أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - والله زمان ياحنا














المزيد.....

والله زمان ياحنا


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


حين التحقت فى مطلع الستينات بكلية الإ قتصاد والعلوم السياسية كان حنا عزيز يسبقنى بعامين، فقد كان واحدا من تلك الدفعة التى يطلق عليها أبناؤها دفعة المتفوقين ، أما نحن فقد كنا نطلق عليها دفعة الخليط أو الدفعة المختلطة، أما السر فى هذه التسمية فهو أن الدفعة الأولى من طلاب كلية الإقتصاد لم تكن من بين الحاصلين على الثانوية العامة فى عام إنشاء الكلية، ولكنها كانت خليطا من الطلاب المتفوقين من كليتى الحقوق والتجارة ، ونظرا لأن العدد الإجمالى لطلاب الكلية كان محدودا جدا فقد كان أغلب الطلاب يعرفون بعضهم بعضا معرفة شخصيةعلى مستوى جميع الدفعات ، وكان حنا عزيز واحدا من الذين يعرفهم الجميع ويحبهم الجميع0
كان حنّا يتسم بقدر نادر من خفة الظل وحلاوة الحديث رغم أن أهم مايميزه هو أنه كان "أخنف" !، ورغم أن خنفه كان من العيار الثقيل ، ومع هذا فإن المرء لم يكن يمل سماع حديثه قط!!0
كان حنا يجمع بين الدراسة والعمل فى إحدى الشركات لكى يخفف عن أسرته أعباء إعالته، كان يعمل فى المساء ويأتى إلى الكلية فى الصباح، ومع هذا فقد كان متفوقا ، وحينا كنا نسأله : "كيف تجمع يا حنّا بين العمل والدراسة والتفوق فى آن واحد "؟ كان يجيبنا : إنها نصائح والدى التى أحملها فى أذنى ـ كما أوصانى ـ كأنها الحلق! ... ثم يتقمص شخصية والده قائلا: ـ " اسمع يا حنا ياولدى، إياك أن تنسى لحظة واحدة أنك أوّلا صعيدى، وثانيا قبطى وثالثا أخنف، ولا بديل لك عن التفوق، وإلا.. تضيع" ثم يضيف حنا وهو يقهقه" ولهذاالسبب فأنا متفوق " ، حينئذ نعانقه ونحن نقهقه معه0
وحين تخرج حنا عام 1964 بدأ رحلة جديدة من الجمع مرة أخرى بين الدراسة والعمل، حيث كان يعمل فى شركة ماتوسيان فى نفس الوقت الذى كان يعد فيه للحصول على درجة الماجستير التى حصل عليها بالفعل عبر سنوات من الجهد الشاق، ثم حصل بعد ذلك على درجة الد كتوراة ،وتم تعيينه عضوا بهيئة التدريس بكلية التجارة جامعة طنطا، وبدا له أخيرا أن الحياة قد بدأت تبتسم له وأنه قد تمكن فى النهاية من تحقيق أحلام أبيه، غير أن حناـ الذى عاش طول عمره يتذكر الثلاثية التى حذره أبوه من نسيانها( ثلاثية :الصعيدى القبطى الأخنف ) ـ قد نسى فى الحقيقةأمرا بالغ الأهمية وهو أن كون المرء صعيديا قد يتيح له من الصلابة ما يعينه على مواجهة صعاب الحياة ، لكن كون المرء صعيديا قد يكون سببا فى فقدان المرء للحياة ذاتها ، وهذا هو بالضبط ما حدث مع حنا، ففىأعقاب تعيينه بجامعة طنطا كانت إحدى عائلات بهجورة تتربص بالعائلة الغريمة وقد قررت أن تسلبها واحدا من أنجح أبنائها ثأرا لدماء سالت منذ سنين لايعلم عددها إلا الله وإلا العائلة البهجورية، وكانت الضحية التى وقع عليها الاختيار هى حنا عزيز !0
***
تتضارب الروايات حول ملابسات مصرع حنا فمن رواية تقول إن خصوم عائلته البهجورية قد ظفروا به أمام مبنى نقابة التجاريين بشارع رمسيس بالقاهرة حيث مزقوا جسده بالسواطير، ومن رواية أخرى تقول إنهم قد أطلقواالرصاص على سيارته وهو على مشارف بهجورة ، وأيا ماكانت الرواية الصحيحة فإن الشئ المؤكد أننى أنا وكل أبناء دفعتى والدفعات المعاصرة لها قد فقدنا إلى الأبد أى احتمال لحدوث تلك المصادفة الجميلة التى تتيحها لنا الحياة بين الحين والحين ، عندما نلتقى فجأة وعلى غير انتظار بصديق عزيز قديم فنهرع إليه بالأحضان قائلين : ـ "والله زمان"0




#نصارعبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث فى القرن الخامس عشر الهجرى
- وقائع تعديل دستور جمهورية متغوريا


المزيد.....




- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - والله زمان ياحنا