فنقسو عليهم قسوة شديدة رغم أنهم أحوج إلى العطف من المرضى بأمراض بدنية، ورغم أن العطف ـ لا العقاقير ـ هو دواؤهم الأول ، إن لم يكن هو الأول والأخير!! ، ,,,,,قلبى مع هؤلاء التعساء الذين شاء لهم قدرهم أن يولدوا وأن يعيشوا فى هذه الحقبة الراهنة من تاريخ مصر بكل ما يسودها من أنانية متوحشة ومن جشع وفساد يستشرى من القمة للقاع ، وأهم من ذلك ما يسودها من طغيان بوليسى جعل من الأجهزة الأمنية هى المتحكم فى أغلب أوجه الحياة ، وفى نفس الوقت جعل من الشرائح محدودة الذكاء والأفق من ناحية، ومعدومة الحس والضمير الإنسانى من ناحية ثانية، جعل مثل تلك الشرائح هى المتحكم فى أغلب الأحوال فى صنع القرار على أكثر من مستوى من مستويات الأجهزة الأمنية ، ... فيما مضى كانت الأجهزة الأمنية تفتقر إلى الحس الإنسانى مثلما هى الآن ، لكنها كانت فى الغالب الأعم أكثر ذكاء وحنكة، فعندما كان يهز المجتمع جريمة ما أو حادث إرهابى معين كانت الأجهزة الأمنية تسارع إلى تلفيق الإتهام إلى أقرب شخص تختاره من قوائمها المعدة سلفا أو إلى أقرب شخص يلقى به حظه العاثر إلى مسرح الجريمة ثم يبدأ التعذيب لكى يعترف الضحية بأنه الجانى ثم يقدم الجانى بعد ذلك إلى المحاكمة مصحوبا بسيد الأدلة : الإعتراف طبقا للسيناريو الذى رسمته الأجهزة الأمنية،.... فيما مضى، كان السيناريو ينطوى على قدر معين من المعقولية ، وكان قابلا للتصديق من منظور الرأى العام ومن منظور المتابعين إلى أن يثبت العكس ،أما الآن، فلم يعد يهم القيادات الأمنية أن تكون سيناريوهاتها قابلة للتصديق من جانب الرأى العام فالمهم عندهم أن تكون قابلة للتصديق من جانب رؤسائهم وحدهم، ورؤساؤهم لم يعد لديهم من الخيال ما يعينهم على رسم أى تصور بديل مقنع للرأى العام، (ولم يعد يعنيهم الرأى العام أصلا طالما أن قبضتهم فى النهاية قوية وباطشة)، وهكذا أصبحت الفريسة الجاهزة الجديدة المكررة للأجهزة الأمنية هى المرضى نفسيا أو عصبيا أو المختلين عقليا ... وقد ساعدهم على ذلك سهولة انتزاع الإعتراف من المصابين بأمراض معينة ممن لا يحتملون أى جرعة من جرعات التعذيب، أو الضغط النفسى، ولو فى حدوده الدنيا !!,,,, قلبى مع هؤلاء المرضى التعساء الذين قد يوقعهم حظهم العاثر مع سلطة غاشمة لا تعرف الرحمة فى زمن لا يرحم ، قلبى معهم بعد أن اجتمع عليهم فى آن واحد : الداء والشرطة والزمان.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما
- الميراث -قصة قصيرة
- هويدا طه
- المبارزة
- الشحاذ-مسرحية شعرية نثرية من فصل واحد
- موعظة أخرى على جبال هذا الزمان
- النجل والنجلان
- أنا أرى .. إذن أنا..
- الناس والكلاب
- يافرحتنا بوزراءإعلامنا
- قانون بقاء الجرح
- حكاية المادة 77
- مستقبلنا موز
- المنافقون
- الركسوتالجى!
- محاكمة صدام حسين
- المصريون ينتحرون
- والله زمان ياحنا


المزيد.....




- للسيطرة على حركة المهاجرين نحو بريطانيا.. الشرطة الفرنسية تع ...
- اعتقال عميلين للموساد في طهران وجاسوس في كهكيلوية وبوير احمد ...
- منظمة حقوقية: مقتل 657 شخصا في ايران جراء الضربات الاسرائيلي ...
- منظمة حقوقية تكشف أحدث حصيلة لضحايا إيران من ضربات إسرائيل
- تقرير: عودة اللاجئين السوريين تصطدم بتحديات -بنيوية عميقة-
- بن بيه يستعرض أهمية إعلان مراكش حول حقوق الأقليات الدينية
- السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: لم يفت الأوان بعد أمام ...
- وزيرة دنماركية تهاجم -ميتا-: تطلق الدعاية بدل حماية الأطفال ...
- الأمن السوري يقبض على قيادي عسكري سابق متهم بجرائم حرب
- اعتقال -عميل للموساد- في إيران.. فضحه -واتساب-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - هؤلاء التعساء