أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نصارعبدالله - لا وزن لنا إلا














المزيد.....

لا وزن لنا إلا


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 12:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


" لا وزن لنا إلا فى الطائرات" !! بهذه العبارة الساخرة الموجزة لخص الشاعر محمد الماغوط أحوالنا أفضل تلخيص،.... حيث يقول فى إحدى قصائده البديعة : "نحن الجائعين أمام حقولنا ــ المرتبكين أمام أطفالنا ـــ المطأطئين أمام أعلامنا ـــ نحن الذين لا وزن لهم إلا في الطائرات ـــ نحن السجادة البشرية التي تـُـفرش أمام الغادي والرائح في هذه المنطقة ـــ ماذا نفعل مع هؤلاء العرب من المحيط إلى الخليج ؟ ـــ لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن ـــ أعطونا الأحذية وأخذوا الطرقات ـــ أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ـــ أعطونا العطر والخواتم وأخذوا الحب ـــ أعطونا الأراجيح وأخذوا الأعياد ـــ أعطونا الحليب المجفف واخذوا الطفولة ـــ أعطونا السماد الكيماوي وأخذوا الربيع ـــ أعطونا الجوامع والكنائس وأخذوا الإيمان ـــ أعطونا الحراس والأقفال وأخذوا الأمان ـــ أعطونا الثوار وأخذوا الثورة"، .. ولقد أسعدنى الحظ منذ مايقرب من خمسة عشر عاما أن أشترك معه فى أمسية شعرية من أمسيات معرض القاهرة للكتاب، وبعد الأمسية دعانى لكى نقضى السهرة معا فى مقر إقامته بفندق هيلتون رمسيس، حيث شاركتنا السهرة صحفية سورية شقيقة تعمل فى جريدة الثورة فيما أذكر، ليلتها قال لى الماغوط إنه حريص على أن يقابل عادل إمام أثناء فترة إقامته بالقاهرة، وسألنى إن كنت أعرفه معرفة شخصية لأتصل به وأنقل إليه رغبته فى لقائه، وقد أجبته بالنفى ، وأضفت إن بوسعى أن أدبر له لقاء معه من خلال وحيد حامد الذى تربطنى به علاقة وطيدة والذى هو فى نفس الوقت أقرب المشتغلين بالكتابة إليه ،.. قال لى الماغوط إنه جاء من سوريا حاملا أرقام تليفونات هذا الفنان الرائع ( كما وصفه)، وإنه سوف يحاول الإتصال به بنفسه مباشرة فى الغد ، فإذا عجز فسوف يتصل بى ، إذ أنه حريص جدا ـ كما قال ـ على أن يتم اللقاء قبل عودته إلى دمشق، بعدها ظللنا نتسامر إلى ساعة متأخرة من الليل قبل أن أستأذنه وأنصرف أنا ومنى الخطيب ( أظن أن هذا كان اسمها )، ومازالت أصداء حديثه الممتع تتردد فى وجدانى ، وقد ترك لقائى به انطباعا أنه من تلك القلة من الأدباء التى يتسم حديثها العادى فى حالات كثيرة بنفس القدر من التوهج والتألق الذى يتسم به إبداعها المكتوب، مما يجعله فى حقيقة الأمر أدبا شفويا تلقائيا لا يقل قيمة فى كثير من الحالات عن سواه من ألوان الأدب ، وكم شعرت بالأسف أن أحدا منا نحن الثلاثة لم يكن لديه جهاز تسجيل ليسجل مسامرة أقل ما توصف به أنها خلق فنى بديع ( من جانب أحد أطرافها على الأقل)، وهو نفس الإحساس الذى أشعر به الآن نحو صديقى محمد مستجاب والذى يجعلنى أندم على أنى لم أسجل آلاف الساعات التى قضيتها فى صحبته والتى كانت كفيلة بأن تنتج آلاف الصفحات من الأدب الساخرأو مئاتها على أقل تقدير!!،.. وأعود إلى الماغوط المتهم ظلما بأنه قد رحل يوم الثلاثاء الماضى ( رغم أن أمثاله لايرحلون قط )، أعود إليه لكى أقتطف من ديوانه " الفرح ليس مهنتى" قصيدتين رائعتين قرأت كلا منهما مرات عديدة ،وأغلب ظنى أنى سوف أعود إلى قرائتهما كما أفعل مع الكثير من نصوص هذا المبدع المدهش ذى اللغة المدهشة ، أما أولى القصيدتين فهى قصيدة :" مسافر عربى فى محطات الفضاء" التى تقول:
أيها العلماء والفنيون
أعطونى بطاقة سفر إلى السماء
فأنا موفد من قبل بلادى الحزينة
باسم أراملها وشيوخها وأطفالها
كى تعطونى بطاقة مجانية إلى السماء
ففى راحتى بدل النقود دموع
***
لا مكان لى ؟
ضعونى فى مؤخرة العربة
على ظهرها
فأنا قروى ومعتاد على ذلك
لن أؤذى نجمة
ولن أسىء إلى سحابة
كل ما أريده هو الوصول
بأقصى سرعة إلى السماء
لأضع السوط فى قبضة الله
لعله يحرضنا على الثورة !!
***
أما قصيدته الثانية فهى قصيدة: "خوف ساعى البريد " التى تقول: ــ

أيها السجناء فى كل مكان
ابعثوا لى بكل ما عندكم
من رعب وعويل وضجر
***
أيها الصيادون على كل شاطئ
ابعثوا لى بكل ما لديكم من شباك فارغة ودوار بحر
***
أيها الفلاحون فى كل أرض
ابعثوا لى بكل ما عندكم
من زهور وخرق بالية
بكل النهود التى مزقت، والبطون التى بقرت،
والأظافر التى اقتلعت
إلى عنوانى ... فى أى مقهى
فى أى شارع فى العالم
...إننى أعد ملفا ضخما ،
عن العذاب البشرى
لأرفعه إلى الله
فور توقيعه بشفاه الجياع
وأهداب المنتظرين
ولكن ياأيها التعساء فى كل مكان
جل ما أخشاه
أن يكون الله " أميا"



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما
- الميراث -قصة قصيرة
- هويدا طه
- المبارزة
- الشحاذ-مسرحية شعرية نثرية من فصل واحد
- موعظة أخرى على جبال هذا الزمان
- النجل والنجلان
- أنا أرى .. إذن أنا..
- الناس والكلاب
- يافرحتنا بوزراءإعلامنا
- قانون بقاء الجرح
- حكاية المادة 77
- مستقبلنا موز


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نصارعبدالله - لا وزن لنا إلا